-A +A
حاوره: عبد العزيز غزاوي
واصل مدير عام الخطوط السعودية المهندس صالح الجاسر حديثه لـ «عكاظ»، معربا عن ترحيبه بالطيارين الدارسين على حسابهم والمستوفين لشروط ومعايير العمل في الخطوط، مؤكدا أن الخطوط لن تتهاون في اشتراطات السلامة.
وقال في الحلقة الثانية من هذا الحوار، الذي أجريناه في مكتبه ببرج السعودية في الخالدية بجدة، إنه تم إيقاف برنامج الشيك الذهبي بغرض المراجعة والتقييم والحد من تسرب الكفاءات من الخطوط.. وإلى التفاصيل:
• ما هي الخدمات التي تفخر الخطوط السعودية بتقديمها في الآونة الأخيرة؟
- لابد من التأكيد أولا على أن خدمات الخطوط السعودية في تحسن مستمر، ونعمل بشكل مستمر على مواصلة هذا التحسن بل وتسريع وتيرته، وما يصلنا من الإفادات وانطباعات المسافرين يؤكد التحسن، وكذلك العديد من الدراسات التي تقيس توقعات ومدى رضا المستفيدين من خدمات الخطوط السعودية، ومثل هذه الإفادات والاستقصاءات مصدر أساسي من مصادر تشكيل استراتيجية المؤسسة لتطوير وتحسين الخدمات، لأن الاستماع إلى المستفيد جزء من المدخل الأساسي للخطة الاستراتيجية والبرامج التطويرية التي تقوم بها المؤسسة.
أما الخدمات التي قدمتها «السعودية» ونفخر بها فهي كثيرة ومن الصعب حصرها في حوار كهذا، ولكن سأذكر منها الخدمات المميزة المقدمة عبر الأجهزة الذكية من خلال التطبيق الخاص الذي يمكن المسافر من الحصول على جميع الخدمات باللغتين العربية والإنجليزية «حسب ضبط لغة الجهاز» مع إمكانية استخدام التاريخ الهجري في الحجز، بالإضافة إلى اختيار المقاعد، وكذلك شراء التذاكر والدفع بواسطة نظام «سداد» أو البطاقات الائتمانية، إلى جانب إمكانية إدخال معلومات البطاقة الائتمانية عن طريق المسح الضوئي للبطاقة، وإنجاز إجراءات السفر وإصدار بطاقة الصعود للطائرة، مع حفظ بطاقات الصعود في محفظة الهاتف (PassBook)، يضاف إلى ذلك حفظ الحجوزات على الهاتف النقال مع إمكانية استرجاعها واستعراض الحجوزات السابقة، كما يتضمن معلومات عن الرحلات، وكذلك خاصية الإشعارات الإلكترونية، بالإضافة إلى حفظ بيانات الراكب على الهاتف النقال. وجميع هذه الخدمات وغيرها تقدم أيضا عبر الموقع الإلكتروني الذي تم تطويره بشكل شامل مؤخرا ويحظى بإقبال كبير من المسافرين للحصول على الخدمات بكل يسر وسهولة.
كما أشير هنا إلى خدمة «واي فاي» على الطائرات والتي تم إطلاقها مؤخرا لخدمة مشاهدة البرامج الترفيهية لا سلكيا على الأجهزة الشخصية واللوحية والهواتف النقالة والحواسب المدعمة بنظام «ويندوز» على متن الطائرات الجديدة، حيث يتمكن المسافرون وعبر هذا النظام من مشاهدة المحتوى الترفيهي بعد تحميل التطبيق الخاص المعد خصيصا للأجهزة الذكية ويتم على الطائرات التي لا تتوفر بها الخدمات الترفيهية، وكذلك تركيب أجهزة بث داخل الطائرة بحيث يستطيع المسافر أن يستخدم الـ «آيباد» والجوال لمشاهدة البرامج التي تبثها الخطوط داخل الطائرات.
وللمعلومية فإن «السعودية» تعد أول شركة طيران في العالم تقدم خدمة «الواي فاي» مجانا لمسافري الدرجة الأولى والأعمال على متن طائراتها الحديثة.
ومن الخدمات التي نفخر بها أيضا تزويد مقصورة ركاب درجة الأعمال الجديدة بأحدث المقاعد التي صممت بعناية، حيث ينفرد المقعد إلى 180 درجة ليصبح سريرا كاملا، إلى جانب مقاعد درجة الضيافة التي توفر أفضل مستويات الراحة والاسترخاء وتعد الأفضل بين شركات الطيران، وقد حصلت «السعودية» بموجبها على جائزة أفضل مقاعد للدرجة السياحية في العالم خلال العام المنصرم 2014م.
