-A +A
أحمد حسن فتيحي
رأس المال الحقيقي في الشركات هو الفكر الذي يحتوي على كل الإمكانات سواء كانت مالية أو معنوية أو ثقافية أو ذهنية.. ربما يكون افتراضيا وغير معلن..
لذلك فإن الشركات القادرة على صناعة الكفاءة العالية من الأفكار يكون نجاحها مؤكدا وعادة ما يكون رأس المال الاجتماعي معتمدا على فكر المجتمع وقدرته الإبداعية ومهاراته مع مثله ومبادئه وأخلاقه.. وإن كان رأس المال الفكري في الشركات هو مكان المعرفة المقيدة التي يمكن استغلالها واستخدامها وتوظيفها..

فالأفكار الحبيسة في ذهن الموظفين لا فائدة منها وخروجها إلى حيز التطبيق يجعلها (حياة وروحا)..
ينشغل المسؤولون في الشركات بالأرباح والأصول المالية وأرصدة البنوك وقيمة الأراضي والأصول الثابتة وهذا يعتبر عينيا ومشاهدا ..
أما رأس المال الفكري أو المعرفي.. فإنهم ينشغلون عنه ولا يعيرونه اهتماما.. لذا فإن أصحاب هذا النوع من المعرفة يتوجب عليهم النضال والمجاهدة لإثبات وجودهم..
رأس المال الفكري إذن يتوفر في العاملين في الشركة وفي النظام الهيكلي وفي العملاء أيضا..
العاملون في الشركة الذين يصعب إيجاد بديل عنهم والذين يقدر العميل عملهم هؤلاء هم الذين يمنحون الشركة الميزة التنافسية وهم الذين يجب الاستثمار فيهم وإعطائهم الفرصة الكافية..
هؤلاء يحتاجون إلى إدارة من نوع مختلف توفر لهم طلباتهم وتعطيهم مهارات أكثر ومعلومات أوسع..
افتح لهم روح الابتكار وحرية المناخ الذي يجعل الأفكار تتدفق دون خوف .. عادة، المتميزون الذين حباهم الله بأخلاق كريمة وتعامل سمح وشكر لنعمة الله يعلمون ويعملون ويشكرون..
مشكلة رأس المال الفكري مع البعض (القليل) أنهم لايرون غير أنفسهم وقد استولى عليهم الشيطان .. وعدهم ومناهم وأورثهم غرورا، وأنهم حين يصِلون إلى الغرور فإنهم يجعلون لهم أتباعا يرافقونهم حتى يصل بهم إلى الشعور بالذات فلا يرون غيرهم ولا أفضل منهم فتهدم أفكارهم المفيدة لمجتمعهم وشركتهم مما ينعكس بتجنبهم والابتعاد عنهم فيصِلون إلى مرحلة الانعزال مع أفكارهم الحية المدفونة..
لذا فإن بعض أصحاب الفكر المتميز المغرور يظل محبوسا في دائرة الاكتئاب .. إلا من رحم ربي..
(نية المرء خير من عمله).. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم..
فاكس:6514860