حتى يكون المنتدى الاقتصادي نقلة غير تقليدية.. الحقائق تقول:
* عيون المنطقة الحارة.. تشبه مثيلاتها في التشيك.. والبرتغال.. وسويسرا
* جبال فيفاء.. والقهر والريث الشاهقة محاطة بالخضرة على مدى العام
* حدائق معلقة وشلالات جميلة تخترق الجبال.. وتصب في أودية حالمة
* فرسان.. هي.. هاواي المملكة بـ(84) جزيرة ذات جمال خلاب وطبيعة ساحرة
* إقامة هيئة عليا لتطوير المنطقة.. مطلب حيوي لتأهيلها جمالياً واستثمارياً
* الثروة البشرية المتميزة تعزز أهمية الثروات الطبيعية.. وفرص التنمية في المنطقة
* (60) ألف طالب وطالبة بجامعة جازان.. يرسمون مستقبل المنطقة بالاستثمار في الإنسان
* عوائد الاستثمارات في المنطقة عالية.. بتضافر الجهود بين أرامكو والوزارات المعنية والمواطن
* تطوير الخدمات الصحية والبلدية والتعليمية والنقل.. يخدم مشاريع التنمية الشاملة ويستثمرها
* زيادة عدد رحلات الخطوط الجوية من وإلى المنطقة.. ينشط حركة التنمية ويدعم الاستثمار
منذ اتخذت المملكة قرارها بتبني استراتيجية التنمية المتوازنة كهدف رئيسي ومركزي.. ومنطقة جازان تنال نصيبها من تلك الفرص الواعدة.. وهي فرص تأخرت كثيرا حتى وصلت المنطقة في يوم من الأيام إلى درجة «التصحر» و«الجفاف» من الناحية التنموية..
وكما قلت في البداية فإن المنطقة ومنذ أول زيارة قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يرحمه الله) لها في 5/7/1421هـ قادما من زيارة رسمية إلى فرنسا.. ثم أتبعها بعد ذلك بزيارته الثانية بتاريخ 13/10/1427هـ بدأت تشهد تغيرات كبيرة وبالذات بعد أن كلفت شركة أرامكو بتاريخ 12/5/1434هـ بالإشراف على جميع المشاريع الاقتصادية الكبرى بالمنطقة بدءاvssss بتنفيذ مشروع المصفاة ومرورا بمحطة التوليد الكهربائي للمدينة الاقتصادية وتنفيذ أعمال البنية التحتية التي تحتاجها في المرحلة الأولى.. وانتهاء باستكمال مشاريع التنمية الأخرى من جامعة متقدمة إلى شبكة طرق.. وسكك حديدية تربطها بمختلف أنحاء المملكة في مرحلة لاحقة وسواها.
وكما قال وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي في تصريحات سابقة «فإن أرامكو تعتبر المستثمر الأكبر في مدينة جازان الاقتصادية بإنشاء مصفاة تكرير المنتجات البترولية وإنشاء وتطوير صناعات وخدمات مرتبطة بالبترول والطاقة وقطاع التعدين مثل مشروع إنتاج معدن التيتانيوم ومعدن السيليكا وإنتاج السيليكون بالإضافة إلى تطوير مشروع بناء السفن والخدمات المساندة لها في المدينة أيضا».
مرحلة الاستثمار والمشاركة
•• وعندما تحتفل جازان اليوم بإنجاز الكثير من هذه المشروعات وبدء المرحلة الثانية ممثلة في بدء عملية الاستثمار الموسع فيها بإقامة «منتدى جازان الاقتصادي» برعاية أمير المنطقة وحضور وزراء البترول والعمل والتجارة والصناعة ومحافظ الهيئة العامة للاستثمار ورئيس أرامكو السعودية والعديد من الخبراء العالميين. فإنها تثبت بأنها المنطقة الواعدة بمستقبل يليق بها كمنطقة غنية بثرواتها الطبيعية الهائلة.. وقبل ذلك بثروتها البشرية المتميزة والمتنوعة والقادرة على صنع ذلك المستقبل الجميل ليس لمنطقتها فحسب وإنما للوطن بأسره.
