-A +A
مشعل السديري
في العشرينيات الميلادية قدر الدكتور (فيشي) – وهو بروفسور في علم الجينات: أن متوسط عمر الإنسان في الأقطار المتمدنة الأوروبية والأمريكية هو في الخمسينات، ولكنه خمن وقدر أن هذه الزيادة سوف تستمر بهذه النسبة في السنين القادمة فوجد أن متوسط العمر سيبلغ 61 في السنة 1930م، و65 في 1940م، و69 في 1960م، و75 في 1970م، و80 في 1990م، و82 في 2000م - وهذه كلها حصلت -
ولو أخذنا تقديراته مأخذ الجد وحسبناها لوجدنا أنه من سنة (1930م) إلى سنة (2000م) وهي (70) سنة، قد ارتفع هذا المتوسط بعمر الإنسان بمقدار (21) سنة تقريباً.

وعلى هذا الأساس فبعد (70) سنة أخرى من (2000م)، سوف يصبح متوسط العمر 103 سنوات، وبعد (70) أخرى سوف يصل إلى (125) تقريباً – وهكذا دواليك.
لا أريد أن أشطح بالخيال، لأنني أعرف الناس بنفسي فهي إذا (برطعت برطعت)، لهذا لابد وأن اشكمها، وآتي بما يستند عليه الآخرون.
وفي وقتنا الحاضر يقول الأستاذ (وودوف) إن الخلايا المركب منها الجسم خالدة أي أن موتها غير طبيعي والدليل على ذلك أن الدكتور (كاريل) مثلا قد تمكن من أن يجعل قلب الفروج يعيش 15 سنة في سائل مغذ، وهو يعتقد أنه ليس بعيداً أن يعمر الإنسان في المستقبل جملة مئات من السنين.
يا ليتني ولدت في (الألفية الثالثة)، لكي أعب من ملذات الدنيا إلى أن (تطلع من مناخيري)، فأنا أعترف بدون أية مواربة، أنني عاشق للملذات (المرستكة) غير المؤذية للغير، وأغني دائماً: وش علي أنا من الناس، وش على الناس مني.
***
سبحان الله ليس هناك أي صفة تجمعني بالصناعي الملياردير (هنري فورد) غير صفة واحدة، الا وهي صفة النزوع (للحرية) – إن جاز التعبير –، فقد عرف عن فورد أنه لم يتخذ له قط في حياته مكتباً خاصاً يعمل فيه، وحين سئل عن السبب ذكر: أنه يستطيع الخروج من مكتب أي شخص بسرعة متى ما أراد ذلك، ولكنه لا يستطيع بمثل هذه السرعة أن يخرج أحداً من مكتبه الخاص - انتهى.
وأنا بدوري فمن النادر أن أدعو أحداً إلى منزلي إلا (بالشديد القوي)، ليس بخلا مني فقط، ولكنه بالسبب الذي ذكره فورد، غير أنني ألبي الدعوات بصدر رحب، وأكون دائما، آخر من يحضر وأول من يغادر على مبدأ: (رحم الله من زار وخفف).
***
احتفل معمر في بلدة (أركاديا) بولاية كلفورنيا بعيد ميلاده (102) سنة، ونسب هو الفضل في طول حياته إلى هذه السن، بسبب أنه ظل عازباً.
وقال العجوز: إن الزواج هو للنساء فقط أما الرجل فيجب أن لا يكون له شأن به على الإطلاق – انتهى
ولا أدري هل أشد على يد ذلك العجوز أم أشد على (زمارة) رقبته
ولكن مهما كان لا شك أنه حكيم.
***
فاجأني أحدهم عندما أخذ (يجعر) بأعلى صوته بأغنية (حونشيه) منقرضة قائلا: جيت (ابوسه) ضربني كف.
ورددت عليه سريعاً: تستاهل.