شاركت المملكة مع الدول المتحالفة لضرب داعش في سورية، وستباشر نشاطها الدبلوماسي في العراق بإعادة فتح السفارة في بغداد مع قنصلية مساندة في أربيل، وقد بدأ الأمير خالد بن بندر رئيس الاستخبارات السعودية زيارة رسمية إلى أمريكا لمناقشة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ومواجهة داعش، يوم الأحد 4 يناير، بعد زيارة مشابهة وللأسباب نفسها قام بها الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية السعودي، ويظهر من الزيارتين أن هناك اتفاقا ومراجعة بين الدولتين للأولويات الأمنية والاستخبارية في المنطقة العربية، وخلال الأيام الخمسة الماضية تمكن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من السيطرة على أماكن حدودية مهمة، وركز في اختياراته على المناطق المؤدية إلى المملكة والأردن، واتهم في نوفمبر 2014 بأنه لعب دورا في جريمة «الدالوه» في الأحساء، ولا أستبعد تورطه في حادثة شرورة قبل ستة أشهر رغم بعد المسافة وحالة الخلاف بينه وبين الجماعة الأم، أو تنظيم القاعدة المتمترس في اليمن والمسجل كمتهم أول في جريمة منفذ الوديعة، وأعتقد أن التحركات السعودية في المحيط العربي والدولي أصبحت تستفز التنظيم وتؤثر في مخططاته.
أقول هذا لأن الجريمة الإرهابية في مركز سويف الشمالي لا تختلف، وتتقاطع بشكل ملفت مع المشهد في شرورة، ولدرجة أن أعداد الضحايا العسكريين في الجريمتين واحدة، والفارق أن بين الضحايا والمصابين في مركز سويف ضباطا برتب قيادية، وهذه لا تحدث إلا نادرا، والغرض منها بطبيعة الحال فبركة قيمة وأهمية إخبارية لمادة عادية، وتسويق صورة تمجد التنظيم التعيس وتعطيه أكبر من حجمه على الأرض، وحرس الحدود يقوم بأعمال جليلة ويضبط في اليوم الواحد مئات المتسللين إلى المملكة لأغراض مختلفة، و «سويف» لمن لا يعرف مركز لتبادل المطلوبين بين المملكة والعراق، والمنفذ الحدودي الوحيد هو «جديدة عرعر» من الجانب السعودي و«عرعر» من الجانب العراقي، وهو منفذ مؤمن تماما من الجانبين ويصعب اجتيازه، ولا يستخدم إلا في موسم الحج، وقد تم إغلاقه في الحج الأخير لأسباب أمنية، وحضر الحجاج العراقيون إلى المملكة عن طريق الرحلات الجوية.
الروايات حول إرهاب الخامس من يناير في الـ«سويف» لم تكن واحدة، ومعظمها يستند إلى (مصادر رسمية) يزكيها ويسميها أو يذكرها بدون تسمية، ويبدو بعضها متناقضا، فقد كتب في مواد نشرتها الصحافة المحلية بأن المتسللين الأربعة كانوا يتظاهرون برغبتهم في تسليم أنفسهم، وهم قاموا بقص السياج الحدودي والدخول بأسلوب مشبوه، وهؤلاء بينهم انتحاريان فجرا نفسيهما بحزام ناسف، واثنان قتلا برصاص حرس الحدود، في مقابل استشهاد ثلاثة وإصابة اثنين من حرس الحدود، وأن قائد حرس الحدود في المنطقة الشمالية كان يقوم بجوله يرافقه مساعده لشؤون العمليات وسائق عسكري وصف ضابط، وأنهم واجهوا شخصين أحدهما أطلق النار وتم الرد عليه وإسكات أنفاسه، والثاني تظاهر برغبته في الاستسلام، فاقترب