-A +A
? عبدالله اليوسف (بريدة)
رغم تنبيهات «عكاظ» قبل أكثر من 15 عاما، حول أهمية الاستفادة واستثمار الرمال الذهبية شرقي بريدة، إلا أن البراري القريبة من بريدة، تحولت إلى مرابط للإبل، مصدرة الروائح الكريهة لمن يأتي للموقع للتنزه، ويمتد الأثر إلى الأحياء المجاورة.
وفيما حاول أهالي بريدة الاستفادة فعليا من الموقع، بتحويله إلى متنفس لهم، باعتبارهم من هواة البراري، وبحكم موقعه القريب من المدينة، إلا أن المتنفس بات محلا للشكوى، في وقت غابت الأمانة عن الموقع، رغم أنها اهتمت بتنفيذ المسطحات الخضراء في الهدية والجراد ومنتزه الملك عبدالله، لكنها لم تعر هذه الكثبان الذهبية أي اهتمام، ليتوسع أصحاب الإبل والأغنام دون رقيب أو رادع في الموقع، بل ما زاد الطين بلة، أن هواة البراري فوجئوا بوجود مزاد بريدة لنوادر الابل يحتل مساحة من مجاورة لطريق الربيعية في امتداد الدائري الشرقي الذي عرف تجمعاتهم لسنوات طويلة، ليجد المتنزهون أنفسهم مضطرين للانصات لـ«رغاء» الإبل و«ثغاء» الغنم.

وعلمت «عكاظ» أنه تم التصريح بالمزاد دون دراسة الموقع ولم يستفد من مساحات السوق القائم في مدينة الانعام.
وطالب عدد من الاهالي في بريدة الأمانة بالتحرك من اجل إعادة صياغة واقع الدائري الداخلي، فبعد أن ظلم هذا الدائري بوضع مدينة الانعام به ترك لانتشار الاحواش، وقالوا إن كانت الامانة ترى انها وضعت مسطحات خضراء وهذا دورها دون حماية بقية المواقع فالواقع يقول إن هذه المسطحات لا تزار إلا في اوقات الصيف، وفي بقية العام يريد الناس الرمال للتنزه، وما شغل من مساحة الدائري من الحدائق لا يزيد على 20% من مساحاته، وقد تقل والبقية قد تكون املاكا خاصة أو حكومية ولكن وضعها المهمل حاليا يحتاج دراسة.
ويضيف محمد بن صالح السلوم من كبار دلالي سوق الابل في مدينة الانعام: بريدة تعتبر من أكبر أسواق الإبل في العالم منذ 300 عام وحسب تقييم رسمي، حيث كسبت شهرتها من كونها منطلق العقيلات تجار الابل الذين جابوا اتجاهات كثيرة خارج الجزيرة العربية منذ ذلك الحين وانتهت رحلاتهم مع تطور الوطن وتوحده، مشيرا إلى أنهم من داخل أسواق الإبل يتساءلون هل يعقل أن كل هذا السوق لا يوجد به عمدة ولا مرجعية رسمية لأهل الابل ويهتم بمتطلباتهم.
ويتفق مع مطلب التنظيم على الدائري الشرقي، والذي يبدأ بإيقاف مخيمات التأجير والدراجات النارية لأنه يوجد لها مواقع مخصصة، ولو كانت توجد رقابة من الامانة لما شوهدت الفوضى والتعديات على أملاك الغير، مشيرا إلى أنه يطالب الأمانة بالتنظيم وايقاف مخيمات التأجير ومنع شبوك الاغنام والابل وترحيلهم إلى الاماكن الخاصة، فما يحدث يسيء إلى المدينة ونموها وشهرتها في كثير من الأمور ومنها سوق الابل.
من جانبه رد المركز الإعلامي لأمانة منطقة القصيم أن الدائري الشرقي لمدينة بريدة حظي بتنفيذ عدد من المنتزهات أهمها منتزه الملك عبدالله ومنتزه الجراد ومنتزه الهدية ومواقع أخرى مخصصة لتنفيذ منتزهات مستقبلية، مضيفا: كافة الأراضي الحكومية على الدائري الشرقي لمدينة بريدة مخصصة لعدد من الجهات الحكومية.
ومن جهتها قالت الأمانة: بالنسبة لحظائر الأبل المؤقتة المقامة حالياً على بعض الأراضي المملوكة لمواطنين فإنها تخضع حالياً لمتابعة وإشعارات من قبل البلدية الفرعية لإزالتها، ولا تزال أعمال المتابعة واستكمال الإجراءات النظامية مستمرة بشأنها.