سيناريو مثير شهده ميناء جدة الإسلامي لتتبع تفريغ حاوية محملة بالمخدرات وصلت من لبنان إلى جدة وكانت تتجه إلى الرياض، تحمل 700 ألف حبة مخدرة، قدرها مختصون بأنها كافية لتدمير 100 ألف شاب على أقل تقدير.
وأبانت مصادر أن أفراد العصابة استخدموا عدة شرائح جوالات متعددة وأسماء مؤسسات وهمية لتمرير محاولتهم، حيث اتفقوا أن يكون موعد التسليم عقب صلاة الجمعة ظنا منهم أن الوقت يشهد فتورا عاما، إلا أن السيناريو الذي نفذته إدارة مكافحة المخدرات في جدة بالتعاون مع الجمارك والجهات ذات العلاقة على مدى 6 ساعات أفشل الخطة وأسقط أفراد العصابة في إحدى محطات البنزين جنوب جدة، فيما تسلمت هيئة التحقيق والادعاء العام ملف القضية، وعقب انتهاء التحقيق قررت إحالة زعيم العصابة وهو مقيم من الجنسية اليمنية إلى المحكمة بتهمة تلقي 700 ألف حبة من الحبوب المخدرة بقصد ترويجها، فيما تمت متابعة حاوية تحمل المخدرات في جمرك ميناء جدة الإسلامي، وقررت هيئة التحقيق فرز ملفات مستقلة لخمسة أشخاص آخرين مشاركين مع المتهم (سوداني وسوريين وباكستاني ويمني) عقب استكمال التحقيق معهم، وطالب المدعي العام بقتل المتهم استنادا إلى الفقرة 1 من المادة الثالثة من نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، وقررت المحكمة إحالة القضية إلى دائرة القتل والقصاص لمباشرتها من قبل 3 قضاة.
وطبقا لتفاصيل الواقعة فإن المتهم مع خمسة آخرين استخدموا أوراق مؤسسة وهمية لاستقبال شحنة من المخدرات وتم الترتيب على أن يكون التسليم في ميناء جدة يوم الجمعة ظنا أن الإجراءات والمراقبة والمتابعة تكون في درجة أدنى، في حين تابعت مكافحة المخدرات كامل تفاصيل الشحنة التي انطلقت من لبنان وصولا إلى جدة ومن ثم نقلها إلى الرياض وفق مخطط الجناة، ودلت التحقيقات أن الجناة استخدموا عدة شرائح مجهولة واختاروا مواقع الاستلام والتسليم بدقة وتعاملوا بالشفرات بينهم من خلال المحادثات خشية مراقبتهم، وكشفت التحقيقات أن المتهم الذي تم ضبطه عقب مراقبته وتتبع الشحنة حضر لاستلامها بدراجة نارية وسلم مبلغا لسائق الشاحنة كعربون تحت الحساب مقابل قيادته لشاحنة المخدرات، في حين تم تجهيز عمالة لتفريغ الشاحنة من البضاعة وإيداعها في مستودع في محطة للمحروقات في جدة تمهيدا لنقلها إلى الرياض.