-A +A
سعيد السريحي
لو أن كل عضو في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يمتلك تلك الابتسامة التي قابل به رئيس الهيئة في محافظة جدة جمعا من الكتاب والإعلاميين ورجال الأعمال وأساتذة الجامعة في منزل المستشار محمد سعيد طيب، لو أن كل عضو هيئة يمتلك ذلك الوجه البشوش والروح المرحة، لطالب الناس أن يكون لكل فرد في المجتمع عضو هيئة خاص به، ولو أن الهيئات في مختلف مناطق ومحافظات المملكة عاملت الناس بالحب والتسامح والكلمة الطيبة على النحو الذي كان يشرحه رئيس هيئة جدة للحاضرين، ما نقم أحد على الهيئة، ولا حمل لها ضغنا، ولا بلغ الأمر مبلغ أن يطالب بعضنا بإلغاء الهيئة إن لم يكن بالإمكان إصلاح أمرها.
شكل ذلك الوجه البشوش والكلمة العذبة والأسلوب المتسامح الوجه المشرق للهيئة، غير أن ذلك لم يكن يمنع من تخوف أبداه بعض الحاضرين وداراه حاضرون آخرون من أن يكون ما يرونه من الرئيس خاصا بالرئيس، وما تحدث عنه إنما هو السياسة العامة التي تشكل الجانب النظري لمؤسسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتي لا يتم تطبيقها في الواقع الميداني لهذه المؤسسة، لم يسلم بعض الحاضرين من هذا التخوف لولا أن واقع تجربة الناس في جدة يؤيد ما كان يتحدث عنه رئيس الهيئة من اعتماد لأسلوب المحبة والتسامح والكلمة الطيبة، فلم تبدر من أعضائها مثل تلك الأخطاء التي بدرت من بعض أعضاء هيئة الرياض والطائف والمدينة وتبوك والباحة، والتي حملت رئاسة الهيئات على فتح ملفات التحقيق واتخاذ عقوبات تجاه من صدرت عنهم، ليس للناس في جدة خاصة في الآونة الأخيرة مثل هذه التجارب المؤلمة، وهو الأمر الذي جعلني أقول لرئيس الهيئة مازحا: إما أن يكون أهل جدة أعقل ناس وإما أن تكونوا أطيب هيئة.

رئيس هيئة جدة تمكن من مد جسور المودة مع من حضروا من كتاب وإعلاميين ورجال أعمال وأساتذة جامعات وحملهم مسؤولية العمل المشترك لإصلاح الهيئة والمجتمع، وتمنى الجميع ــ كما عبر عن ذلك خالد الحسيني ــ أن ما تعتمده الهيئة من أخذ الناس بالحب واللين والتسامح نابع من اقتناع الهيئة بهذا النهج، وليس مجرد استجابة للتوجيهات والإصلاحات التي تشهدها الهيئات هذه الأيام.