-A +A
غصن أبو كرش
تأكدت العلاقة بين الإرهاب ودولة الاحتلال الاسرائيلي، فهذا التناغم أصبح واضحا لا يمكن إنكاره أو التغاضي عنه، بل أضحى يخدم كل طرف الطرف الآخر دون مواربة وبشكل مباشر، وكلما قامت دولة عربية أو أجنبية بمبادرة لأجل وصالح القضية الفلسطينية ضرب الإرهاب ضربته، أو كلما تأزم وضع الاحتلال سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي، وذلك بهدف التشويش على القضية الوطنية. على سبيل المثال عندما قدم المشرع الفلسطيني العربي لإنهاء الاحتلال لمجلس الأمن وظهر الموقف الفرنسي المؤيد والداعم للقضية الفلسطينية، قامت مجموعة إرهابية ضد الصحيفة الفرنسية، وكان ما كان في فرنسا وعموم أوروبا، وبعد الزيارة الناجحة التي قام بها مؤخرا الرئيس الروسي بوتين لمصر، والدعم الواضح للقضية الفلسطينية الذي وعد به كل من الرئيس الروسي والمصري، عاد الإرهاب وضرب ضربته القذرة وقتل عددا من أبناء الشعب المصري بشكل دموي يثير الرأي العام الدولي والمصري والعربي، وبهذا العمل الجبان الذي استهدف مصر العروبة شعبا ودولة، ويهدف الى بث الفتنة في صفوف الشعب المصري، ولكن بفضل حكمة القيادة المصرية والتلاحم ما بين الجيش والشعب أفشلت الأهداف الخبيثة لهذا العمل الدموي الذي يصب في مصلحة العدو المحتل لفلسطين، وقد هبت القيادة الفلسطينية والجماهير مؤيدة للشعب المصري ومساندة للجيش والقيادة المصرية في حربها ضد الإرهاب، وفي كل مرة يحاول رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو استثمار هذه الأعمال الدموية ودعوة يهود العالم للعودة الى فلسطين المحتلة زاعما أنها البيت الآمن لهم. نقول لليهود الأمن الحقيقي في أوطانكم حيث انتم، وأما قول نتنياهو فهو محض افتراء وهو بكل تأكيد كاذب فلا امن في دولة الاحتلال والعنصرية، ولكنه يريد ان يكسب الانتخابات ويرضي المتطرفين المستوطنين الذين نهبوا الأرض وقتلوا الأطفال في فلسطين المحتلة.
ان مجرد إدانة الإرهاب لم تعد بضاعة رائجة، إذ لا بد من مواقف حازمة وإجراءات عملية على المستوى الدولي والإقليمي، وهذا يتطلب وضع حد لإرهاب الدولة الصهيونية المحتلة لأنها وقود الإرهاب ومنبعه، ولا بد من إقامة الدولة الفلسطينية، وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه الثابتة طبقا للشرعية الدولية وانشاء دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس لكي يعم الامن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط.