-A +A
أنور ماجد عشقي
المعروف أن رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هي محصلة للفكر السياسي والاستراتيجي لمن سبقه من ملوك المملكة -رحمهم الله، حيث اصبح لدى الملك سلمان بن عبدالعزيز خبرة تراكمية مطولة وتجربة هائلة سياسية واقتصادية وفكرية، فقد كان طول هذه الفترة جزءا من صناعة القرار، والمعروف أن الملك سلمان رجل مدرك لمجريات الأمور على الساحتين المحلية والدولية.
فالفترة الماضية أكدت أن الملك سلمان بن عبدالعزيز قد بدأ بالعمل قبل القول، فبدأ في ترتيب البيت السعودي عن طريق التغيير الوزاري الشامل ثم ترتيب البيت الخليجي من خلال زيارات رؤساء هذه الدول، ثم إعادة ترتيب البيت العربي، فكان بدءا بزيارة الملك عبدالله الثاني، ثم الرئيس عبدالفتاح السيسي وبنى ذلك على الهدف الاستراتيجي الأعلى للأمة وهو الأمن القومي العربي، بعدها جاء التنسيق مع تركيا لإعادة الاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط ثم جاءت زيارة رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، وهذا يؤكد ان الملك سلمان حرص على تقوية علاقات المملكة في المحيط الخليجي والعربي والاسلامي والدولي.

ويوم الثلاثاء الماضي حدد سياسته المستقبلية الداخلية والخارجية، فبدأ بالتأكيد على التمسك بالقواعد الثابتة وجعلها في مبادئ ثلاثة، الشريعة الإسلامية، والوحدة الوطنية، والأمن والاستقرار، مؤكدا أن هذا هو الأساس نحو التقدم والتنمية.
ثم تعرض للقيم السياسية، فأكد على المساواة بين المواطنين، وحماية التعبير عن الرأي وحدد دور الإعلام في ذلك وحض المسؤولين على فتح الأبواب للمواطنين والاستماع إليهم وحدد مسؤولية مجلس الاقتصاد والتنمية ومجلس الشؤون السياسية والأمنية وطالبهم بمخاطبة الوزراء والمسؤولين، كما أكد على أجهزة الرقابة بالقيام بواجباتها والقضاء على الفساد. ان الخطاب الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين يؤكد على ثوابت المملكة داخليا وخارجيا للسياسة السعودية والتمسك بقوانين العدل والثوابت الوطنية للمملكة، والملك سلمان هو ملك العدل والحكمة والحنكة السياسية وله باع طويل في إدارة شؤون المملكة داخليا كان ام خارجيا وكان الرجل الظل الذي يتعامل بحكمة وهدوء على جميع الأصعدة العربية والداخلية.