-A +A
صالح الفهيد
يكتظ المشهد الرياضي بالأحداث والقضايا التي يمسك بعضها بأذناب بعض، وفي حين يعطي هذا الكاتب اليومي وفرة في الموضوعات التي يناقشها، فإن الكاتب الأسبوعي يحتار فيما يختار من بين هذه الأحداث والقضايا المهمة موضوعا لعموده، كحالي اليوم، حيث سألت نفسي: هل أكتب عن منتخبنا الوطني الذي يقف على أبواب الاستحقاق الآسيوي الصعب، وهو يعاني ظروفا صعبة للغاية، وانعكاسات الإخفاق لو حدث ــ لا سمح الله ــ على كرتنا السعودية، وعلى اتحادنا الكروي الذي نجا بأعجوبة من الإخفاق الخليجي، ولا أظنه يستطيع أن ينجو من الإخفاق الآسيوي ــ إن وقع، فبعد دورة الخليج فتحت النيران على اتحاد عيد حتى كاد يسقط، لكن أحمد عيد انحنى للعاصفة ولم يسقط، بعد أن استنجد بغطاء الفيفا، وفشل خصومه في إسقاطه لا يعني استسلامهم، ومن الواضح أنهم خسروا جولة ولم يخسروا المعركة بعد، وهم يعتبرون الاستحقاق الآسيوي هو الفرصة الأخيرة له، ولو عاد المنتخب من أستراليا دون كأس آسيا فستفتح أبواب الجحيم على الاتحاد الكروي، وليس سرا القول إن المتربصين بهذا الاتحاد ورئيسه ينتظرون الفرصة السانحة لتسديد ضربة قاضية تنهي عناد أحمد عيد وطاقمه، وتزيح هذا الاتحاد عن كراسيه، بعد فشل المحاولات السابقة.

الانضباط وحسين عبدالغني
أم أكتب عن لجنة الانضباط وقرارها المخيب في قضية مزاعم إداري الفيصلي مدلج المدلج ضد اللاعب حسين عبدالغني، حيث جاء القرار غريبا في الشكل والمضمون، واعتبره كثيرون مجحفا بحق اللاعب عبدالغني الذي تعرض لحملة تشويه إعلامية ظالمة نالت من سمعته، رغم أنه دافع عن براءته بقوة، لكن الطرف الآخر كان يصر على مزاعمه التي ثبت للجنة الانضباط أنها غير صحيحة، وبالتالي كان يجب أن يستتبع هذه النتيجة قرارا عقوبة بحق إداري الفيصلي الذي ثبت بالصوت والصورة ملاحقته للاعب النصر عبدالغني وتهجمه عليه، لكن لجنة الانضباط اكتفت بمناصحة إداري الفيصلي في أول عقوبة من نوعها.


الاحتراف وسعيد المولد
أم أكتب عن لجنة الاحتراف وقراراها المرتقب في قضية نجم منتخبنا الوطني سعيد المولد التي تتفاعل في المعسكرين الاتحادي والأهلاوي، وقرارها الصعب، والذي يتوقع أن تستتبعه ردود أفعال واسعة، سواء كان القرار لمصلحة الأهلي أو الاتحاد، فمن البديهي أن لا يقبل أي منهما أن يخسر هذا النجم، وهذه القضية التي أصبحت على رأس أولويات إدارتي وجماهير الناديين، وكل هذا الزخم الذي يحيط بقضية المولد يجب أن يعطي رسالة بمنتهى الوضوح للجنة الاحتراف بأن تحمي نفسها وتحصن قرارها الذي يجب أن يكون صلبا وخاليا من الثغرات، وأن يصاغ بلغة قانونية رصينة لا مجرد عبارات إنشائية تستجدي الإقناع.

الإعلام والتراشق
أم أكتب عن التراشق الإعلامي المحتدم بين إعلاميي الهلال والنصر الذي أخذ أبعادا جديدة بعد أن طالب أحدهم بإغلاق نادي النصر، ورد عليه آخر بوصف الهلال بالنادي الليلي، واستتبع هذا التصعيد المستمر في التناحر الإعلامي بين المعسكرين حملات إعلامية مستعرة، ومنفلتة من عقال، وكلما خفت حدتها جاء من يصب الزيت عليها، فتشتعل نيران التعصب من جديد، وبما أن هؤلاء الذين يشعلون هذه الحرائق في الوسط الرياضي أصبحوا معروفين بالاسم والصورة، فبوسعنا أن نتساءل: أين دور وزارة الإعلام في وضع حد لهذا الجنون، ولماذا لا تتحرك لإيقاف كل المتورطين في تأجيج نيران التعصب، ومنعهم من الظهور في وسائل الإعلام، وملاحقتهم قانونيا وإيقاع العقوبات الصارمة التي تلجمهم و تردع غيرهم عن مجاراتهم والسير على طريقهم؟

خير الكلام
وأخيرا، وبعد أن شاورت نفسي عن أي هذه القضايا أهم، وعن أي هذه القضايا أكتب اليوم، قررت أن أكتب عنها جميعا، وعلى طريقة خير الكلام ما قل ودل.