-A +A
ناصر مهنا اليحيوي
طال انتظار الناس للتأمين الطبي الموعودين به منذ عقود من الزمن، فكل وزيـر صحة يأتي يعِد بذلك ثم يذهب ولا يتحقق شيء ، مع العلم أن التأمين الطبي انعكاس لتطور وتقدم أي بلد في العالم كما هو الحال في التعليم...
ولا ندري لماذا يتأخر أكثر مما تأخر، مع العلم أن التأمين الطبي يطبق على الإخوة الوافدين وعلى أفراد القطاع الخاص وأسرهم فلماذا لا يطبق على الموظفين الحكوميين...

ولا شك أن هذا مطلب ملح في ظل العجز الحاصل في عدد المستشفيات الحكومية والأهلية في المملكة وقلة الأسرة فيها ناهيك عن نوعية الخدمة المقدمة التي لا مجال للحديث عنها الآن...
ولا يخفى على أحد أن إمكانيات الناس العاديين لا يمكن أن تقودهم إلى المستشفيات الخاصة المتطورة ولا حتى المستشفيات الحكومية عالية الجودة لأنه في الأولى يحتاج إلى تكلفة مادية عالية حتى يتمكنوا من العلاج في المستشفى الخاص في ظل الأسعار المبالغ فيها والتي تستنزفها تلك المستشفيات من مراجعيها وخاصة في العمليات الجراحية...
أما بالنسبة للمستشفيات الحكومية عالية الجودة وهي قليلة فالوصول إليها صعب إن لم يكن لدى المريض (واسطة) من العيار الثقيل.. وهذا ليس سرا !!.
أما الأغلبية العظمى من المؤسسات الصحية (الخاصة) الأخرى سواء كانت مستشفيات أو مستوصفات فهي أشبه بالأدوية المسكنة ولا يمكن الاعتماد عليها، إلا من أجل الأمراض البسيطة لقياس الضغط أو السكر أو معالجة الصداع، أما اختيارها للأمراض الصعبة أو العمليات الجراحية فإن ذلك يعتبر مجازفة ليس بعدها مجازفة.. ولهذا فإن التأمين الطبي سيتيح للجميع المعالجة في المكان الذي يريده وسيظهر التنافس بين المستشفيات للوصول إلى الجودة المطلوبة..
كم نتعشم في الوزيـر الجديد أن يسجل التاريخ أنه أول وزيـر يفعل التأمين الطبي لجميع المواطنين وإحداث نقلة نوعية في الرعاية الصحية التي تحتاج إلى الكثير للوصول إلى مستوى الدول التي سبقتنا بكثير في هذا المجال.