ولا أظن أن المستثمرين لا يدركون هذه الحقيقة.. وحقيقة أن المنطقة منجم من الثروات المعدنية.. والزراعية.. والمائية غير المستغلة حتى الآن.. فضلا عن أنها منطقة ثرية بمتطلبات السياحة الفارهة وكلها ما تزال مناطق بكرا.. وبالإمكان تحويلها إلى «قبلة» سياحية للمملكة العربية السعودية وغيرها كما سوف نأتي على إيضاحه.
لكن وقبل ذلك أذكر بأن مساحة مدينة جازان الاقتصادية هذه تبلغ (102) مليون متر مربع.. وتركز على الصناعات الثقيلة والبتروكيماويات والإمدادات الحيوية للطاقة والصناعات المعدنية والتحويلية وصناعة السفن والاستثمار في الثروات الحيوانية والزراعية والمعدنية الهائلة.. فإن علينا أن نؤكد أن هذه المنطقة خصبة من الناحية الاستثمارية أيضا..
وكما قال المستشار في وزارة البترول والثروة المعدنية الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز «فإن البنية التحتية والخدمية المتكاملة التي يجري العمل فيها في هذه المدينة الاقتصادية تشكل بنية استثمارية جاذبة للاستثمار»، وهو أيضا ما أكد عليه محافظ الهيئة العامة للاستثمار عندما قال: «إن تنفيذ هذه المشروعات الحيوية الضخمة سينعكس إيجابا على استقطاب المستثمرين والشركات المحلية والعالمية».. وذلك هو ما يحدث الآن.. وذلك هو ما سعى إليه هذا المنتدى الاقتصادي والإعلامي العالمي بكل المقاييس.
ثروات هائلة.. ولكن..
•• لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو:
•• هل المنطقة - حقيقة - تملك كل المميزات التي تجعلها محجة للاستثمار والمستثمرين بالرغم من هذه المشروعات الضخمة التي انطلقت فيها؟
•• الحقيقة أن السؤال وإن كان مشروعا.. إلا أنه يعكس مدى القصور الذي مارسناه (طويلا) تجاه واحدة من أغنى المناطق وأكثرها استحقاقا لالتفات رأس المال الوطني وأن ينتبه إليها المستثمرون من مختلف أنحاء العالم.. والدليل على ذلك هو مجموعة الحقائق التالية التي نتناولها هنا باقتضاب شديد للغاية..
•• غير أنه وقبل ذلك أيضا فإننا لا بد أن ننوه بأن سكان المنطقة يقتربون من مليوني نسمة وأن مساحتها تبلغ (14) ألف كم2 وأنها تمتد على خط ساحلي يبلغ طوله (275) كم.. وهي تتكون علاوة على ذلك من سلسلة جبال البحر الأحمر الأخدودية وبعض السهول التي يتراوح امتدادها ما بين (30 : 50) كم..
•• وتتكون المنطقة من (13) محافظة هي:
1) محافظة صبياء
2) محافظة أبو عريش
3) محافظة صامطة
4) محافظة الحرَّث
5) محافظة ضمد
6) محافظة الرّيث
7) محافظة بيش
8) محافظة فرسان
9) محافظة الداير
10) محافظة أحد المسارحة
11) محافظة العيدابي
12) محافظة العارضة
13) محافظة الدرب
•• ومن أبرز ملامح المنطقة الجغرافية والطبيعية «أن التكوين الجيولوجي لها يعتبر نموذجا نمطيا للساحل الشرقي للبحر الأحمر ويمكن تمييز خمس وحدات صخرية رئيسة.. ويعد جزء من الدرع العربي المتكون من صخور جرانيتية غير متمايزة تتركز في الجزء الشمالي الشرقي والجنوبي الشرقي وكذلك من الصخور الجوفية».
بيئة سياحية غنية
«وتتمتع المنطقة بتربة متميزة تتكون من أربعة أنواع رئيسة هي: تربة الرواسب الساحلية كالكثبان الساحلية والسبخات، وتربة الخبت الواقعة ما بين الأودية، وتربة بطون ومصبات الأودية، والتربة الجبلية التي ساعدت على قيام حياة زراعية على مدرجاتها».
ومصادر المياه فيها (4) هي مياه الأمطار والمياه الجوفية ومياه التحلية والينابيع الطبيعية، وكذلك المياه الحارة التي تنبع من طبقات الأرض السفلى، ومنها المياه الفاترة ولها قيمة عالية لامتزاجها بمياه معدنية ومواد كيماوية مذابة.. تشبه إلى حد كبير ما نراه ونسمع عنه في المناطق السياحية بدول التشيك.. والبرتغال.. وسويسرا.. وسواها..
وتحديدا فإن أهم العيون المعروفة بالمنطقة هي: العين الحارة والوغرة، والبُزه وغرة بني مالك وعين المدمع الحارة.
•• أما أهم الجبال الشاهقة فيها فهي: جبل رغفة وارتفاعه (1809م) وجبل القهر (1947م) وجبل الريث (1900 - 2000 م) وجبل الحشر (2064م) وجبال فيفا وبني مالك وتبلغ (2307م) وهي ورغم صعوبة الصعود إليها ووعورتها إلا أنها مخضرة على مدى العام.. ويعيش في جنباتها السكان حياة رغدة وتشكل كل منها بيئة سياحية رفيعة المستوى..
•• وما يزيد من جمال المنطقة تلك الأودية التي تجري في أرجائها وتنتهي إلى البحر الأحمر وأهمها من الشمال إلى الجنوب وادي عتود، والسر وبيش وصبياء وضمد وجيزان وأملح وخلب وتعشر وحرَض.
•• فمثلا.. فإن وادي لجب الذي يقع في الناحية الشمالية الشرقية من المنطقة ويبعد (120) كم عن مدينة جازان.. يتميز بحدائقه المعلقة وشلالاته الجميلة لوقوعه بين جبلين شاهقي الارتفاع ويعد هذا الوادي محمية طبيعية خلابة وتتنوع فيه الطيور.. أما وادي وعال الواقع في مركز مقزع المرتبط بمحافظة الريث فإنه يتميز بصخور ذات تشكيلات جميلة وشلالات دفاقة لا تكاد تتوقف ويتفرع إلى فرعين جاريين على مدى العام.. فيما يمتاز «وادي بيش» بأنه أكبر الأودية وله (99) رافدا منها وادي «المرجفة» و«يخرف» و«قرى» ويمتد لسقيا ما مساحته (60 كيلا) طولا و(5) كيلوات عرضا.. وتبلغ قوة تصريف هذا الوادي (15000) متر مكعب في الثانية بطول يمتد إلى (200 كم) تقريبا.. وتقع على أطرافه العديد من المواقع الأثرية.. فيما تكتسي جميع الأراضي المحيطة به بالخضرة المستديمة وتشتهر أراضيه بالخصوبة المتناهية.
عيون حارة.. ونادرة
•• والأجمل من ذلك هو مجموعة العيون الحارة التي سبقت الإشارة إليها مثل:
•• العين الحارة الواقعة في محافظة الحرَّث وعلى مسافة غير بعيدة من جازان (60 كم) وتمثل كتلة صخرية بركانية تغطي سماءها الأبخرة الناشئة عن تلك المياه الحارة التي تنبعث منها وتأتي إليها من وادي «خلب».
•• وعين الوغْره.. وتقع شرق العين الحارة.
•• وعين البُزة.. وتمتد على طريق جازان العارضة على مسافة (53 كم) من مدينة جازان وتخترق هذه العين كمية هائلة من النخيل وشجر الحلفاء.. وتمتاز بتصاعد أبخرتها.. وأرضها ذات طبيعة سبخة.
