لا يختلف اثنان على أن تحفيز الموظف سمة أساسية في خلق الروح التنافسية بين الموظفين لرفع مستوى الأداء، لكن ما يحدث في بعض القطاعات الحكومية أن هذا التحفيز يتحول ــ بشكل أو آخر ــ إلى ترف وظواهر سلبية تقود إلى الفساد وهدر المال العام، والأمر في باطنه خطير ويتطلب اجتثاثه من الجذور.
من الطبيعي جدا أن حسن الأداء يتطلب التحفيز المادي والمعنوي، والمدير الناجح هو من يشارك الموظفين بالرأي واعتبارهم شركاء في النجاح وصناعا للقرارات، ويسعى دائما إلى تحفيزهم بعبارات الثناء التي تلامس مشاعرهم وأحاسيسهم بهدف خلق بيئة عمل جاذبة، ويقترن ذلك بالحوافز المادية والتطوير في الأداء من خلال الدورات التأهيلية وغيرها من المحفزات التي ترغب الموظفين في بذل الجهد والعطاء والإبداع.
يذكرني أحد الأصدقاء بأنه مر عليه رؤساء متناقضون، منهم البشوش والمرح والمنصف، وهم من يلتف حولهم الموظفون، ليس بحثا عن المادة والحوافز، بل من أجل بيئة العمل الجاذبة، وعلى النقيض تعامل مع رؤساء مزاجيين حيروا المرؤوسين وجعلوهم في حالة توتر وخوف ورهبة من التعامل معه، وذلك ينعكس سلبا على الأداء، وعندما يجد ذلك المسؤول نفسه وحيدا في معالجة وضع متدهور في قطاعه يضطر إلى استخدام الحوافز المادية لإنقاذ إدارته الفاشلة، لكن محاولاته لن تجدي في ترغيب العاملين معه؛ لأن الموظف بطبيعته يحب التعامل مع الشخص الهادئ الذي يتفهم إتاحة الفرصة للنقاش والمشاركة، فهو لا يستطيع الرقابة على نفسه في الأوقات العصيبة، فكيف يستطيع الرقابة على الأداء بالتعنت والمزاجية.
وقصص الحوافز أشبه بالمسلسلات الدرامية، فهذا مسؤول مبادر للمشاركة في مسابقات ممثلا لقطاعه لنيل تلك الجوائز التي رصد لها مبلغ عشرة آلاف في الصغرى ومبلغ ستين ألف ريال للكبرى، وعندما فازت إدارته بالجائزة الصغرى اكتفى بحفلة «تورته» لزملائه الذين أهلوا إدارته للفوز بالجائزة وأعمالهم التي أنجزوها من حساباتهم الشخصية كانت الفائزة في المسابقة، بيد أن مثل هذه الجوائز يفترض في أساسها تطوير الأداء وتقديم نماذج عمل مميزة يستفاد منها في قطاعات مماثلة دون أن تدخل عوائدها في الجيوب ويصرف منها في الحفلات.
تعنت المسؤول في عدم استثمار مبلغ الجائزة في توفير الوسائل المساعدة لتأمين متطلبات المسابقات أو تحفيز أصحاب المشاركات بمبالغ رمزية ولد حالة من الإحباط لدى المرؤوسين في عدم مساندة رئيسهم في الدخول في المسابقة الكبرى؛ لقناعاتهم بأن قيمة الجائزة لن تنعكس عليهم سوى بحفلة «تورته» وشهادة شكر للمدير المبجل.
بعض الوزارات تخصص مسابقات عامة، وترصد لها مبالغ طائلة، والهدف ــ في ظاهره ــ تحفيز الموظفين على المشاركة والإبداع في مجال العمل، وعلى سبيل المثال وليس الحصر، إحدى الوزارات نجحت في مسابقات عدة تستهدف المبدعين، لكن مسابقاتها العامة التي تشارك فيها المجموعات، وليس الأفراد، والجائزة الفائزة لا أحد يعلم مصيرها إلا من استلمها دون أن تستثمر في شأن يعود بالفائدة على المشاركين الذين حققوا هذا الإنجاز، إلا في حفلة «التورته» الشهيرة التي تقام بعد كل مسابقة، ويبدو أنها السمة الغالبة في كل القطاعات.
