-A +A
? علي الرباعي (الرياض)
لم تعد الرواية تستهوي الكثير من زوار معرض الرياض الدولي للكتاب في ظل ما مرت به وما تمر الأمة العربية، حيث أوضح عدد من زوار المعرض أن القراءة في الشأن السياسي والفكري تحتل مرتبة أولى في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية.
من جانبه، يرى عضو مجلس الشورى السابق الدكتور محمد آل زلفة أن أي أمة تمر بأزمات تحتاج العودة إلى موروثها وتاريخها لتستضيء بما يتوفر من مخارج للأزمات، شرط أن تكون القراءة مستنيرة وواقعية ومكتملة لا مبتسرة، كما يحاول البعض أن يقرأ التاريخ من خلال ما لحق به من تشويه كبير يخدم أجندات لا تريد الخير لمجتمع ولا أمة، وعزا آل زلفة التحول القرائي إلى الفكري والسياسي إلى تنامي الوعي في المجتمع السعودي وحضور الحدث بشكل آني في كل منزل من خلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، مؤملا أن تثمر القراءات الواعية والمتحضرة اعتدالا وتفاعلا إيجابيا مع الحياة، كون القراءة مع توفر أحكام مسبقة لا تخدم الفكر ولا الثقافة ولا الواقع.

ويوضح الباحث والراصد السردي خالد اليوسف أن طبيعة الأحداث أن تفرض نفسها على الواقع، مبديا تفهمه للتراجع السردي أمام أنواع أخرى من الكتابات التي تتقاطع مع الاهتمامات اليومية من خلال التحولات الفكرية والمواضيع السياسية، ويؤكد مسؤول دار رياض الريس اللبنانية أن أكثر الكتب مبيعا لديه كتب السياسة من خلال أحاديث الذكريات، ومنها كتب غسان شربل عن رؤساء لبنان والصندوق الأسود الذي رصد فيه تاريخ حركات ومناضلين عرب.
ويذهب الزائر خالد العجروش إلى أن القراء مشارب متعددة، فالبعض يميل للقراءة الفكرية الجادة، والبعض يبحث عن الترويح والترفيه والتسلية، مشيرا إلى أن من أبرز سمات معرض الرياض أنه يجمع هذا الكم المتنوع من الكتب في كل فن، ما يتيح لكل باحث أن يجد ما يتفق مع ميوله وتطلعاته وتخصصه.