منه العميد عودة البلوي ــ يرحمه الله ــ لإقناعه فقام بتفجير نفسه، وأن دورية أخرى لاحقت المتبقين وتعامت معهم، والثابت ــ بحسب اللواء منصور التركي المتحدث باسم الداخلية السعودية ــ أن قائد حرس الحدود في المنطقة الشمالية حاول إقناع أحد المتسللين بأن يستسلم، ولكنه فجر نفسه بحزام ناسف فأفقد الأول حياته، ومطالبات التسليم وجهت إلى البقية إلا أنهم لم يستجيبوا، وأنه تم رصدهم بالكاميرات وتقنيات المراقبة المتطورة وليس بالحدس والصدفة، وتعاملت معهم دوريات الحدود على دفعتين، والغرض من التسلل لم يعرف إلا أثناء مباشرة العملية ومن طبيعة المواد المضبوطة، ولم تؤكد الداخلية السعودية هوية الجهة المسؤولة أو جنسيات المتورطين بانتظار اكتمال الإجراءات، إلا أن تنظيم داعش لم ينتظر وأعلن مسؤوليته عن الجريمة الإرهابية، وأن من ارتكبها سعوديون من «الانغماسيين»، والتسمية خاصة بعضلات التنظيم أو من يكلفهم بتنفيذ أعمال انتحارية، وبعضهم من المملكة ــ للأسف.
الحدود البرية في شمال وجنوب المملكة محروسة بحفظ الله، ثم بهمة الرجال المخلصين، وبمشروع خادم الحرمين الشريفين لأمن الحدود، والمشروع الأخير في طور الاكتمال ــ بإذن الله، ويعرف اختصار بـ«الحدود الذكية»، وسيحل محل المراقبة التقليدية بالدوريات، وفيه نقلة ضخمة لعمل حرس الحدود، وتصر على فكرة أن الانتحاري قد يتم تفجيره رغم أنفه باتصال موبايل أو بـ«الريموت كنترول» وهكذا، وربما قصد المنتحر تسليم نفسه فعلا لو كان يملك قراره، وأتمنى اختبار الاحتمال ولو من باب التجربة، وما قيل لا يقبل التعميم أطلاقا، ولا يمكن أن يحيد حقيقة وجود محرضين ومنافقين وممولين في الداخل، وكلهم يستحقون المحاسبة والعقاب المغلظ، إضافة إلى وجود مشاكل في التعليم والإعلام والثقافة تطلب حلولا عاجلة، وأرى أن داعش لا يخيف أحدا ومصيره إلى زوال ــ إن شاء الله.
استدراك:
نشر في المقالة السابقة أن نظام مكافحة الاتجار بالأشخاص يحتوي على خمس عشرة مادة، والصحيح أنه يحتوي على سبع عشرة مادة.
أقول هذا لأن الجريمة الإرهابية في مركز سويف الشمالي لا تختلف، وتتقاطع بشكل ملفت مع المشهد في شرورة، ولدرجة أن أعداد الضحايا العسكريين في الجريمتين واحدة، والفارق أن بين الضحايا والمصابين في مركز سويف ضباطا برتب قيادية، وهذه لا تحدث إلا نادرا، والغرض منها بطبيعة الحال فبركة قيمة وأهمية إخبارية لمادة عادية، وتسويق صورة تمجد التنظيم التعيس وتعطيه أكبر من حجمه على الأرض، وحرس الحدود يقوم بأعمال جليلة ويضبط في اليوم الواحد مئات المتسللين إلى المملكة لأغراض مختلفة، و «سويف» لمن لا يعرف مركز لتبادل المطلوبين بين المملكة والعراق، والمنفذ الحدودي الوحيد هو «جديدة عرعر» من الجانب السعودي و«عرعر» من الجانب العراقي، وهو منفذ مؤمن تماما من الجانبين ويصعب اجتيازه، ولا يستخدم إلا في موسم الحج، وقد تم إغلاقه في الحج الأخير لأسباب أمنية، وحضر الحجاج العراقيون إلى المملكة عن طريق الرحلات الجوية.
