-A +A
بدر بن أحمد كريِّم
• الذين يعرفون الطبيبة السعودية البروفيسورة (سلوى الهزاع) عضو مجلس الشورى واستشارية طب وجراحة العيون في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بمدينة الرياض، يعرفون صراحتها، ووضوحها، وأمانتها، وأستدل على ذلك بقولها: «إن قرار توحيد رواتب الأطباء، تسبب في تسرب ما يزيد على 40 طبيبا استشاريا، من مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، خلال فترة قصيرة» وطالبت وزارة الصحة «برفع يدها عن المستشفيات التخصصية» ومع أنها رحبت بالأطباء غير السعوديين، إلا أنها «أكدت ضرورة العناية بالأطباء السعوديين» وقالت: «إنه لا يصح تفضيل القادمين من الخارج على أبناء المملكة، خاصة أن الأطباء الأجانب حديثو التخرج، وخبراتهم محدودة».
***

• صوت الدكتورة (سلوى الهزاع) يستحق أن يسمع، وما أشارت إليه عن الوضع في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، وهبوط مستواه يحتاج إلى قرار من أصحاب القرار، فحينما بدأ المستشفى عمله ــ كما قالت: «كانت بداية قوية، وتخرج منه أفضل الأطباء، ولكن مع الوقت، وحينما تدخلت وزارة الصحة، هبط مستواه» أي أن الدكتورة (الهزاع) تحمل وزارة الصحة تدني مستوى أداء المستشفى، وما يترتب عليه، واتفق معها في الرأي المنسق الوطني لمكافحة العمى (د. سعد بن حجر) الذي قال: «إن توحيد الرواتب، أدى إلى تسرب عدد من الأطباء، من مستشفيات وزارة الصحة، إلى العمل في عيادات تخصصية، أو الهجرة للقطاع الخاص برواتب أعلى».
***
• كل شيء خاضع اليوم للدراسة، وأخطر شيء في المجتمع، أي مجتمع، أن يكون دم الأطباء المبدعين، والمميزين، مسفوحا على التراب، وهؤلاء الـ 40 % من الأطباء السعوديين، الذين هجروا المستشفيات الحكومية، يشكلون تحولا خطيرا في بنية الرعاية الصحية، وخدمة المرضى، ولم يعد بوسعهم، وقد كونوا رصيدا من الخبرة، إلا أن يصبحوا موردا آيلا للنضوب، تماما كما النفط، وعملية توحيد رواتب الأطباء السعوديين، تعني أنه لا توجد فرص لنجاحهم، وفي هذه الحالة فإن الضحية هو الوطن والمواطن، إذا أمام وزارة الصحة، أن توفر للأطباء السعوديين الأمان الاجتماعي.
***
• أختم المقال بتساؤلات: من المسؤول عن قرار توحيد رواتب الأطباء؟ وما الأهداف المتوخاة منه؟ وهل تمت دراسته وتأثيراته الإيجابية والسلبية؟ أليس من المناسب فتح ملفه الآن، لتصويب توجه مغلوط؟.