-A +A
عبده خال
العزاء العميق لأسر المعلمات المتوفيات في حادث طريق تبوك ــ شرما والمؤلم في الحادث القصص الإنسانية التي حملتها كل معلمة معها وطفت على السطح بفقدها.
وهذه الحادثة ليست استنزافا للمعلمات فحسب بل إن الحوادث المرورية تعد استنزافا مهولا للطاقة البشرية إذ تمثل نسبة الوفيات في المملكة 21 حالة وفاة يوميا (وهذه إحصائية 2013) بينما تصل أعداد المصابين إلى أرقام كبيرة ترهق المجال الصحي بكثرة أعدادها ولو استثنينا الخسائر المادية الأخرى سنجد أنفسنا نعاود الشكوى من كثرة الحوادث إلا أننا لا نقف بصرامة حيال تلافي المسببات وهي عديدة.

ولو عدنا لخبر حادث المعلمات المتوفيات (رحمهن الله) فسنجد بعض مسببات الحوادث التي تحدثت وما زالت تحدث من غير تلافيها، فإحدى المتوفيات قامت بإرسال رسالة لزوجها تطلب منه البحث عن سائق بديلا لتهور السائق الذي يقلها، وهي المشكلة الأولى التي نتغاضى عنها إذ أن هناك سائقين ليسوا مؤهلين بما فيه الكفاية سواء للقيادة داخل المدن أو في الخطوط الطويلة وإهمال هذه الجزئية تكون إهمالا لمسبب في غاية الأهمية كون أولادنا ونسائنا يتنقلون في سيارات تقاد من مثل هذه النوعية.
ومن الأسباب التي لم نهتم بها أو نسعى لتلافيها حال الطرق لدينا إذ كثير منها غير مهيأة ولا توجد بها وسائل سلامة أو لوحات إرشادية أو معبر للجمال، وقد حمل خبر وفاة المعلمات الأربع هذا التقصير إذ سقطت سيارتهن من أعلى كبري «الشكاعة» الذي لا يحتوي على أي صبات جانبية للحيلولة دون سقوط المركبات، ولا يضم أي لوحات إرشادية أو تنبيهية.
وفي هذا لوم موجه لوزارة النقل كون كثير من الخطوط الطويلة أو الموصلة ما بين القرى والمدن الصغيرة تهمل من وسائل السلامة ولن يكتشفها إلا من جرب السير فيها ليلا أو نهارا سيكتشف عندها أن عليه تفتيح كل مسامات جسده للتنبه لمخاطر تلك الطرق.
سوف تظل الحوادث تحصدنا يوميا وبنسبة مرتفعة ما لم تتضافر جهود كل الجهات المعنية لتلافي المسببات الحقيقة وراء مئات الآلاف من الحوادث.