-A +A
أنور ماجد عشقي
تداعيات خطيرة تشهدها اليمن تتطلب من اليمنيين اليقظة والحفاظ على مقدرات بلادهم، هذه الأحداث أدت إلى إغلاق معظم المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص في صنعاء؛ بسبب سيطرة الحوثيين على مفاصل الدولة. وجاء قرار دول مجلس التعاون الخليجي باستئناف نشاطات سفاراتها من عدن كخطوة إيجابية لدعم الشرعية في اليمن ريثما تعود الأوضاع المتوترة في صنعاء إلى طبيعتها، وينتهي انقلاب الحوثي ويحترم الجميع السلطة الشرعية وتنفيذ بنود المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني من قبل جميع الأطراف السياسية وعلى رأسها جماعة الحوثي.
وليس هناك شك في أن زيارة أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني لعدن ولقاء الرئيس الشرعي منصور هادي أرسل رسالة للجميع بأن دول مجلس التعاون جددت دعمها لشرعية هادي.

إن من يتابع الحدث يشعر بأن خيوطا لا ترى بالعين المجردة تحرك أحداث اليمن، لكن من تبصر في أبعاد ما يجري يجد أن هناك أجندات تتحكم في قواعد اللعبة، وفي مقدمتها إيران التي تعيث في سورية والعراق ولبنان واليمن الفساد عبر مليشياتها الطائفية. وإيران ترغب من الحوثيين أن يكونوا مثل حزب الله في لبنان لكي يسيطروا على كل مفاصل الدولة، وهم على الأرض حققوا ذلك في العاصمة صنعاء، وهم يتحكمون فيها تماما.
لقد اختلف الأمر عندما وصل الحوثيون إلى صنعاء، واختلطت الأوراق، إذ قام الحوثيون بتكريس الفكر الحوثي وإعطاء الانطباع أنهم يحاربون الإرهاب الذي تنامى بشكل كبير في اليمن، وهم في الواقع غير صادقين في ذلك لأن الحركة تنشر الإرهاب الطائفي.. صحيح هناك إرهابا للقاعدة ولكن الحوثيين أيضا انخرطوا في السلك الإرهابي.
لقد دعم مجلس التعاون الشرعية في اليمن وطالبوا بتعزيز الأمن والاستقرار ورفضوا انقلاب الحوثي وإعلانهم الدستوري، وما زيارة الزياني إلى عدن إلا لتكريس الشرعية والتأكيد على أن دول الخليج حريصة على أمن
وسيادة واستقلال اليمن، وتأييدها للشرعية الدستورية للرئيس هادي في رئاسته لليمن ووقوفهم إلى جانبه في كل الخطوات والإجراءات التي اتخذتها مؤخرا، والتأكيد على أهمية العودة إلى العملية السياسية والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن الدولي ومخرجات الحوار الوطني حتى ينعم اليمن بأمنه واستقراره، فضلا عن عودة كل المؤسسات الدستورية والحكومية لممارسة نشاطها وعقد لقاء للهيئة الوطنية للحوار في عدن أو تعز.