-A +A
أنور ماجد عشقي
يوشك اليمن أن يصبح على حافة الخطر والدخول في دوامة الحرب الطائفية المقيتة والتي تدعمها قوى إقليمية لا تريد الخير لليمن والأمة العربية. فهناك من يريد أن يجعل للحوثيين سبيلا على اليمنيين، فيشرعن الانقلاب كي يتحكموا في رقاب الشعب ويعيثوا الفساد في اليمن ويسرقوا مقدراته. لقد رسمت دول مجلس التعاون لليمن خارطة للطريق ورغب بها الشعب اليمني وأيدها العالم وسارت سيرا حثيثا نحو الاستقرار، فتنازل الرئيس صالح عن السلطة وجرى الحوار الوطني بأفضل صوره، وانتخب الرئيس عبدربه منصور هادي. واليوم يمهل الحوثيون الانقلابيون القوى السياسية أياما لإنهاء أزمة الفراغ في الرئاسة والحكومة، فهددوا بتكليف قيادة ثورية من جانبهم لحسم الأمر. وجاء هذا الموقف في ختام التجمع الشعبي الذي نظمه الحوثيون مع من تحالف معهم ووصف البيان الختامي للمؤتمر استقالة الرئيس والحكومة اليمنية بأنه مناورة لإخضاع الشعب اليمني من أجل وتمزيق اليمن -على حد زعمهم.
كما دعا البيان إلى تعديل مسودة الدستور، ورفض التقسيم، وإن لم يحدث فإن المؤتمر قد فوض اللجان الثورية لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بالخروج من البلد من الوضع الراهن.

فاليمن اليوم بلا رئيس ولا حكومة، وهذا ما يفتح الطريق أمام حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، لقد فشل الحوثيون في 21 سبتمبر حينما دخلوا صنعاء في اتفاق السلام وتقاسم السلطة الذي وقعوه مع باقي الأحزاب، وفشلوا في 20 يناير في الاتفاق الذي أبرموه مع الرئيس هادي مما دفع الرئيس إلى الاستقالة، كما أن فشلهم دفع الحكومة إلى الاستقالة، كما فشلت المحادثات التي أجريت مع المبعوث الأممي جمال بنعمر بين مختلف الأحزاب.
واليوم يتمسك الحوثيون بتشكيل مجلس رئاسي كبديل للرئيس هادي أما المؤتمر الشعبي العام فتمسكوا بعلي عبدالله صالح بالعودة إلى البرلمان للبت في استقالة الرئيس هادي، وهذا ما سوف يمهد لترشيح ابن الرئيس السابق لمنصب الرئيس.
إن النفق المظلم الذي تسير فيه اليمن قد يؤدي إما إلى حرب أهلية أو إلى تقسيم اليمن وعليه فإن على عقلاء اليمن الاتحاد لمواجهة خطر الميليشيات الحوثية للحفاظ على ماضي وحاضر ومستقبل اليمن.