-A +A
أنور ماجد عشقي
شغل العالم بأحداث اليمن، فالحوثيون يرغبون السيطرة على اليمن لصالح أجندة خارجية وتحويله لمستنقع للفكر الطائفي المقيت، وحلفاؤهم من المؤتمر الشعبي العام يرغبون في تصفية الحسابات مع منافسيهم السياسيين على الساحة اليمنية، وتمكن الحوثيون ومن معهم من الوصول إلى صنعاء العاصمة وسيطروا حتى على القصر الجمهوري، فقتل من جراء ذلك من قتل، وجرح من جرح، واختطف من اختطف، وخرج من اليمن من خرج.
كل ذلك لن يؤدي إلى الاستقرار في اليمن، لأن اليمن بتركيبته القبلية والجغرافية والمناطقية ليس من الميسور أن يحكم بهذه الصورة أو يدار عن بعد من خلال دول خارجية أو حزبية، فهناك جهات قبلية رافضة لما يحدث، وهناك جنوب لا يرغب أن يتورط في متاهات تصنعها حفنة من الجماعات لا تتعدى عشرة آلاف.

إن المؤيدين والأتباع والمتعاطفين مع المطالب التي طرحها الحوثيون لن يقبلوا غدا بالانتماء لدولة أخرى، ولا الانصياع إلى مجموعة من المجموعات، كما أن القبائل التي تتجمع في مأرب تشكل رفضا لما يقوم به الحوثيون.
لهذا فإن الحل الأمثل هو إعادة الشرعية لليمن، فإذا كانت هناك مطالب فإنها يجب أن تكون عبر القنوات الشرعية، وعن طريق الحوار والتفاهم، فدول مجلس التعاون طرحت مبادرتها في اليمن التي عرفت بالمبادرة الخليجية.
ودول مجلس التعاون ستجدد دعمها للشرعية اليمنية وستدعو إلى انسحاب الجماعات المسلحة من صنعاء والعودة إلى مناطقهم. وعلى عقلاء اليمن أن يتحدوا وراء الشرعية اليمنية والدفاع عن مكتسبات اليمن وعدم السماح لمجموعة صغيرة أن تختطف اليمن وتشوه مستقبله وتجعله عرضة للمؤامرات الإقليمية والحروب والعبث والفوضى. وعلى المجتمع الدولي التحرك سريعا للجم الحوثي وإيقافه عند حده لأن مشروع الحوثي هو في الواقع لتدمير اليمن وإحداث حالة عدم استقرار في المنطقة.