-A +A
? عبدالعزيز الرويلي (تبوك)
بعد أن كان حلما يراودهم، أصبح واقعا يتلمسون نجاحه بين الفينة والأخرى.. ثلاثة شبان من تبوك دفعتهم في البداية عاصفة الثلوج التي هبت على المنطقة مؤخرا لتصوير مشاهد حصرية من أرض الحدث على طريقة الأفلام الوثائقية. كانت فكرة بدأها المخرج خالد المسلم والمصور وائل الخالد وخبير الطقس حسين العمراني، حيث قاموا بتصوير مشاهد الثلج عبر طائرة صغيرة يتم التحكم بها عن بعد ثبت بداخلها كاميرا صغيرة لتبدأ بعدها مرحلة المونتاج وإدخال المؤثرات الصوتية، وما إن تم نشر هذا العمل في اليوتيوب وحصد إعجابا ومشاهدات عالية إلا وسارع عدد من القنوات الفضائية حينها لبث ذلك العمل الرائع ليتوالى حصد الإعجاب من الجميع.
يقول المخرج الشاب خالد المسلم: تم إنجاز هذا العمل على مدى يومين أثناء هطول الثلوج على منطقة تبوك وفي درجات حرارة متدنية جدا تجاوزت ثلاث درجات تحت الصفر المئوي إلا أن حب العمل والإصرار على الإنجاز دفعانا إلى تحقيق ما كنا نصبو إليه وهو توثيق مشاهد تساقط الثلوج، بحيث يشعر المشاهد أنه معنا في تلك الرحلة وهو ما تحقق بعد ذلك من خلال ما لمسناه من آراء المشاهدين والمتابعين.

ويقول المصور وائل الخالد: بعد نشر هذا العمل الذي كان بفضل الله بجهود ذاتية على قناتنا الخاصة باليوتيوب تناقله الكثير من المغردين عبر شبكات التواصل الاجتماعي واستشهدت به بعض القنوات الفضائية بالحديث حول الثلوج التي هطلت على المنطقة، كما أن صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك أعجب بالعمل وطلب لقاءنا، وعند لقاء سموه أشاد بالعمل ووجه أمام مسامعنا حديثه إلى بعض مديري الجهات الحكومية المتواجدين أثناء اللقاء قائلا «استفيدوا من طاقات وإبداعات شباب المنطقة لإظهار جماليات المنطقة التي نعيش بها».
ويشارك حسين العمراني الحديث ويقول «كانت كلمات سمو الأمير دافعا لنا لتقديم المزيد لهذه المنطقة وأهلها كما أن حجم الإشادات التي وصلتنا من أهالي تبوك خاصة والمتابعين في قناة اليوتيوب عامة حملنا مسؤولية أكبر».
ويقول المخرج المسلم حاليا نحن بصدد عمل فلم وثائقي سننتهي قريبا من تصويره بعنوان «جورجس» رحلة «الخبز الأخيرة» وهو يحكي عن قصة «السفينة الغرقانة» كما يحب أهل محافظة حقل تسميتها، وهي تطفو على شاطئ حقل منذ سنين حيث صارت معلما للمكان، يأتيه الزائر كلما حط رحاله بمدينة «حقل».
ويشير المصور وائل إلى أنه في عام 1378هـ كانت هذه الباخرة ملكا لإحدى شركات الملاحة اليونانية، وقد أطلقوا عليها اسم «جورجس»، حيث نقش الاسم على ظهر الباخرة، انطلقت الباخرة من أحد موانئ اليونان متجهة إلى ميناء العقبة الأردني، وعلى ظهرها نحو 850 طنا من الطحين، كانت تسير الباخرة في المياه، وهي لا تعلم أن هذه الرحلة هي رحلتها الأخيرة، محملة بالأمل والخبز، وفجأة انحرف مسارها شرقا إلى جهة المياه الإقليمية السعودية، لتبدأ مأساة موت باخرة الخبز، وذلك حين اصطدمت بقوة هائلة بالشعب المرجانية قبيل شواطئ محافظة حقل السعودية، ولأن سرعة الباخرة كانت عالية كان الاصطدام هائلا ومفجعا، مما أحدث صدعا كبيرا في مقدمة الباخرة، ساعد مياه البحر للتسرب سريعا لمقدمة الباخرة، وبدأت الباخرة تغرق شيئا فشيئا. قبل أن تستقر في النهاية على الشاطئ بعد غرقها، محملة بالذكريات والطحين، وسنين طويلة من خوض غمار البحار.
ويضيف الخالد: نأمل أن يلقى هذا الفيلم الوثائقي صدى واسعا، نحقق من خلاله أجمل أحلامنا ونتاج صبرنا ومثابرتنا، حيث إن جميع هذه الأعمال جاءت بجهود ذاتية وبدون أي دعم من أي جهة، دعمنا الوحيد هو توفيق الله ثم حبنا الصادق للعمل.
أما عن التكلفة المادية لهذا العمل يقول العمراني فقد تجاوزت الـ12 ألف ريال، ونسأل الله أن يخلف لنا في جهدنا وتعبنا.