** رسائل «الواتساب» تحمل من الغث الكثير ومن السمين القليل، ومن ضمن ذلك القليل ثلاث رسائل استوقفتني، وجعلتني أرسلها لكل من هو على قائمة تواصلي، رسالتان منها باللغة الإنجليزية وتحمل ترجمة مطبوعة عليها بالعربية، الأولى لقطة لمحاضرة في أقل من خمس دقائق يلقيها داعية أجنبي يتحدث فيها إلى نفر من الإخوة المسلمين من جنسيات وألوان مختلفة، وموضوعها سماحة الإسلام وكيف أنه دين السلام الذي ينبذ العنف، ويدين ما تقوم به الجماعات المتطرفة من أعمال تشوه صورة الإسلام.. والجميل في هذه اللقطة أسئلة الحضور، والتي تحمل أفكار المتطرفين المارقين عن الإسلام الصحيح تحت مسمى «الجهاد»، وهي أفكار ضالة قال عنها شيخنا عبدالعزيز آل الشيخ ــ حفظه الله ــ في خطبة الجمعة الماضية، والتي ألقاها بجامع الإمام تركي بن عبدالعزيز في الرياض، «يظن هؤلاء أن ما يقومون به جهاد، بل إن ما يقومون به ظلم وعدوان ولا يعد جهادا».. أما الرسالة الثانية فكانت معلومات باللغة الإنجليزية عن تسامح وعفو رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ عمن أساؤوا إليه، وكيف أنه ــ صلى الله عليه وسلم ــ قابل الإساءة بالحسنة. أما الرسالة الثالثة فكانت لمسلم فرنسي من أصل مغاربي، كان يتحدث فيها بلغة فرنسية متمكنة وبطلاقة وبحماس عما جرى في باريس، وقال فيها لإحدى المحطات التلفزيونية ضمن تغطيها لمظاهرات الفرنسيين، قال بأن الإسلام ينبذ العنف، وأننا ــ كمسلمين ــ نحترم الأديان وديننا يحرم سفك الدماء البريئة، وعلى المنتمين لغير الإسلام احترام ديننا واحترام رسول الإسلام والسلام نبينا محمد ــ صلى الله عليه وسلم.
وأعتقد بأن تلك الرسائل الثلاث انتجت ووزعت بجهد فردي من الغيورين على الإسلام من أبنائه، وقد تكون بدعم متواضع من جماعات فكرية إسلامية معتدلة، وكم كنت أتمنى أن يكون ذلك الجهد النبيل حلقة في حملة إعلامية شاملة لكل الوسائل المتاحة، ضمن برنامج قوي مدعوم ماديا وتقوم به المنظمات الإسلامية الدولية السياسية منها والدعوية، وكذلك المحطات التلفزيونية التي يملكها المسلمون، وتوجه بكل اللغات للغرب والشرق على السواء، لتوضح صورة الإسلام التي يحاول البعض من الغربيين بمخابراتهم وإعلامهم تشويهها مستخدمين بعض من ينتمون إلى الإسلام، كما توجه أيضا إلى المسلمين الذين تأثروا بحملات الغرب. إن إنتاج وتوزيع مثل هذا البرنامج بحملاته الإعلامية الدائمة ليس صعبا ولا مستحيلا إذا كان لدينا من يفكر ويعمل ويدعم مثل هذه الأعمال التي أصبحنا بحاجة لها الآن أكثر من حاجتنا إلى إصدار بيانات الإدانة والاستنكار. فهل يتحرك المسلمون ومتى؟.
وأعتقد بأن تلك الرسائل الثلاث انتجت ووزعت بجهد فردي من الغيورين على الإسلام من أبنائه، وقد تكون بدعم متواضع من جماعات فكرية إسلامية معتدلة، وكم كنت أتمنى أن يكون ذلك الجهد النبيل حلقة في حملة إعلامية شاملة لكل الوسائل المتاحة، ضمن برنامج قوي مدعوم ماديا وتقوم به المنظمات الإسلامية الدولية السياسية منها والدعوية، وكذلك المحطات التلفزيونية التي يملكها المسلمون، وتوجه بكل اللغات للغرب والشرق على السواء، لتوضح صورة الإسلام التي يحاول البعض من الغربيين بمخابراتهم وإعلامهم تشويهها مستخدمين بعض من ينتمون إلى الإسلام، كما توجه أيضا إلى المسلمين الذين تأثروا بحملات الغرب. إن إنتاج وتوزيع مثل هذا البرنامج بحملاته الإعلامية الدائمة ليس صعبا ولا مستحيلا إذا كان لدينا من يفكر ويعمل ويدعم مثل هذه الأعمال التي أصبحنا بحاجة لها الآن أكثر من حاجتنا إلى إصدار بيانات الإدانة والاستنكار. فهل يتحرك المسلمون ومتى؟.