•• وعين بني مالك.. وتقع في نفس جبال بني مالك وعلى مسافة (150 كم) من مدينة جازان.. وماؤها حار جدا ولها «حوضان» أحدهما يستخدمه الرجال أما الآخر فإنه يستخدم من قبل النساء.
هاواي.. أو فرسان الأجمل
•• لكن ما لا يمكن تجاهله من الأماكن السياحية النادرة ليس في المملكة فحسب وإنما في العالم أيضا.. فهو محافظة فرسان الجميلة بما أودعها الله سبحانه وتعالى فيها من مختلف ألوان الجمال وبما يقترب بها من منطقة «هاواي» في الولايات المتحدة الأمريكية ذات الطبعية الخلابة بكل معاني الكلمة.
•• وجزيرة فرسان تتكون من أكثر من (84) جزيرة صغيرة.. وكلها ذات طبيعة خلابة وأجواؤها معتدلة طوال العام لأن مياه البحر الأحمر تحيط بها من النواحي الأربع وتجمع بين الطبيعتين البرية بنخيلها الباسقة والطبيعة البحرية بثروتها السمكية المتنوعة.. وبصيد اللؤلؤ وبمناخات الغوص الملائمة في أكثر أوقات السنة.
•• ومن أبرز الجزر فيها «جزر القصار» وتعتبر مصيف فرسان قديما وحديثا.. وهي عبارة عن واحة نخيل باسقة لما تتمتع به من وفرة المياه الجوفية العذبة.. والأحجار ذات الأشكال الهندسية المتميزة..
•• وكذلك خليج «حصيص» شمال غرب فرسان وفيه يحتفل أهالي المنطقة بعامة وفرسان بخاصة بسمك الحريد في شهر أبريل من كل عام حيث يتجمع فيها بأعداد ضخمة وألوان جميلة وتقيم إمارة المنطقة لهذا الغرض سنويا مهرجانا سياحيا عاما كل عام.
•• وهناك «غابة القندل» الواقعة في شمال فرسان وهي من أشجار الشورى المعروفة بـ «المانقروف» وأشجار القندل وتتخللها ممرات وخلجان مائية ساحرة للغاية.
استثمارات القطاع الخاص مربحة
•• هذه الملامح السياحية.. ما هي إلا نماذج بسيطة من الصورة الجمالية غير المتخيلة في منطقة بكر.. وتمثل كنوزا ما زالت مخبأة وتحتاج إلى جهود عظيمة.. وهائلة.. ومكثفة للكشف عنها.. وتحويلها إلى فرص استثمارية مربحة بالرغم من معرفتنا جميعا بأن المنطقة بحاجة إلى اهتمام أكبر من وزارة النقل بتسريع مشاريع الطرق الممتدة بين هذه المنطقة وسواها.. ومن وزارة التجارة والصناعة لتشجيع المشاريع الاستثمارية في مجال التسويق لتلك الثروات الهائلة وفي التوسع في الصناعات الزراعية والحيوانية بالغة الأهمية.. كما أن المطلوب من وزارة الاقتصاد والتخطيط الانتهاء من الخطة الإقليمية التفصيلية لهذه المنطقة ولبقية مناطق المملكة.. لتوفير المعلومات الكافية والدقيقة حولها وحتى تكون متاحة أمام كل مستثمر سواء من داخل المملكة أو خارجها.. وبالذات ما يتصل فيها بتوفير الإحصاءات والبيانات والمعلومات الدقيقة التي يحتاج إليها الباحث والدارس والمستثمر.. لمنطقة يوجد بها أكثر من (250) ألف طالب وطالبة يشكلون ثروة حقيقية واعدة بمستقبل باهر لمنطقة لم.. ولن تشكو من الأيدي العاملة الماهرة في كل مجال.. ولاسيما في ظل (وجود جامعة) متميزة حققت سمعة عالمية رغم أنها لم تتجاوز بعد (9) سنوات منذ تأسيسها حتى الآن وبلغ عدد طلابها وطالباتها أكثر من (60) ألف طالب وطالبة.. وتوجد بها (26) كلية علمية وإدارية وأدبية متنوعة التخصصات تلبي احتياجات المنطقة وتفيض عن حاجتها في المستقبل بإذنه تعالى.