الروايات حول إرهاب الخامس من يناير في الـ«سويف» لم تكن واحدة، ومعظمها يستند إلى (مصادر رسمية) يزكيها ويسميها أو يذكرها بدون تسمية، ويبدو بعضها متناقضا، فقد كتب في مواد نشرتها الصحافة المحلية بأن المتسللين الأربعة كانوا يتظاهرون برغبتهم في تسليم أنفسهم، وهم قاموا بقص السياج الحدودي والدخول بأسلوب مشبوه، وهؤلاء بينهم انتحاريان فجرا نفسيهما بحزام ناسف، واثنان قتلا برصاص حرس الحدود، في مقابل استشهاد ثلاثة وإصابة اثنين من حرس الحدود، وأن قائد حرس الحدود في المنطقة الشمالية كان يقوم بجوله يرافقه مساعده لشؤون العمليات وسائق عسكري وصف ضابط، وأنهم واجهوا شخصين أحدهما أطلق النار وتم الرد عليه وإسكات أنفاسه، والثاني تظاهر برغبته في الاستسلام، فاقترب منه العميد عودة البلوي ــ يرحمه الله ــ لإقناعه فقام بتفجير نفسه، وأن دورية أخرى لاحقت المتبقين وتعامت معهم، والثابت ــ بحسب اللواء منصور التركي المتحدث باسم الداخلية السعودية ــ أن قائد حرس الحدود في المنطقة الشمالية حاول إقناع أحد المتسللين بأن يستسلم، ولكنه فجر نفسه بحزام ناسف فأفقد الأول حياته، ومطالبات التسليم وجهت إلى البقية إلا أنهم لم يستجيبوا، وأنه تم رصدهم بالكاميرات وتقنيات المراقبة المتطورة وليس بالحدس والصدفة، وتعاملت معهم دوريات الحدود على دفعتين، والغرض من التسلل لم يعرف إلا أثناء مباشرة العملية ومن طبيعة المواد المضبوطة، ولم تؤكد الداخلية السعودية هوية الجهة المسؤولة أو جنسيات المتورطين بانتظار اكتمال الإجراءات، إلا أن تنظيم داعش لم ينتظر وأعلن مسؤوليته عن الجريمة الإرهابية، وأن من ارتكبها سعوديون من «الانغماسيين»، والتسمية خاصة بعضلات التنظيم أو من يكلفهم بتنفيذ أعمال انتحارية، وبعضهم من المملكة ــ للأسف.
الحدود البرية في شمال وجنوب المملكة محروسة بحفظ الله، ثم بهمة الرجال المخلصين، وبمشروع خادم الحرمين الشريفين لأمن الحدود، والمشروع الأخير في طور الاكتمال ــ بإذن الله، ويعرف اختصار بـ«الحدود الذكية»، وسيحل محل المراقبة التقليدية بالدوريات، وفيه نقلة ضخمة لعمل حرس الحدود، وتصر على فكرة أن الانتحاري قد يتم تفجيره رغم أنفه باتصال موبايل أو بـ«الريموت كنترول» وهكذا، وربما قصد المنتحر تسليم نفسه فعلا لو كان يملك قراره، وأتمنى اختبار الاحتمال ولو من باب التجربة، وما قيل لا يقبل التعميم أطلاقا، ولا يمكن أن يحيد حقيقة وجود محرضين ومنافقين وممولين في الداخل، وكلهم يستحقون المحاسبة والعقاب المغلظ، إضافة إلى وجود مشاكل في التعليم والإعلام والثقافة تطلب حلولا عاجلة، وأرى أن داعش لا يخيف أحدا ومصيره إلى زوال ــ إن شاء الله.
استدراك:
نشر في المقالة السابقة أن نظام مكافحة الاتجار بالأشخاص يحتوي على خمس عشرة مادة، والصحيح أنه يحتوي على سبع عشرة مادة.