ونحن حريصون في الوقت ذاته على إجراء المقارنات مع الخدمات الموجودة لدى شركات الطيران العالمية أو عبر الاستقصاءات التي نقوم بها مع المسافرين لضمان الاستمرار في تقديم الخدمات التنافسية والمتميزة.

• كيف تمكنتم في الخطوط السعودية من تحسين الأداء والخدمات قياسا بما كانت عليه سنوات طويلة؟
- بتوفيق الله أولا ثم بالجهود المخلصة لأبناء المؤسسة وتحول «السعودية» إلى التشغيل التجاري الذي سيمكنها من تنظيم وتطوير عملياتها التشغيلية وتحقيق إيرادات من رحلاتها الدولية يتم استثمارها باستمرار في برامج تطوير الأداء وتحسين الخدمات لتواكب تطلعات مسافريها وتهيئ الشركة لمرحلة التخصيص النهائي وهي تحقق أفضل معدلات الأداء وتقدم أحسن الخدمات، وما يلمسه المتابع والمسافر حاليا من تحسن في الأداء والخدمات ما هو إلا نتيجة مباشرة لبدء تحول «السعودية» إلى التشغيل التجاري.


الانتقال للمطار الجديد
• ماذا عن استعداد «السعودية» للانتقال إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد؟
- في البداية، تؤكد كل المؤشرات أن المطارات الجديدة، وفي مقدمتها مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد، سوف تساهم بمشيئة الله في إحداث نقلة كبيرة في مستوى الخدمات ومنظومة العمليات التشغيلية بالإضافة إلى تحقيق معدلات أكبر في نقل الركاب والحجاج والمعتمرين.
وفيما يتعلق بالاستعداد للانتقال إلى المطار الجديد، فقد تضمنت الخطة الخاصة بهذا الشأن تشكيل الفريق الاستراتيجي لمطارات المستقبل (FAST) لوضع الخطط والبرامج الخاصة بانتقال مرافق الخطوط السعودية إلى مواقعها في المطارات الجديدة وإعداد الكوادر البشرية وتدريبها وتأهيلها لمواكبة المستجدات في المطارات الحديثة مع زيادة فعالية التنسيق بين مختلف قطاعات المؤسسة العاملة في المطارات، وتحسين بيئة العمل من خلال التأكد من ملاءمة المرافق التشغيلية والخدمية والإدارية وتأمين كافة المعدات والتجهيزات اللازمة للتشغيل وتطبيق مفهوم المطارات الذكية من خلال توفير الخدمات الإلكترونية الذاتية للمسافرين، إلى جانب تطوير وتحديث الأنظمة وتبسيط الإجراءات الخاصة بخدمات الركاب بالمطارات، واستيفاء متطلبات تحالف «سكاي تيم» العالمي، والتنسيق المستمر مع الهيئة العامة للطيران المدني وكافة الجهات الحكومية العاملة بالمطارات، بحيث يمكن تقديم المستوى المنشود من الخدمات والتي تتوافق مع الصورة الذهنية للمؤسسة مع إعداد برامج إعلامية وإعلانية عن خدمات «السعودية» في المطارات الجديدة.. وفي مقدمة هذه الجهود والاستعدادات وكما أشرت، تنفيذ برامج تدريبية متكاملة لكافة الموظفين بما يتواكب مع الطموحات والأداء الراقي المأمول بتقديم أفضل الخدمات لأن التدريب يعد من العناصر الحيوية المطلوبة لإعداد وتأهيل العاملين بالصفوف الأمامية بالمطارات الجديدة وبخاصة مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد.
وإني على ثقةٍ بأن المسافرين سوف يجدون مستوى من الخدمات يفوق توقعاتهم وتطلعاتهم في واحدٍ من أكبر المطارات المحورية وأحدثها على مستوى العالم.

