-A +A
جبير بن محمد بن جبير
لا تزال تصلني عبر البريد الالكتروني رسائل من أشخاص لا أعرفهم ولا يعرفونني، اتخذوا من بعض دول القارة الإفريقية مقرا لهم، لأسباب معروفة. هذه الرسائل بغض النظر عن تفاصيلها كلها رسائل «نصب واحتيال» أقوم بحذفها مباشرة دون أن افتحها لمعرفتي المسبقة بمحتواها، عاملاً بتحذير وزارة التجارة والصناعة ومؤسسة النقد من مغبة تصديق ادعاءات هؤلاء الأشخاص أو التعامل معهم.
في الآونة الأخيرة بدأت تصلني رسائل من بريطانيا! تحمل معها بشائر فوزي بمئات الآلاف من الجنيهات الإسترلينية من «قسيمة يانصيب» لم أشارك فيها، ولم أرها قط في حياتي.. يقولون إنها ملكي، كما تصلني أيضا رسائل تهنئة من مجموعة بريطانيين اختاروا بريدي الالكتروني وقرروا «مشكورين» منحي جائزة بـ5.500.000 دولار أمريكي (رغم أنهم في بريطانيا)، يطلبون مني وخلال شهر واحد فقط إرسال رقم حسابي البنكي لهم حتى يتسنى إرسال كامل المبلغ (حلال بلال).. وإلا طارت الجائزة علي. قد يرى البعض (وأنا منهم) أن عملية النصب والاحتيال في أي من الدول الإفريقية مقبولةٍ إلى حدٍ ما.. لكن من بريطانيا! وفي حسابات البنوك البريطانية!! فهذا غير مقبول إطلاقا، هذا لا يعني أن بريطانيا بمنأى عن عمليات كهذه. ما يحيرني في الواقع: هل عمليات التحايل سواء في بريطانيا أو نيجيريا «مثلا» ومحاولة الحصول على الحسابات البنكية الخاصة بالأفراد موجهة لنا كسعوديين وخليجيين فقط..؟ أم أنها ترسل كذلك لبريد أناسٍ آخرين في أوروبا وأمريكا وبلدان شرق آسيا الغنية؟ إن المحتالين أين ما كانوا وفي أي بقعة في العالم هم يعيشون بيننا.. فلم يعد البعد المكاني أو الزماني يقف حائلا دون أن يصلوا إلينا بيسر وسهولة.. هدفهم الوصول إلى أكبر شريحة من الناس.. الذين هم بالفعل في حاجة ماسة لكشف عور هؤلاء المحتالين وألاعيبهم.. ويحز في النفس أن نرى البرامج المختصة في القضايا الاقتصادية في الفضائيات وغيرها لم تقم بواجبها على الوجه الأكمل للتصدي لمثل هذه العمليات وتنوير الناس.

Dr.jobair@gmail.com