-A +A
أحمد فراج (نجران)
سلسلة الجبال المحيطة بحي المراطة شمالي نجران لا تحمي الحي من الجهتين الشمالية أو الشرقية، بل تشكل خطرا على الأهالي في حال هطول أمطار وجريان السيول، في وقت تمثل «المغرة» أعلى منسوب.
ويحتل المراطة موقعا استراتيجيا شمالي مدينة نجران وبالقرب من حي أبالسعود التاريخي، ويشكل نقطة ارتكاز مهمة على مثلث يتوزع بين المدينة التاريخية والطريق المؤدي إلى منطقة عسير والآخر المؤدي إلى المواقع السياحية غرب مدينة نجران، ومن الجهة الجنوبية يطل على وادي نجران، لكن هذه المميزات لا توفر له الحماية اللازمة عند جريان السيول، حيث سبق أن أوقف جريانها الدراسة في إحدى المدارس لمدة تزيد عن سنتين، وحصر طالبات المدرسة الثلاثون الابتدائية والروضة والتمهيدي في مدرسة مستأجرة تخلو من جميع وسائل السلامة ومخارج الطوارئ.

ويؤكد عدد من الأهالي أن كثيرا من المرافق الحيوية والمنازل لا تزال في مرمى السيول، مطالبين بمشاريع درء أخطار السيول خاصة أن هذه المواقع لا تزال مكشوفة، وأن ما تم عمله لا يكفي لبث الطمأنينة في نفوس السكان، وطالبوا بشبكة طرق بعبارات في الحي، مشيرين إلى أن الحي يعاني من نقص في الخدمات، ويأملون رفع كفاءته وتطويره والارتقاء به للوصول إلى مستوى الأحياء الأخرى على أقل تقدير، خاصة أنه لا يزال يفتقر للأرصفة والسفلتة الجيدة والحدائق الترفيهية.
وطالب كل من بدر آل بشر وشري آل بشر وهادي زميع آل زمانان ومحمد حسين، بدفن الآبار القديمة والمبنية من الطين، لأنها باتت تشكل خطورة بالغة على حياة الأطفال، وتثير مخاوف من انتشار مرض الملاريا، مشيرين إلى أن المباني الطينية المجمعة بحاجة إلى إعادة تأهيل من قبل الهيئة العامة للسياحة للمحافظة عليها كطراز عمراني ريفي، موضحين أن حيهم يقع على أطراف وادي نجران إلا أن شبكة مياه الشرب غير مفعلة، إضافة إلى عدم وجود شبكة صرف صحي وتلوث مياه الآبار بمياه الصرف الصحي وما نتج عنها من حالات صحية حرجة.
وقال بدر بشر إن سور مقبرة الحي متهالك، يفاقم من معاناتها مع عدم وجود خدمات ونظافة، حيث تسكنها نباتات «السمر والأثل»، مبينا أنها معرضة للانطماس وتحتاج إلى حائط خرساني لحمايتها من سيول «مغرة» الشهيرة، التي تشكل خطرا على حياة السكان. وأوضح أن الحي يحتاج إلى كثير من المعالجات لتقيه شر الفوضى، مطالبا بردم الحفرة الواقعة بين مدرسة البنات والمركز الصحي، التي تعود لأملاك حكومية، حيث تم ردمها بأنقاض المباني من النفايات، مستغربا هذه المخالفة من جهة حكومية.
وأبدى السكان مخاوفهم من انتشار النفايات وأنقاض المباني التي باتت تشكل تشوهات بصرية للحي الذي يقع على مدخل مدينة نجران، مطالبين برفع مستوى النظافة وزيادة الحاويات والمرور اليومي لسيارات النظافة وصحة البيئة، وإزالة حظائر الأغنام المنتشرة بالحي التي تزيد من مخاوف انتقال الأمراض والعدوى.
وحذر عدد من سكان حي مراطة من إلغاء عبارات قديمة كانت مخصصة لتصريف مياه السيول التي تأخذ حاليا طريقها إلى جوار المدارس والمنازل السكنية، كما طالبوا بوضع مطبات اصطناعية تساهم في تخفيف السرعة الزائدة وتحافظ على حياة الأطفال والعجزة، وبينوا أن مثل هذه المطبات سبق وأن تم تنفيذها إلا أنها أزيلت لأسباب يجهلونها.