-A +A
عبدالله الحارثي
لا أدري لماذا تحول البعض إلى نقاد في كل شيء!!، فتجدهم في المجالس والبرامج ومواقع التواصل منظرين وخبراء، وكأنهم سيخلقون المعجزات، تجد الأغلبية منهم يتفرغون للنقد ليس لهدف الإصلاح أو المعالجة، بل النقد بدون هدف، يغرقون في أدق التفاصيل، وفي نهاية المطاف تكتشف أنهم يقولون مالا يفعلون، هذا ينتقد المشاريع، وذاك ينتقد المنتخب، وهذا عينه على السلبيات، وآخر صار خبيرا في السياسة، وحتما سيأتي يوم لن يجدوا شيئا ينتقدونه وسينقدون أنفسهم وبعضهم البعض!!.
ولو أدرك مثل هؤلاء حجم المنجز الذي يقدم في القطاعات لتوقفوا عن الأدوار التي يتقمصونها في التحليل والنقد وهم ليسوا أصحاب الاختصاص، وبالذات الفئات التي تختفي وراء الأسماء المستعارة في تويتر وغيرها، ولو أخلصوا بنقد أو عمل أو مقترح، خصوصا أن غالبيتهم من الموظفين لأسهم ذلك في الارتقاء بالأداء في مختلف القطاعات، وكلنا يدرك أنه لا يوجد عمل بدون سلبيات، لكن الأهم أن لا يكون المتسبب فيها عنصرا بشريا، وبالذات ممن يتعمدون مخالفة النظام وإطالة الروتين وتعطيل مصالح الناس.

ليس غريبا أن نجد وزيرا يجوب مواقع الخدمات فهذا من صلب عمله، ونتمنى أن يحذوا كل مسؤول صغر أم كبر حذوه، وهذا مطلب نريده أن يتحقق في كافة الوزارات والقطاعات الخدمية، لكن الغريب أن نجد فئات تسخر طاقاتها للبحث عن سلبيات الوزارات، وتخصصت في التهكم والتجريح والنقد غير البناء ويزعمون أنهم يرون ما لا يراه غيرهم.
قبل أيام، تجاذبت الحديث مع صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل، وفي ثنايا المكالمة قال لي: «أستغرب كثيرا عندما يجلد البعض الذات، وتجده ينتقد لمجرد الانتقاد ليس بهدف معالجة خطأ أو سلوك بعينه»، وطرح مثالا: «رغم خدمات الخطوط السعودية، وتميزها بين فترة وأخرى، إلا أنه عندما تتأخر رحلة واحدة بين مئات الرحلات، تجد الكل ينتقد ويبدى عدم رضاه، متناسين خدماتها وإنجازاتها التي تطورت وأصبحت مميزة وفيها من تقنيات حديثة، ولو تأخرت رحلة واحدة هل نحكم على كل الأداء بالفاشل أو الإنجاز بالقصور؟!».
ولطالما استشهد الأمير بما يلاحظ ويثار على الناقل الوطني، فإن الحق يقال ولا أقوله من باب المجاملة أو النفاق ــ معاذ الله، لكن مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية المهندس صالح بن ناصر الجاسر قال في مناسبة جمعته بمنسوبي السعودية وسط حضور رجال الإعلام بأن «الصورة السلبية لدى البعض عن الخطوط السعودية ستتغير من خلال ما ستقدمه المؤسسة من خدمات جديدة وتحسين وتطوير الخدمات الموجودة»، يقول هذا الكلام وهو لم يمض بعد ستة أشهر ويعد بأنه سيتم التركز على العمل وتقديم الخدمة الأفضل التي سيعطيها وفريق العمل جل وقتهم واهتمامهم.
ولأنه استشعر حجم النقد الذي واجهته الخطوط السعودية قبل تسنمه إدارة الناقل الوطني، طالب المؤسسات الإعلامية بتصحيح الصورة السلبية عن «السعودية» كونها مؤسسة وطنية، ولو تمعنا في حجم الإجراءات التي تتبع الآن لوجدنا الفارق كبيرا والتقدم يبشر بمستقبل واعد للخطوط السعودية التي دخلت مبكرا في غمار المنافسة، إذ أنجزت مراحل عدة في مشروع الخصخصة وواكبت ذلك بالأنظمة والتطبيقات الجديدة وحرصت على اكتمال وصول طائراتها الحديثة وتلك الخطوات ستلبي الاحتياجات في مختلف المناطق، وهذا هو المأمول دائما وعلينا أن نكون منصفين في إحقاق الحق.