كلنا يعرف أن الجوائز العامة لا تسجل في ميزانية إدارة أو قطاع، ويستلمها مدير الإدارة، وله حرية التصرف فيها دون حسيب أو رقيب؛ لأنها في النهاية جائزة رغم أنها الأساس عامة ليست لفرد بعينه، فلماذا لا يستفاد منها، وبالذات لمن ساهم في الحصول عليها.
من الطبيعي جدا أن حسن الأداء يتطلب التحفيز المادي والمعنوي، والمدير الناجح هو من يشارك الموظفين بالرأي واعتبارهم شركاء في النجاح وصناعا للقرارات، ويسعى دائما إلى تحفيزهم بعبارات الثناء التي تلامس مشاعرهم وأحاسيسهم بهدف خلق بيئة عمل جاذبة، ويقترن ذلك بالحوافز المادية والتطوير في الأداء من خلال الدورات التأهيلية وغيرها من المحفزات التي ترغب الموظفين في بذل الجهد والعطاء والإبداع.
يذكرني أحد الأصدقاء بأنه مر عليه رؤساء متناقضون، منهم البشوش والمرح والمنصف، وهم من يلتف حولهم الموظفون، ليس بحثا عن المادة والحوافز، بل من أجل بيئة العمل الجاذبة، وعلى النقيض تعامل مع رؤساء مزاجيين حيروا المرؤوسين وجعلوهم في حالة توتر وخوف ورهبة من التعامل معه، وذلك ينعكس سلبا على الأداء، وعندما يجد ذلك المسؤول نفسه وحيدا في معالجة وضع متدهور في قطاعه يضطر إلى استخدام الحوافز المادية لإنقاذ إدارته الفاشلة، لكن محاولاته لن تجدي في ترغيب العاملين معه؛ لأن الموظف بطبيعته يحب التعامل مع الشخص الهادئ الذي يتفهم إتاحة الفرصة للنقاش والمشاركة، فهو لا يستطيع الرقابة على نفسه في الأوقات العصيبة، فكيف يستطيع الرقابة على الأداء بالتعنت والمزاجية.
وقصص الحوافز أشبه بالمسلسلات الدرامية، فهذا مسؤول مبادر للمشاركة في مسابقات ممثلا لقطاعه لنيل تلك الجوائز التي رصد لها مبلغ عشرة آلاف في الصغرى ومبلغ ستين ألف ريال للكبرى، وعندما فازت إدارته بالجائزة الصغرى اكتفى بحفلة «تورته» لزملائه الذين أهلوا إدارته للفوز بالجائزة وأعمالهم التي أنجزوها من حساباتهم الشخصية كانت الفائزة في المسابقة، بيد أن مثل هذه الجوائز يفترض في أساسها تطوير الأداء وتقديم نماذج عمل مميزة يستفاد منها في قطاعات مماثلة دون أن تدخل عوائدها في الجيوب ويصرف منها في الحفلات.
تعنت المسؤول في عدم استثمار مبلغ الجائزة في توفير الوسائل المساعدة لتأمين متطلبات المسابقات أو تحفيز أصحاب المشاركات بمبالغ رمزية ولد حالة من الإحباط لدى المرؤوسين في عدم مساندة رئيسهم في الدخول في المسابقة الكبرى؛ لقناعاتهم بأن قيمة الجائزة لن تنعكس عليهم سوى بحفلة «تورته» وشهادة شكر للمدير المبجل.
بعض الوزارات تخصص مسابقات عامة، وترصد لها مبالغ طائلة، والهدف ــ في ظاهره ــ تحفيز الموظفين على المشاركة والإبداع في مجال العمل، وعلى سبيل المثال وليس الحصر، إحدى الوزارات نجحت في مسابقات عدة تستهدف المبدعين، لكن مسابقاتها العامة التي تشارك فيها المجموعات، وليس الأفراد، والجائزة الفائزة لا أحد يعلم مصيرها إلا من استلمها دون أن تستثمر في شأن يعود بالفائدة على المشاركين الذين حققوا هذا الإنجاز، إلا في حفلة «التورته» الشهيرة التي تقام بعد كل مسابقة، ويبدو أنها السمة الغالبة في كل القطاعات.
كلنا يعرف أن الجوائز العامة لا تسجل في ميزانية إدارة أو قطاع، ويستلمها مدير الإدارة، وله حرية التصرف فيها دون حسيب أو رقيب؛ لأنها في النهاية جائزة رغم أنها الأساس عامة ليست لفرد بعينه، فلماذا لا يستفاد منها، وبالذات لمن ساهم في الحصول عليها.