-A +A
• عهود مكرم (بون)
نوه وزير خارجية بولندا غجيغوج شتينا، بأهمية العلاقات مع العالم العربي لا سيما مع المملكة ودول الخليج، لافتا إلى التحديات التي تتعرض لها المنطقة. وأكد لـ«عكاظ»، أن هناك ضرورة ملحة لتطوير مجلس الأمن، مشيرا أن بلاده تتطلع لعضوية المجلس في عام 2017 بناء على مبادرة بولندية سويدية. وأفاد أن بلاده ملتزمة بدعم عملية السلام في الشرق الأوسط، وخيار الدولتين، داعيا طهران إلى التعاون بشفافية كبيرة فيما يتعلق بالبرنامج النووي. وشدد شتينا على أن حل الأزمة السورية ينبغي أن يكون عبر مقررات جنيف.

• كيف تنظرون إلى علاقاتكم مع الدول العربية؟
•• ربما يرى البعض أننا في بولندا مهتمون بما يجري في النطاق الخاص بنا وحول حدودنا ومع دول الجوار، غير أن العلاقات مع الدول العربية تأتي ضمن أولويات الدبلوماسية البولندية، ومن هنا جاء اللقاء مع السفراء العرب المعتمدين لدينا، للتشاور حول الأوضاع في المنطقة والدور الذي يمكن أن تقدمه بولندا.
هناك قضايا تهدد المنطقة مثل الإرهاب والأوضاع في سوريا وليبيا واليمن وكلها ملفات لا يمكن أن نتجاهلها، إذ إن تأثيرها يصل إلى حدودنا كما أن الدول العربية شريك لنا وللاتحاد الأوروبي.
• وماذا عن علاقاتكم مع المملكة ومجالات التعاون بين البلدين؟
•• تربطنا بالمملكة علاقات وطيدة يرجع تاريخها إلى 70 عاما مضت، وتوجت هذه العلاقات بافتتاح السفارة البولندية في الرياض عام 1989، وسفارة للمملكة في وارسو عام 2001، ولدينا عدد كبير من الطلبة السعوديين الذين يدرسون في بولندا، ونسعى إلى تكثيف العلاقات الاستثمارية بين البلدين، ونتابع الدبلوماسية السعودية التي أخذت على عاتقها ملف الأمن والاستقرار في المنطقة، ونحن حريصون على تبادل وجهات النظر والتعاون في مجالات متعددة، ونعمل على مزيد من التعاون مع المملكة، لما لها من وزن سياسي واستراتيجي مهم على الصعيدين الإقليمي والدولي.
• السلام في الشرق الأوسط من القضايا المعقدة، فما هو موقفكم من هذه القضية؟
•• نحن عند موقفنا الداعم للسلام وخيار الدولتين عبر مفاوضات شاملة تحقق المطالب الفلسطينية للحصول على دولتهم المستقلة، وتحافظ على أمن واستقرار إسرائيل، ونعتقد أن ملف السلام في الشرق الأوسط وعودة المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية أمر لا بديل عنه، ونرحب بجهود لجنة المبادرة العربية ونرى أن هناك مسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي تتطلب تحركا إيجابيا لتفعيل عملية سلام شاملة تعتمد على المقررات الدولية وإعلان الدولة الفلسطينية بناء على مبدأ الأرض مقابل السلام.
• وهل لديكم رؤية معينة فيما يتعلق بالأزمة السورية؟
•• نتعامل مع هذا الملف من خلال استراتيجية أوروبية، وهو ما كان واضحا من خلال اجتماع لجنة العلاقات الخارجية، ومسؤوليتنا تنطوي على دعم جهود المفوض الدولي ستيفان ديمستورا الهادفة إلى وقف القتال والتصعيد والعنف، فالوضع لم يعد يحتمل مزيدا من التصعيد ونحن نطالب بالعودة إلى بنود جنيف، إضافة إلى قناعتنا بأن لملمة صفوف المعارضة السورية ووحدتها من أهم النقاط التي تمثل إيجابية مهمة لحل الأزمة السورية والحد من التطور المأساوي الذي نشهده اليوم.
• الإرهاب أضحى ظاهرة عالمية، ولم يعد قاصرا على منطقة بعينها، فما هي رؤيتكم لهذه القضية؟
•• في كل يوم يمر تزداد قناعتنا بأن الإرهاب لم يعد يهدد منطقة بعينها، فما يحدث في العراق وسوريا واليمن وليبيا وظهور تنظيم «داعش»، يؤكد أن المجتمع الدولي برمته مهدد، وأن الحرب على الإرهاب باتت ضرورية، ومن هنا فنحن ندعم التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، ونرى أن الدبلوماسية السعودية بمبادرتها لتشكيل تحالف إقليمي لمحاربة الإرهاب مكنت من التحرك الدولي لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.