-A +A
زياد عيتاني (بيروت)
بعد خطاب أمين عام حزب الله حسن نصر الله الأخير ورد رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع عليه، هناك تساؤل كبير بدأ يقلق اللبنانيين حول ما اذا كان لبنان يسير في اتجاه تقسيمي ليصبح دولتين وحكومتين ورئيسين للجمهورية، خصوصا أن النقاش السياسي تجاوز للمرة الاولى التفاصيل اليومية للسياسة ليصبح في عمق الثوابت التي يقوم عليها لبنان. رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وفي تصريح امس خلال افتتاح اجتماع الهيئات المالية العربية في بيروت ردّ على نصر الله من دون تسميته مؤكداً التمسك بالدولة الواحدة التى ترعى شؤون اللبنانيين. وقال: “ان الصعوبات التي تواجهها الدولة على طريق قيامها ليست مسألة سهلة، فالطامحون والطامعون بدويلات وسلطات ونفوذ كثيرون وكل طرف منهم يبرر وجوده بغياب أو بضعف الدولة بدلاً من أن يسهم في تعزيز قيامها وجعلها قادرة على القيام بدورها في حماية وضمانة حاضر اللبنانيين ومستقبلهم”.
وأضاف “أن قيام الدولة في لبنان لا يكون بان يتمسك كل طرف بمصالحه وما يريد بل إن قيام الدولة يكون بتدعيم قيام المؤسسات وليس عبر محاربتها واحترام آليات النظام الديمقراطي لا تدميرها وتجاوزها فالدول تبنى باحترام أبنائها لمؤسساتها الدستورية”. وقال ان تعبير”عندما تصبحون دولة تعالوا وتحدثوا معنا” لن يوصل إلا إلى طريق نعرفه وهو طريق الانقسام وطريق تراجع لبنان وطريق اللادولة لأن الدولة لا تقوم إلا بتعاون جميع اللبنانيين بغض النظر عن الاتجاهات والآراء وانتصار مفهوم الدولة الديمقراطية ليس إلا انتصاراً لجميع اللبنانيين”، معتبراً “ان تقويض الدولة هو تقويض مستقبل اللبنانيين”.

من جهة ثانية قال مسؤولون لبنانيون امس الاربعاء ان السنيورة طلب من الامم المتحدة اقامة المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة المشتبه بتورطهم في اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري.
واوضحو انه ارسل رسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون طلب فيها من مجلس الامن التحرك لاقامة المحكمة الدولية الخاصة بعد فشل كل المساعي لاقرار المحكمة في مجلس النواب اللبناني.
ويعد تشكيل المحكمة الخاصة بمحاكمة المشتبه في تورطهم في مقتل الحريري في صلب اسوأ ازمة سياسية يمر بها لبنان منذ الحرب الاهلية التي اندلعت بين عامي 1975 و1990 .