-A +A
احمد عائل فقيهي
لا يمكن الحديث اليوم عما يحدث من توترات وهزات سياسية واجتماعية كبيرة في بعض الدول العربية دون الحديث عن سطوة ما هو طائفي ومذهبي وغياب المعرفة والثقافة.
لذلك، لم يكن مخطئا رمز لبنان الكبير جبران خليل جبران الذي قال: «ويل لأمة كثرت فيها طوائفها وقل فيها الدين، وويل لأمة تلبس مما لا تنسج وتشرب بما لا تعصر، والويل لأمة مقسمة وكل ينادي (أنا أمة)».

يواصل جبران كلماته العاصفة:
«وطني البناؤون والغاز والزيتون
وطني هو الإنسان»
صيحة الشاعر والفيلسوف جبران خليل جبران هي صيحة العقل الذي يرى ما وراء الأشياء والظواهر، وقد قال ذلك في بداية القرن العشرين وهو يشخص حال لبنان والعالم العربي.
لقد تفاقمت خلال هذه السنوات كل المشاكل الطائفية والمذهبية وطغى كل ذلك بشكل لافت.
•• من هنا يبرز دور كبير للثقافة بمفهومها العميق في تشكيل الوعي العام للمجتمع العربي، إذ من خلال الثقافة سوف تتبلور قضية مهمة، وهي المساهمة في بناء الإنسان؛ لأن الثقافة هي وحدها الرهان الحقيقي الذي ينبغي الانحياز له والإيمان به في بناء الإنسان العربي في مواجهة كل أوجه وأشكال الجهل والتخلف من طائفية مقيتة ومذهبية مريضة وفكر معادٍ للجديد والحديث.
إذن، لا بد أن يكون هناك اتجاه عام من قبل صناع القرار في العالم العربي في وضع استراتيجيات يساهم في صياغتها أصحاب الفكر والرأي؛ من أجل تعزيز قيم التسامح والقبول بالآخر، وقبل ذلك تعزيز الانتماء الوطني والقومي بعيدا عن الانتماءات المذهبية والطائفية والعشائرية والمناطقية الضيقة، وكما قال جبران خليل جبران «وطني هو الإنسان»، نعم الإنسان هو الوطن والوطن هو الإنسان.
السؤال هنا: كيف يمكن مواجهة ثقافة القبح من خلال ثقافة الجمال والحق والخير والوعي الخلاق.