-A +A
عهود مكرم (برلين)
يحتفل المجتمع الدولي في هذه الأيام بمرور عشر سنوات على اعلان معاهدة أوتاوا التي قضت بحظر استخدام الألغام الأرضية و نشرها أو تخزينها. وفي الوقت الذى صدر فيه تقرير أوروبي يفيد بأن عدد الألغام المنتشرة في دول العالم خاصة الدول التى تواجه صراعات دامية وصل من 60 الى 100 مليون لغم اعتبرت تقارير الأمم المتحدة أن هذا العدد مقبول خاصة وأن الخبراء يرون أن التعرف على عدد الألغام المزروعة في مناطق الصراع يحمل صعوبة لا سيما اذا كانت التربة لم تستخدم منذ عشرات السنوات كما هو الحال في بعض مناطق لبنان والأردن ومصر. وأشارت الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي في بيان الى الجهود الأوروبية لنزع الألغام في عدة دول مثل أفغانستان وأنجولا.


قال البيان إن لبنان بات بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة من المناطق الحساسة في الشرق الأوسط وأشار د. أولريش فيلهالم الناطق باسم الرئاسة الألمانية للأتحاد الأوروبي لـ”عكاظ” الى أن قرار الأمم المتحدة رقم 1701 الذي أدى الى وقف اطلاق النار بين الأسرائيليين وحزب الله في الصيف الماضي سيمكن خبراء نزع الألغام من البدء بالعمل جنوب لبنان مشيرا إلى أن هذا الأمر يمكن أن يتحقق بشكل أوسع عندما تقبل جميع الأطراف في لبنان العمل بحكومة واحدة تتحدث لغة واحدة .
ونبه في هذا الصدد إلى الخطورة التى يتعرض لها المواطنون خصوصا الأطفال والشيوخ في المنطقة من جراء زرع الألغام مؤكدا أن هذه “ الحالة” تتطلب التحرك السريع.
وأوضح خبير في الشؤون الاستراتيجية بالاتحاد الأوروبي أنه في الأول من مارس 1999م قامت 151 دولة بالتوقيع على معاهدة أوتاوا لحظر زرع الألغام الأرضية وقال إن الولايات المتحدة واسرائيل والصين وروسيا الاتحادية اكتفت بتوقيع بروتوكولات معينة تتعلق بعدم تصدير ألغام أرضية الا أن هذه الدول لم توقع على معاهدة أوتاوا الأمر الذي يفسر العديد من الممارسات خلال حرب لبنان الأخيرة .
وأشار في نفس السياق الى أنه حسب التقارير الدولية فان ضحايا الألغام الأرضية يصل عددهم سنويا الى 15 ألف ضحية وأن هذا ما نعرفه حسب التقارير وربما ما خفي كان أعظم وأكد في نفس السياق أن منطقة الشرق الأوسط من المناطق التى تعاني من خطر ظاهرة الألغام المزروعة اذا ما نظرنا الى لبنان بشكل خاص ثم الأردن ومصر وقال أنه لا يتوقع تقدما في هذا الأمر الا اذا تحقق مشروع السلام الشامل في المنطقة وأفاد أن المصالحة اللبنانية ربما تساعد المجتمع الدولي على البدء في عملية نزع الألغام الأرضية وأيضا القنابل العنقودية التى استخدمتها اسرائيل في حربها الأخيرة على لبنان دون وجه حق وهو أمر يخالف الحقوق الانسانية في حالة الحرب.
وكان المصدر قد أعرب عن اعجابه بالمشروع الاماراتي لنزع الألغام من الأراضي اللبنانية الذي بدأ العمل منذ ثلاث سنوات مذكرا بإسهامات الاتحاد الأوروبي للتعاون في هذا الصدد حيث قدم الأوروبيون على مدى السنوات الماضية 1.5مليار يورو كمساعدات مالية وفنية لنزع الألغام الأرضية ....
وقال إن زرع الألغام الأرضية له عواقب انسانية واقتصادية تتطلب من المجتمع الدولي اعادة تأهيل المصابين في التفجيرات و تقديم المساعدات للعائلات أو تجهيز الأراضي لاعادة زرعها أو صعوبة الحصول على المياه اذا كانت المياه متواجدة في منطقة مزروعة بالألغام واعتبر أن المسألة ليست فقط زرع ونزع الألغام وانما المخاطر المتعددة للألغام التي تستمر لأجيال .
وعلمت عكاظ أن هناك مشاريع جارية لنزع الألغام الأرضية في مجموعة من الدول وهى ألبانيا وأثيوبيا والعراق واليمن والأردن وكرواتيا ولاوس وموريتانيا والشيشان وصربيا والجبل الأسود والسودان وطاجكستان وأوغندا والصحراء الغربية حيث أشار مصدر أوروبي مطلع الى أن الأوضاع في العراق ما زالت متردية للغاية وأن الخبراء اكتشفوا زرع ألغام عراقية في مناطق عدة بالبلاد وأن عمليات نزع الألغام الأرضية لا يمكنها أن تبدأ قبل التوصل الى مصالحة وطنية شاملة في البلاد.