-A +A
سليمان الثنيان
خلال السنوات الخمس الماضية، وضعت مدينة جازان نفسها على خارطة التقدم والتطور السريع، أما بعض المناطق فقد بقيت كما كانت عليه منذ عدة سنوات لا جديد ولا تطوير رغم الدعم اللامحدود من قبل قيادتنا الرشيدة.
جازان اليوم تختلف تماما عن جازان الأمس في جميع المجالات، فعلى الصعيد العلمي جامعة جازان أصبحت تنافس الجامعات السعودية الأخرى التي سبقتها بسنوات في جميع المجالات التخصصية والطبية خاصة، بل تجاوزت الكثير من الجامعات، أما المجال الاقتصادي فمدينة جازان الاقتصادية أصبحت أنموذجا يحتذى به ليس على المستوى المحلي فحسب بل تجاوزت إلى التنافس العالمي، وعلى المستوى الزراعي مانجو جازان والذي تجاوز عدد أنواعه 80 نوعا أصبحت شهرته على كل لسان.

فما هو السر وراء ذلك؟ هل هي الإرادة أم الإدارة أم كلتاهما؟ لم أكتشف هذا السر إلا بعد أن نظم منتدى جازان الاقتصادي الأسبوع الماضي في مدينة جازان، والذي افتتح من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، وقد جرت العادة على مغادرة راعي المناسبة مباشرة بعد الافتتاح، ولكن الوضع عند سموه مختلف، فقد حضر لرعاية الافتتاح ولم يغادر، بل حضر جميع جلسات المنتدى من الساعة العاشرة صباحا حتى الثالثة ظهرا، ولم يكتف بذلك في اليوم التالي حضر من الساعة العاشرة حتى الثالثة وتناول طعام الغداء مع الجميع، وقد كان الاهتمام منذ البداية، فلم يكتف سموه بالدعوات المرسلة للوزراء ورجال الأعمال من قبل منظمي المنتدى، بل وجهت دعوات من سموه شخصيا لعدد من الوزراء والمعالي ورجال الأعمال، مما شجع الكثيرين حضور المنتدى تقديرا لحرص سموه.
إرسال الدعوات للحضور من قبل سموه وحضوره الشخصي لجميع جلسات المنتدى واستماعه للآراء والأفكار والتجارب المطروحة في المنتدى أعطى رسالة للجميع بالاهتمام والرغبة الملحة من سموه لتحفيزهم على المساهمة في تطوير ودفع عجلة التنمية في منطقة جازان، هذا النموذج الرائع وضع المناطق المختلفة أمام تحد كبير للتنافس الإيجابي الذي سوف ينعكس أثره على الوطن والمواطن، فمن يريد التطور والتقدم الاقتداء بأفعال هذا الرجل ليكون قدوة لنا جميعا. فهنيئا لجازان بأميرها وهنيئا للأمير محمد بن ناصر بجازان.
ولا غرابة في ذلك، فقد كان صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء عندما كان أميرا لمنطقة حائل وكذلك أميرا لمنطقة المدينة المنورة، فقد كان يقوم سموه بزيارة الوزراء في مكاتبهم لتنفيذ متطلبات ومشاريع التي تحتاجها المنطقة، ما يعكس اهتماما وحرصا من أعلى سلطة في المنطقة، مما كان له نتائج إيجابية، فأغلب ما تحقق اليوم في منطقة حائل ومنطقة المدينة المنورة ما هو إلا امتداد للدعم السابق الذي حظيت به المنطقتان في عهد سموه، في حين أن بعض المسؤولين يكتفون بإرسال خطابات المطالبات. هذه الدروس نسوقها اليوم ليستفيد منها الجميع ممن يريدون تحقيق طموحاتهم وطموحات مناطقهم.
ومن أجل خلق بيئة تنافسية بين مناطق مملكتنا الحبيبة والبالغة 13 منطقة إدارية وعلى جميع المستويات، فإنه يقترح وضع جائزة سنوية على مستوى المناطق والمحافظات على أن يشارك فيها جميع أطياف المجتمع وتشمل التنافس في المجالات التعليمية والتنموية الصناعية والاقتصادية والزراعية، وكذلك التنافس في المساهمات الفردية ذكورا و إناثا، شريطة وضع معايير تتقيد بها كل منطقة إدارية، وهذا التنافس سوف يعيد الروح إلى جميع فئات المجتمع، مما يساهم في الاستفادة من الطاقات البشرية قدر المستطاع، وبالتالي خلق فرص وظيفية وتقديم خدمات متميزة ذات جودة عالية وتنمية مستدامة تمتد ثمراتها للوطن والمواطن.