عناوين الكتب، هي لها كاللباس، إما أن يكون مزخرفا جذابا فيشد نظرك إليها ويرغمك على اقتنائها، وإما أن يكون باهتا باردا فيصدك عنها فلا تفكر حتى في لمسها وتصفحها. من الكتب التي جذبني عنوانها، كتاب can't buy my love)) (لا تستطيع شراء حبي).
للوهلة الأولى قد يخطر ببالك أن الكتاب يتحدث عن الحب بين الرجل والمرأة، أو بين أفراد الأسرة، أو بين الأصدقاء والزملاء، لكنك حين تتصفح الكتاب تجد أنه بعيد عن ذلك تماما فهو يتحدث عن موضوع لا علاقة له بالعلاقات بين البشر وإنما بالعلاقة بين البشر والأشياء، فالكتاب يتحدث عن الإعلانات وكيف يتغلغل تأثيرها داخل نفوسنا، إلى درجة التحكم في مشاعرنا ومنهج تفكيرنا، فالإعلانات كما تقول عنها مؤلفة الكتاب (جين كيلبورن)، تمثل قوة خفية وخطيرة تملي علينا ماذا وكم ومتى ولماذا نقدم على شراء الأشياء. تنتصب الإعلانات أمامنا في كل مكان، على المركبات وعلى الطرقات وعند إشارات المرور وفي الملاعب وعبر الجوالات ومواقع الإنترنت، وفي الصحف والقنوات التلفزيونية، فنتحول من خلالها إلى حزمة من المستهلكين وليس مواطنين. الكتاب ممتع ويهدف إلى مكافحة التأثر بالإعلانات، لكن أكثر ما أحببت فيه، مناقشته تأثير الإعلانات على حياة المرأة بالذات، فالمؤلفة تعرض أمثلة من إعلانات موجهة للنساء تحمل داخلها مضامين مؤذية للمرأة قد تحيل حياتها إلى شقاء مثل إعلان عن مركز للرياضة البدنية يقول: (قطعنا جودي إلى النصف في الحجم)، وإعلان آخر يحمل صورة عارضة أزياء شابة شديدة النحول ترتدي بنطلونا أنيقا، وفي الأعلى دونت عبارة: (كلما طرحت، أضفت)!!
مثل هذه الإعلانات تتسرب إلى أعماق المراهقات والشابات فتكثف في داخلهن القلق المستمر حول زيادة أوزانهن، فيظللن دائما يشعرن أنهن في حاجة إلى إنقاص وزنهن (حتى وإن كان مناسبا)، وأسوأ من هذا أن هذه الإعلانات تضغط على المرأة لتوهمها أن (قيمتها) تكمن في استعراض جمالها وإبراز أنوثتها، كالإعلان الذي يعرض صورة امرأة تمسك بسيجارة وتقول بمرارة بالغة: «صديقي أخبرني أنه يحبني (لعقلي)، لم أتلق في حياتي كلها، إهانة كهذه!!».
مثل هذه الإعلانات تسري داخل ذهن المرأة فتصرفها عما يجعلها سعيدة حقا، كالإقبال على بناء الذات واحترامها والثقة فيها، والإسهام في الأعمال النافعة ودعم الارتباط الإيجابي بالمجتمع.
للوهلة الأولى قد يخطر ببالك أن الكتاب يتحدث عن الحب بين الرجل والمرأة، أو بين أفراد الأسرة، أو بين الأصدقاء والزملاء، لكنك حين تتصفح الكتاب تجد أنه بعيد عن ذلك تماما فهو يتحدث عن موضوع لا علاقة له بالعلاقات بين البشر وإنما بالعلاقة بين البشر والأشياء، فالكتاب يتحدث عن الإعلانات وكيف يتغلغل تأثيرها داخل نفوسنا، إلى درجة التحكم في مشاعرنا ومنهج تفكيرنا، فالإعلانات كما تقول عنها مؤلفة الكتاب (جين كيلبورن)، تمثل قوة خفية وخطيرة تملي علينا ماذا وكم ومتى ولماذا نقدم على شراء الأشياء. تنتصب الإعلانات أمامنا في كل مكان، على المركبات وعلى الطرقات وعند إشارات المرور وفي الملاعب وعبر الجوالات ومواقع الإنترنت، وفي الصحف والقنوات التلفزيونية، فنتحول من خلالها إلى حزمة من المستهلكين وليس مواطنين. الكتاب ممتع ويهدف إلى مكافحة التأثر بالإعلانات، لكن أكثر ما أحببت فيه، مناقشته تأثير الإعلانات على حياة المرأة بالذات، فالمؤلفة تعرض أمثلة من إعلانات موجهة للنساء تحمل داخلها مضامين مؤذية للمرأة قد تحيل حياتها إلى شقاء مثل إعلان عن مركز للرياضة البدنية يقول: (قطعنا جودي إلى النصف في الحجم)، وإعلان آخر يحمل صورة عارضة أزياء شابة شديدة النحول ترتدي بنطلونا أنيقا، وفي الأعلى دونت عبارة: (كلما طرحت، أضفت)!!
مثل هذه الإعلانات تتسرب إلى أعماق المراهقات والشابات فتكثف في داخلهن القلق المستمر حول زيادة أوزانهن، فيظللن دائما يشعرن أنهن في حاجة إلى إنقاص وزنهن (حتى وإن كان مناسبا)، وأسوأ من هذا أن هذه الإعلانات تضغط على المرأة لتوهمها أن (قيمتها) تكمن في استعراض جمالها وإبراز أنوثتها، كالإعلان الذي يعرض صورة امرأة تمسك بسيجارة وتقول بمرارة بالغة: «صديقي أخبرني أنه يحبني (لعقلي)، لم أتلق في حياتي كلها، إهانة كهذه!!».
مثل هذه الإعلانات تسري داخل ذهن المرأة فتصرفها عما يجعلها سعيدة حقا، كالإقبال على بناء الذات واحترامها والثقة فيها، والإسهام في الأعمال النافعة ودعم الارتباط الإيجابي بالمجتمع.