-A +A
? أحمد عبدالله (القاهرة)
أكد رئيس الائتلاف السوري هادي البحرة، أن المملكة السند الرئيسي والداعم للشعب السوري في محنته التي يمر بها منذ عدة سنوات. وقال في حوار أجرته «عكاظ» إن الائتلاف أبلغ موسكو أنه لا يأمن للدور الروسي، ولكي تنهض روسيا بأي وساطة ينبغي أن تكون محايدة وأن تكف عن دعم نظام الأسد، مشددا على أن الأسد لن يفلت من العقاب. وأضاف أن المعارضة السورية الآن هي أكثر نضجا وعمقا من الماضي. وفيما يلي نص الحوار:
• بداية، كيف ترون الدور السعودي تجاه الأزمة السورية؟

•• نحن نثمن دور المملكة على جميع الأصعدة سياسيا واقتصاديا ومعنويا وإنسانيا، ونقدر لها وقفتها مع الحق وكونها تمثل الداعم الرئيسي للشعب السوري في محنته التي يمر بها منذ اندلاع ثورته ضد نظام حكم الطاغية بشار الأسد.
• بتقديركم إلى أين تذهب سوريا، للحل السياسي أو مزيد من الفوضى؟
•• للأسف إلى يومنا هذا يوجد سفك دماء وإهمال دولي تجاه الجرائم التي ترتكب بحق الشعب يوميا وهذه أكبر مأساة في التاريخ الإنساني ولم يحدث أن تعاطت الأمم المتحدة مع هذا العدد من النازحين اللاجئين، ويوجد تقاعس من جانب الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن نحو الحل السياسي، كل ذلك يعطي مؤشرات سيئة لذلك ترانا نفعل ما بوسعنا من أجل صياغة حل سياسي يخرج بلادنا من دائرة العنف، وفي نفس الوقت ترى مقاتلينا والجيش الحر يتحملون الجوع وكل أنواع المعاناة ويخوضون المعارك ضد إجرام النظام.
• لماذا لم تجتح رياح الربيع سوريا وتعصف بالنظام كما حدث في دول أخرى؟
•• بالعكس رياح الربيع هبت على سوريا لكن دوما يقولون في التاريخ إنه يكتب منحى الثورات الطرف الذي يحمل البندقية وإن قبل هذا الطرف بإطلاق النار على صدور المتظاهرين فهو يكتب لها أن تنحى هذا المنحى المسلح، وهذا ما فعلته قوات الأسد حين استهدفت صدور المتظاهرين السلميين، واستخدمت العنف والقتل تحت التعذيب بالمعتقلات وهتك الأعراض وهو ما دفع الشعب إلى حمل السلاح دفاعا عن نفسه.
• قلتم إنكم لا تطمئنون للدور الروسي، فلماذا تذهبون إلى موسكو؟
•• أبلغنا موقفنا لموسكو وقلنا للسفير بوجدانوف (الوسيط الروسي) إن انحياز بلاده للنظام لا يمكن أن يجعلها وسيطا نزيها في هذا النزاع وإذا رغبت أن تنهض بهذا الدور يتعين أن ترفع يدها عن دعم النظام بكل أنواع الأسلحة التي استخدمها في إبادة الشعب وتدمير البنية التحتية.
• هناك من يعتقد بأن الأسد كسب من وراء انقسامات وتشتت قوى المعارضة، ما رأيكم؟
•• الأسد لم ولن ينجح.. المعارضة الآن أكثر تقاربا من بعض وأكثر وضوحا ونضجا في الرؤية، ومن ثم غير صحيح أن النظام كسب من وراء انقسامات أو ما يثار عن تشتت المعارضة.
• هناك من يتهم المعارضة بأنها تميل إلى أجندات خارجية، ما قولكم؟
•• المطالب هي مطالب سورية بالنسبة لنا في الائتلاف ولا يوجد فصيل معارض حقيقي يطالب بمطلب تنادي به أي دولة أخرى، نحن نريد سوريا موحدة ديمقراطية وهذا ما نسعى إلى تنفيذه.
• هل ترون أن النظام كسب من وراء التسويق لتنظيم «داعش» وانشغال العالم بالحملة ضده؟
•• لا، ومن خلال لقاءاتي في أوروبا لم ألحظ هذا الاعتقاد وكل العالم يدرك حجم جرائم هذا النظام وأنها وراء نمو هذا التنظيم، وطالما بقي هذا النظام سيستمر هذا الإرهاب. أما الوضع الميداني فهو ما زال يتسم بالكر والفر يوم هنا ويوم هناك.
• هل بات موقف المعارضة أكثر ليونة تجاه النظام؟ وهل تقبل بالتعامل معه؟
•• المعارضة كانت تقبل بالحل السياسي منذ اليوم الأول وما زالت تقبل بهذا الحل وفقا لبيان جنيف ونحن أكدنا ذلك من خلال مشاركتنا به وتقديمنا خارطة طريق ومبادئ أساسية لتحقيق السلام من 24 بندا لكن النظام لم يكن جديا وكان يقتنع فقط بالعمل العسكري، وما زال يأمل بأنه يمكنه القضاء على الثورة عسكريا لكن هذا لن يحدث بعد أن بات النظام فاقدا للقرار ويعتمد ماليا على دول داعمة له مثل إيران وروسيا وبشريا يستمد قوته من ميليشيات عابرة للحدود من إيران والعراق وأفغانستان وغيرها وبالتالي فقد قراره وبات هذا القرار بيد إيران وروسيا.
• وماذا عن أفق اجتماعات القاهرة وإلى أي شيء تهدف؟
•• بدأت بالفعل سلسلة من الاجتماعات واللقاءات ونتطلع لعقد اجتماع موسع قريبا، ونتطلع أن يتم في أقرب وقت وعلى صعيد العلاقات مع أطراف دولية مثل روسيا والصين وغيرهما فبإمكانها أن تدفع هذا الحوار إلى مرحلة متقدمة.
• وهل تحددت أجندة لهذه الحوارات؟
? هذا الحوار شأن السوريين وحدهم ولا توجد حواجز بين السوريين كلنا أبناء وطن واحد ونسعى إلى إنهاء محنته.