-A +A
فهيم الحامد
ليس هناك شك في أن انطلاق سلسلة الحوارات بين تيار المستقبل مع حزب الله كان خطوة إيجابية بهدف تخفيف الاحتقان وإنهاء التصعيد وتعزيز الوحدة الوطنية بين جميع اللبنانيين بكافة طوائفهم وانتماءاتهم السياسية، ولكن من الواضح أن حزب الله يريد تفصيل الحوار على مقاسه الطائفي والاستمرار في اختطاف القرار السياسي اللبناني وإدخال لبنان في أتون الطائفية والفوضى السياسية.
وليس هناك شك أيضا أن الحوار عادة ما يفتح الآفاق ويسلك المخارج ويقدم الحلول للأزمات مهما كانت صعوبتها، إلا أن حزب الله يرفض الحلول ومستمر في عناده لإدخال الشعب اللبناني في أتون الخلافات وتوريط لبنان من خلال مغامراته والتي ستعمل على إغراق لبنان في الحروب من الخارج والداخل خاصة أن حزب الله يعتبر المعوق الرئيس الذي ساهم في تأخير انتخاب الرئيس اللبناني الجديد وشغور منصب الرئيس لفترة طويلة بسبب استمرار مقاطعته لاجتماعات البرلمان والذي أدى إلى افتقاد الوصول إلى النصاب.

هناك منطقان يتزاحمان تحت عنوان واحد اسمه الحوار، منطق يؤمن به تيار المستقبل هو منطق قيام الدولة ومؤسساتها وسيادة دولة القانون، القانون الذي يساوي بين كل اللبنانيين تحت سقف واحد. فيما المنطق الآخر هو منطق هدم الدولة ومؤسساتها وطغيان اللغة الميليشياوية الطائفية والذي يمارسه حزب الله.
الحوار اللبناني بين المستقبل وحزب الله من أجل نجاحه يحتاج لطرفين يؤمنان سويا بالحوار ومتطلباته يؤمنان سويا بأن الدولة هي الهدف وأن القانون هو المطلوب لكي ينتقل لبنان من أمواج القلق إلى ضفة الأمان، هذا ما هو متوفر لدى تيار المستقبل ومفتقد عند حزب الله. وعلى حزب الله أن يعمل لمصلحة تعزيز الأمن والاستقرار ووحدة لبنان وسيادته والنأي به عن المحاور الإقليمية والأزمات المجاورة لكي يعيش الشعب اللبناني في أمن وأمان واستقرار.