إعداد وتأهيل الطيارين
• وماذا تم بخصوص الطيارين الدارسين على حسابهم والعسكريين المتقاعدين؟ ولماذا لم يتم قبولهم رغم النقد الذي وجهه مجلس الشورى للخطوط السعودية في هذا الشأن؟
- تحرص الخطوط السعودية على التوسع في برامج إعداد وتأهيل الطيارين باستمرار، إلى جانب برامج الابتعاث لدراسة الطيران وعلومه لمواكبة التطور المتواصل في قطاع الطيران وتلبية احتياجات «السعودية» لتنفيذ خططها الاستراتيجية بتحديث وتطوير الأسطول وزيادة الرحلات والتشغيل إلى محطات جديدة مع إدخال المزيد من الطائرات الجديدة للمنظومة التشغيلية، ويتم إعداد وتأهيل الطيارين وفق أحدث وأفضل برامج التدريب العالمية، حيث يخضع المتدرب لدورات وبرامج تدريبية نظرية وتطبيقية متنوعة لا تقتصر على مهارات قيادة الطائرة فقط بل تشمل برامج تدريبية متخصصة في المهارات الشخصية والإدارية والسلوكية والتفاعلية، ومجال الطيران يخضع لمعايير وأنظمة عالـمية صارمة لا تقبل الاجتهاد أو التقصير في أي جانب له علاقة بالطيران.
كما أن الخطوط السعودية حريصة كل الحرص على استقطاب جميع الطيارين الدراسين على حسابهم والمستوفين لشروط الطيران وقد تم قبول كل من تمكن من اجتياز الاختبارات المعتمدة من الهيئة العامة للطيران المدني وهيئات ومنظمات الطيران الدولية والخطوط السعودية، بينما أتيحت فرصة ثانية ثم ثالثة لمن لم يتمكن من اجتياز الاختبارات واستفاد البعض من هذه الفرصة.
وأود التأكيد أيضا أن الخطوط السعودية تضع مبدأ السلامة أولا وقبل أي شيء آخر وهي في مقدمة أولوياتها وأعني بذلك سلامة المسافرين والطائرات، ولذلك تطبق أدق وأفضل المعايير الدولية في هذا الجانب ولا تسمح بأي تقصير في ذلك وتلتزم بالمعايير الدقيقة والصارمة في موضوع برامج تدريب الطيارين وتأهيلهم ولن تحيد «السعودية» عن تطبيق هذه المعايير والاشتراطات لارتباطها بالسلامة العامة للمسافرين.
وأوكد عبر صحيفتكم أن أي دارس للطيران على حسابه الخاص استوفى متطلبات الطيران وتنطبق عليه هذه المعايير فأهلا وسهلا به، ونحن نفتخر بأن كل طياري المؤسسة على قدر كبير ومستوى رفيع من الكفاءة والمهارة والتفاعل مع مختلف التحديات.
وبالنسبة لقبول الطيارين العسكريين المتقاعدين وتأهيلهم لقيادة الطائرات المدنية فهم أيضا تنطبق عليهم نفس الاشتراطات والمعايير، علما أن الطيران التجاري المدني يختلف عن الطيران العسكري وقد سبق استقطاب عدد من الطيارين العسكريين ممن تنطبق عليهم المعايير وتجاوزوا اختبارات القبول والبرامج التدريبية اللازمة لتأهيلهم لقيادة طائرات «السعودية».
ومرة أخرى أؤكد أن الخطوط السعودية في حاجة للمزيد من الطيارين وبشكل متواصل، وهناك متطلبات واختبارات محددة وضرورية لقبول الراغبين في التأهيل لقيادة الطائرات وأي طيار يرغب العمل بالخطوط السعودية عليه أن يجتاز هذه الاختبارات وأن يكون مستوفيا للشروط والمعايير اللازمة وسوف يتم تعيينه فورا.

برامج التقاعد المبكر
• لماذا أوقفت «السعودية» عرض الشيك الذهبي لموظفيها الراغبين في التقاعد المبكر؟
- لا شك أن برنامج التشجيع على التقاعد المبكر من البرامج التي تساعد المؤسسة على التحول والتطوير، إلا أن العائق هو التكلفة الكبيرة التي تترتب عليه، الآن التقاعد المبكر متاح لمن يرغب في ذلك إذا أمضى خمسة وعشرين عاما بالمؤسسة، حيث بإمكانه أن يتقاعد بقراره الشخصي ولا يحتاج موافقة من أحد، أما الموظف الذي أمضى بالمؤسسة ما بين عشرين إلى أقل من خمسة وعشرين عاما فيستطيع التقاعد بموافقة المؤسسة، أما التحفيز المادي للموظف ليتقاعد فمكلف جدا إذا لم يكن منظما ووفق دراسات موضوعية وفي بعض الحالات يكون سبيلا لتسرب الكفاءات، وحاليا تم إيقاف البرنامج من أجل المراجعة والدراسة وفق الاحتياجات الحالية ويستثنى من ذلك الحالات الطبية المؤكدة لحين الانتهاء من الدراسة والتقييم ومدى توفر الإمكانات المادية لتطبيق هذا البرنامج من جديد.