دفعه عشقه إلى التراث الحجازي إلى افتتاح مطعم كلاسيكي متخصص في إعداد الأطباق الحجازية، حيث يقوم بنفسه بإعداد الوجبات مستغلا ثقافته الواسعة في هذا المجال كونه من عائلة حجازية مهتمة بالتراث. يقول أحمد الرشيدي منذ صغري وأنا عاشق للتراث الحجازي وكنت أحرص على جمع كل قطعة أثرية أحصل عليها، حتى تكون لدي رصيد كبير منها، جعلني أفكر في ضمها داخل متحف يبرزها بشكل مميز ويوثقها على نحو منظم، وساعدني على ذلك انتمائي لأسرة مهتمة بالتراث عموما وبتراث جدة على وجه الخصوص.
وأضاف اخترت شارع التحلية مقرا لمطعمي ومتحفي لأنه من أكثر المواقع التي يتواجد بها الشباب والعوائل على حد سواء، وأنا أريد أن أصل إلى أكبر قدر ممكن من شرائح المجتمع المختلفة لأعرفهم بتراثنا الذي لا بد أن يكونوا على اطلاع واسع به، لأننا نمتلك تراثا وحضارة عظيمة، والتعريف بها واجب وطني كما أنني أردت أيضا أن أعرف بعض الجاليات الأجنبية بتراثنا العريق خاصة بعدما لمست شغفا كبيرا لدى الكثير منهم للاطلاع على تراث المملكة.
وعن ولعه بالطبخ يقول: «أقوم بنفسي بطهو جميع الأطعمة التي يقدمها المطعم، وهواية الطبخ أتقنتها من والدي إذ تعلمت منهما طرق إعداد جميع الأطعمة الحجازية الشهيرة، والتي أقدمها بطريقة أثارت دهشة وإعجاب الكثير من السياح الأجانب، والقادمين من الغرب على وجه التحديد، لاسيما أن غالبية أدوات الطعام التي نستخدمها قديمة مثل السماور أو السموار يطلق بكلا اللفظين (وهو عبارة عن قطعة تتألف من سبعة معادن مختلفة أهمها الحديد، وتستخدم لتسخين الماء)، وهناك نصبة الشاي التي كان يستعملها أهالي الحجاز قديما، وغيرها من الأدوات المختلفة التي نستخدمها لإعداد جميع المأكولات والأطباق الحجازية التي كانت شائعة في الإفطار والغداء والعشاء قديما.
وأشار إلى أنه يهدف من إنشاء المطعم والمتحف تعريف المجتمع بالتراث الحجازي العريق وأدق تفاصيل الثقافة الحجازية، فأردت أن أؤدي واجبي التعريفي بها من جانبين: جانب الطعام، باعتبار أن الطعام جزء لا يتجزأ من ثقافة الشعوب، والجانب التراثي من خلال المتحف الذي يحوي قطعا قديمة، ومقتنيات قيمة من تاريخ المملكة.
وعن أبرز مقتنياته التراثية يقول: لدينا ستارتان قديمتان للحجرة النبوية، إحداهما تعود للعهد العثماني، والأخرى لعهد الملك خالد (رحمه الله). ولدينا أيضا باب من أبواب الحرم المكي يرجع إلى عهد الخليفة محمد المهدي العباسي، وكذلك إتريك للجيش العربي السعودي، ومطحنة عثمانية قديمة، وغطاء صندوق عثماني عليه الطغرة العثمانية (الختم العثماني) مزينا بنياشين، ورسوم لآخر بارجة عثمانية غادرت الحجاز.