فشل ما سمي بالمفاوضات بين الحوثيين وبعض القوى السياسية اليمنية في الجنوب والشمال. وهذا متوقع لأن الحوثيين، منذ أن اقتحموا صنعاء بالقوة، لا يريدون حلا، بل يريدون فرض واقع بالقوة ويطمحون إلى تمريره تحت عناوين مختلفة، مرة باسم الشراكة، ومرة باسم الدستور، وأخرى بحجة حفظ الأمن ومحاربة التطرف. ولن تفضي أي مفاوضات مع الحوثيين إلى شيء قبل أن ينتهوا إلى قناعة وخطوات عملية بأنهم لن يستطيعوا أن يفرضوا إرادتهم ولن يتمكنوا من حكم اليمن بالقوة، فهذا ما عجز عنه كل من تجاهل هذه الحقيقة. وعلى الذين يدفعون بالحوثيين إلى فرض إرادة من وراءهم أن يدركوا أن هذا مستحيل، وأنهم لن يفلحوا في تحقيق أهدافهم. وأنه آن الأوان للعقلاء في اليمن أن يقفوا صفا واحدا ضد كل من يستغل شهوة السلطة لدى الحوثيين لتنفيذ مآرب تضر اليمن وأهله. وعلى المجتمع الدولي أن ينظر إلى القضية اليمنية بالجدية المكافئة لأهمية هذا البلد، وعدم تركه للفوضى التي إذا وصلت إلى مرحلة عدم القدرة على التحكم في القرارات، فإنها ستجلب معها كوارث للإقليم كله، وستمتد نيران الفوضى إلى مصالح الدول الكبرى.
الذي يجري في اليمن لعب بالنار، ولا ينبغي أن يترك لمن لا يقدرون المخاطر ومن تدفعهم طموحات مجنونة إلى توهم السيطرة على المنطقة من بوابة اليمن. هذا خطر يتهدد الجميع، وعليهم البحث عن وسيلة تخرج هذا البلد من دوامة الصراع حتى لا تتجاوز حدود السيطرة.
عكاظ