-A +A
خالد السليمان
تولى الملك سلمان بن عبدالعزيز المسؤولية في سن مبكرة، حيث لم يتجاوز عمره التاسعة عشرة عندما عين أميرا لمنطقة الرياض عام 1954م، ومنذ ذلك الحين كان عضدا لكل ملوك المملكة العربية السعودية يحتل مكانة متقدمة في موقع المسؤولية، وهذا ما مكنه من صقل شخصيته كرجل دولة تجاوزت مكانته بالكاريزما التي امتلكها والحضور الذي اكتسبه نطاق مناصبه الرسمية التي تولاها.
يحسب دائما للملك سلمان عندما كان أميرا للرياض لحوالي 55 عاما أنه رجل يمكن الوصول إليه في أي وقت، فقد كان مكتبه مفتوحا للمواطنين في ثلاث جلسات يومية، منها واحدة مختصرة، بالإضافة إلى جلسة أسبوعية في منزله، والتحدث معه عند الضرورة هاتفيا لم يكن يتطلب أكثر من طلب ذلك من موظف سنترال قصره.

ثقافيا، كان له دور بارز في دعم العديد من المؤسسات الثقافية كدارة الملك عبدالعزيز ومركز أبحاث مكة المكرمة والمدينة المنورة، بالإضافة لرعايته المباشرة للعديد من المؤسسات الخيرية والاجتماعية، وعلى رأسها الجمعية السعودية لرعاية الأطفال المعوقين.
إعلاميا، يبدو الملك سلمان زميلا للإعلاميين، ولو لم تشغله الدولة بمناصبها ومسؤولياتها لربما اجتذبه العمل الصحفي، فهو يملك حسا إعلاميا رفيعا، ودائما ما شعر الإعلاميون بأنه واحد منهم، وشخصيا مرت علي الكثير من ملاحظاته وآرائه وتعليقاته على مقالاتي، لكنها دائما كانت ملاحظات القارئ لا الرقيب، وفي المرة الوحيدة التي تعامل فيها مع أحد مقالاتي كمسؤول كانت تعامله احترافيا ومهنيا، بإرسال رأيه للصحيفة مكتوبا كتعقيب ينشر عملا بحق الرد، ومن هنا اكتسب مكانة رفيعة وأثيرة في الوسط الصحفي وسمي بصديق الصحفيين. ولن أنسى اتصاله بي بعد وفاة والدي ــ رحمه الله ــ ليعاتب بأبوة حانية لأنني لم أبلغه ليقوم بواجب العزاء، فمثل هذه المواقف تتجسد فيها إنسانية رجل الدولة الذي نجده يشارك مواطنيه في مناسبات فرحهم وحزنهم. إننا أمام ملك اجتمعت فيه تجارب 6 ملوك، ورصيد 60 عاما من الخبرة في إدارة شئون الدولة والمعرفة.. إنه سلمان بن عبدالعزيز وكفى.