-A +A
بدر بن أحمد كريِّم
• «لم تقبل المرأة بهذه الوظيفة البعيدة عن مدينتها، إلا لضرورة حاجتها للتوظيف، وحتى لا تنعدم فرص تحقيق ذاتها، والغريب أن هناك نقص معلمات في مدارس المدن، ومن الأولى أن تعين كل معلمة في مدينتها؛ لسد العجز الموجود، الذي تشتكي منه غالبية المدارس، بدلا من تعرضهن للمعاناة، وكأن سنوات الدراسة والانتظار الطويلة للوظيفة لم تكن كافية ليحظين بحقهن في التوظيف».
***

• هذا ما قالته المعلمة السعودية (أمل عبد العزيز)، وهي واحدة من المعلمات، اللاتي أطلق عليهن «الموظفات المغتربات في مناطق بعيدة»، وهن يرين زميلات لهن سفكت دماؤهن على الطرق، فتوترن وقلقن جراء مشاق السفر اليومي، وتتساءل المعلمة (منى حمدان): «إلى متى تستمر المعاناة، ويستمر تشتت الأسر ؟»، وتضيف «الأم في مدينة، والأب والأبناء في مدينة أخرى، لا يتلقون إلا يومين في الأسبوع، إلى متى تستمر معاناة الطرق، والسائقين؟ إلى متى تعمل المعلمة، وتغترب، لتدفع في نهاية الشهر ثلث راتبها للمواصلات، ونصفه لإقامتها بعيدا؟».
***
• هذه التساؤلات تلقي بظلالها القاتمة على الحاجة الماسة لكثير من المعلمات للوظيفة، وهي في حالة بعضهن اليوم، سفر، وغربة، وخوف، وقلق، ولا خيارات أمامهن، فإما البطالة، وإما المخاطرة، وإما الغربة، والنتيجة عقباها لا تحمد، والعجيب ــ كما قالت إحدى المعلمات ــ أنه «رغم كل ما حدث ويحدث، لا تزال الوظائف التي تطرحها وزارة الخدمة المدنية تصر على مبدأ التغريب، وتجعل الغربة سببا للتوظيف».
***
• للجهات المسؤولة ــ أيا كانت ــ أقول: إن غربة المعلمة وإرهاقها سبب في تشتت أسرتها، والحد من عطائها التعليمي، فمخاطر الطريق، والبعد عن الأهل والأبناء، والقلق النفسي، وانشغال البال، وغلبة الشكلية على قرارات تعيين بعض المعلمات في أماكن بعيدة عن مقار سكناهن، لا يجب أن تأخذ طريقها للتطبيق، وكفى سفكا للدماء على الطرق.