***
مساهمة القطاع الخاص: ضرورات قصوى
•• وهنا أتوقف لأقول.. إن «منتدى جازان الاقتصادي» اليوم ليس مجرد تظاهرة تقليدية.. يتحاور فيها الشركاء على مدى اليومين ولا يخرجون ببرنامج عمل موسع ومنتج للاستثمار الموسع في المنطقة «الكنز» هذه.. وإنما هي بداية حقيقية لانطلاقة قوية في الاتجاه الصحيح.. وهو اتجاه له أكثر من مردود.. وأبرز تلك العوائد هو استغلال هذا الكم الهائل من الثروات الطبيعية الغزيرة.. استثمارا يتكامل مع جهود شركة أرامكو ويستثمر هذه البنية التحتية القوية.. ويحول تلك الثروات المخزونة تحت الأرض أو الموجودة فوقها دون استغلال إلى سلسلة من المشاريع الضخمة.. ليس فقط في تنمية وتطوير المنطقة وإنما في تحقيق عوائد كبيرة لاقتصاد المملكة ككل.. لاسيما أن الاستثمارات الهائلة التي تقوم عليها الآن تركز - كما رأينا - على الصناعات الثقيلة والبتروكيماويات والإمدادات الحيوية للطاقة والصناعات المعدنية والتحويلية بالإضافة إلى الاستثمار في الزراعة وفي الثروة الحيوانية والثروات المعدنية وربما في استخراج البترول أيضا كما تشير إلى ذلك بعض الدراسات الجارية الآن..
•• وبإمكان القطاع الخاص الذي تعنيه مثل هذه الفرص الكبيرة أن يكون شريكا رئيسيا وقويا لشركة أرامكو.. وأن يضع هو أيضا بصماته القوية على مرحلة تنموية عريضة تنطلق من هذه المنطقة وتعد بالكثير من الأرباح والعوائد..
•• وإذا كان هناك ما هو مطلوب لتحقيق هذا التوجه التنموي الكبير فهو تشكيل هيئة عليا لتطوير المنطقة تتولى الإشراف على هذه المشاريع والتحولات الضخمة وتساهم في تعزيز الفرص الاستثمارية ومضاعفتها.. وتستكمل توفير البنية التحتية والعوامل المساعدة وإزالة المعوقات التي قد تعترض مسيرة الاستثمار السريعة التي ستشهدها المنطقة بعد اليوم وأكثرها قد يكون له علاقة بالإجراءات وبالخدمات اللوجستية التي تعاني المنطقة من نقص كبير فيها حتى الآن وكانت باستمرار في مقدمة الأسباب التي أضرت بالتنمية فيها.
هيئة عامة لتطوير المنطقة
•• وليس ثمة شك في أن هذا التوسع الذي شهدته وتشهده المنطقة قد تحقق في ظل الاهتمام المتزايد من الدولة بهذه المنطقة وبأبناء هذه المنطقة وهو ما يتابعه الأمير محمد بن ناصر باهتمام شديد يذكره له المواطنون ويذكرون معه حرصه على إنجاح منتدى اليوم ليكون البوابة المشرعة إلى المستقبل الذي تتطلع إليه المنطقة.
