منذ سنوات أتابع الجهود الجبارة التي يبذلها أمير جازان ليجعل من جازان منطقة ومدينة يستهدفها المستثمرون من جميع أنحاء المملكة. ولم يكن يصدق العديد من رجال الأعمال أن جازان ستتحول بعد سنوات إلى منطقة تقود شركة أرامكو تنميتها الاستثمارية بالتعاون مع هيئة الاستثمار وهيئة السياحة وبعض الوزارات والهيئات الرسمية والقطاعات الخاصة وعلى رأسها مجلس الغرف السعودية وغرفة جيزان.
لقد نجحت شركة أرامكو لأن تستقطب المئات من رجال الأعمال والشركات الاستثمارية في المملكة لحضور ندوة الاستثمار التي دعا لها سمو الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان وصاحب مشروع نهضتها. لقد كانت ندوة الاستثمار التي عقدت في جيزان الأسبوع الماضي إحدى أنجح ندوات الاستثمار وأكثرها جدية حيث عرضت فرصا استثمارية مدروسة ومعتمدة ومدعومة من جميع الجهات المعنية بالاستثمار والتي ألقت الضوء على الفرص المتاحة في منطقة جازان ومدينة جازان والمحافظات التابعة حيث أوضحت الدراسات أن الاستثمار العقاري والسياحي الفندقي والصحي مستشفيات ومراكز صحية والاستثمار التعليمي في مدارس دولية أو مسارات دولية مشاريع جذب كبيرة للمستثمرين، كما أوضحت الدراسات أهمية المدينة الاقتصادية الجديدة التي تقود شركة أرامكو الاستثمار فيها بأحد أكبر المصافي لتفتح فرصا وظيفية لأبناء جازان بالإضافة إلى مشاريع صناعية صغيرة ومتوسطة ومشاريـع خدمية مساندة وتفتح لهم مجالات العمل لحسابهم الخاص لبناء قاعدة صناعية للصناعات الصغيرة والمتوسطة. إن شواطئ الجزيرة التاريخية فرسان تبحث عن المستثمرين السعوديين الذين ذهبوا خارج الوطن للاستثمار في مشاريع ساهمت في تنمية بلاد خارج وطننا وبإقتصاديات أقل وبمخاطر أكبر. إن مشاريـع وزارة الإسكان لسكن ذوي الدخل المحدود أحد أكبر الفرص الاستثمارية للمقاولين بكل أحجامهم، كما أن الكثافة السكانية في منطقة جازان في أمس الحاجة للمزيد من المستشفيات بجميع التخصصات لترحم أهالي جازان من مشقة السفر لجدة والرياض. نعم لقد وفقت شركة أرامكو عندما تبنت ندوة الاستثمار لتؤكد لرجال الأعمال والشركات الاستثمارية أن إحدى أكبر الشركات في العالم تؤمن بالاستثمار في منطقة جازان. ومن أهم عناصر النجاح للمشاريـع في جازان الإنسان العامل والمتعلم والمتخصص الجيزاني الذي استطاع أن يثبت وجوده ونجاحه وتميزه منذ زمن طويل خارج منطقته وفي بقية مناطق ومدن المملكة وتحمل بعده عن أهله ومنطقته ليتعلم وصبر على صعوبة الحياة ليعمل ويبدع، ولو أتيحت الفرصة لأبناء جازان منذ ثلاثين عاما ليتعلموا في جامعة في منطقة جازان لساهموا منذ ذلك الوقت لبناء اقتصاد منطقتهم منافسين بقية المناطق. لقد استطاعت جامعة جازان خلال فترة بسيطة أن تتقدم على بعض من الجامعات الحكومية القديمة واستطاع طلاب جامعة جازان أن يتقدموا العديد من طلاب بقية الجامعات السعودية وعلى وجه الخصوص في كلية الطب. متمنيا أن لا يكون سبب حضور هذا الكم الكبير من رجال الأعمال لندوة الاستثمار في جازان توفر طائرات شركة أرامكو لنقلهم من مناطق المملكة لجازان تحت ضيافة أمير منطقة جازان وغرفة جازان. متمنيا أن تكون الزيارات القادمة لهم لمنطقة جازان نابعة من قناعتهم بجدوى الاستثمار فيها وضعف المنافسة لهم فيها. كما أتمنى أن لا تكون هذه الندوة آخر العهد للوزراء والمسؤولين بمنطقة جازان خلال فترة عملهم وأتطلع لأن نعمل أولا على إزالة المعوقات التي تواجه المستثمرين فيها وعلى رأسها التمويل وتطوير البنية الأساسية وتطوير وتوفير وسائل النقل الجوية والتي يعاني القادمون والمغادرون من جازان الصعوبات في توفر الحجوزات الموازية للطلب الكبير عليها. كما أتمنى أن تصل شبكة الخطوط الحديدية مستقبلا إلى جازان وأن يتم إنشاء مطار سياحي في جزيرة فرسان إحدى أكبر وأجمل الجزر السعودية لينقلوا السياح السعوديين من المناطق الرئيسية في المملكة.
وأخيرا، كم كنت أتمنى أن تسند إدارة وتشغيل وتطوير وتنمية مدينة الملك عبدالله الاقتصادية لشركة أرامكو..