•• وإذا واكب كل هذا التحرك الجاد إنشاء هذه الهيئة.. فإن ذلك سيشكل نقلة قوية لمشروع تنموي غير مسبوق ينبغي أن يواكبه مستوى أعلى من الاهتمام بالجوانب الصحية وتوسيع نطاقها وإيصالها إلى كل بيت ومدينة وقرية ومواطن وإنهاء معاناة المواطنين والمقيمين والوافدين إليها على مدى الزمن الطويل.. فجازان المدينة بحاجة إلى أكثر من مستشفى.. وأكثر من مركز طبي متخصص سواء في الأمراض المعدية أو التخصصات الدقيقة وخدمات العناية المركزة.. وكذلك إيجاد شبكة صحية تغطي محافظات المنطقة الـ (13) بمدنها وقراها المختلفة.. وتحسين الخدمات البلدية وشبكات الطرق الداخلية والالتفات إلى حل مشكلات السيول الجارفة والسكن في الوديان وما يترتب على ذلك من مخاطر.. فضلا عن التوسع المطلوب من قبل القطاع الخاص في الاستثمار في المناطق السياحية والمنتجعات الجميلة ومواكبة الخطوط السعودية لكل ذلك بحركة نقل موسعة وكافية على مدى اليوم.. لأن من أكثر عوامل تعطيل مصالح الناس بين المنطقة ومدن المملكة الأخرى هي العجز في توفير الرحلات الجوية الكافية من وإلى جازان.. علاوة على ضرورة تطور العملية التعليمية بالمنطقة بما نتوقعه من وزارة التعليم من دراسات مسحية واسعة لرصد احتياجاتها وتوفير العدد الكافي من المدارس والكليات والتخصصات الفنية والتقنية التي تحتاج إليها وهي التي توجد فيها أكبر قاعدة معرفية بالمملكة.. وتحتاج إلى عناية فائقة بهذا الجانب يستثمر إقبال أبنائها على العلوم والمعارف والمهن المختلفة..
منطقة الثقافة.. تعيش في عزلة
•• أما بالنسبة للجوانب الإعلامية والثقافية.. فإن الحديث عن المنطقة في هذا الجانب هو من باب تحصيل الحاصل.. لأن بذرة الثقافة المبكرة ودور العلماء والمفكرين والمثقفين في صناعة ثقافة المملكة وتوجهاتها مسألة ثابتة ومستقرة.. وبالتالي فإن من حق هذه المنطقة علينا أن تمنحها وزارة الثقافة والإعلام اهتماما أكبر بتقوية محطات الإرسال والبث منها ودعم الأندية الأدبية الثقافية فيها.. وتشجيع المهرجانات والملتقيات التي تعقد فيها.. واستثمار كل ذلك في مواكبة هذا النمو المتزايد على المستوى الاقتصادي والتقني.. بحيث تتحقق التنمية بجانبيها لتشمل الإنسان والمكان في آن معا..
•• وبكل تأكيد فإن هناك الكثير مما لم نقله.. ويملك أبناء المنطقة ومثقفوها وكافة مواطنيها ما يقولونه في هذا الصدد وغيره حتى تستكمل التنمية الواعدة كافة شروطها وتتحول المنطقة الواحة إلى منطقة هامة للخزن الاستراتيجي ليس فقط على مستوى الغذاء - كما كانت تعرف بذلك منذ وقت مبكر - وإنما على مستوى الخزن الاستراتيجي للطاقة بكل أشكالها وأنواعها ومردوداتها العظيمة على الدول التي تفهم مدى أهمية التركيز على هذا الجانب في تأمين مستقبل الأوطان.
***
•• أما الشيء الأكثر أهمية.. فإن الموقع الاستراتيجي الحساس الذي تتمتع به المنطقة سواء في وجودها على مشارف القرن الأفريقي الغني بثرواته. وطاقاته.. وإمكاناته.. ومواده الطبيعية.. الأولية منها والقابلة للتصنيع والتطوير.. أو في أهميته من النواحي الأمنية والسياسية أيضا.. وهو ما يجعل المنطقة بمثابة خط التماس الآمن.. بهذا المستوى العالي من التنمية الشاملة بمواجهة كل الأخطار.. وبعيدا عن الفقر والتخلف.. وقريبا من التحول إلى نقطة مضيئة يتكامل فيها النماء مع الرخاء.. وثقافة العمل التي تترجم مفاهيم الحضارة إلى حياة كاملة على الأرض.