-A +A
خالد سيف
وسط ضبابية المشهد السياسي حول عملية السلام في الشرق الأوسط جاء فوز اليمين الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو في الانتخابات المبكرة التي جرت الثلاثاء الماضي مخالفا للتوقعات والقراءات التي أجمعت في سابقة تاريخية على أن توحد الأطياف السياسية والحزبية المعارضة سوف يسقط نتنياهو بالضربة القاضية وينهي حقبة دولة المستوطنين، عطفا على قائمة من الاتهامات التي رصدت ضده وبخاصة أن قادة سابقين من مختلف القطاعات العسكرية والاستخباراتية اصطفوا خلف الحملة المعارضة لانتزاع السلطة من اليمين وكسب تأييد الرأي العام الإسرائيلي وعدم منح نتنياهو الذي لا يعبأ إلا بمستقبله السياسي وبقائه على رأس الحكومة وإسقاط المشروع الصهيوني - على حد قولهم - وفشله في القضاء على حركة حماس خلال الحرب على غزة وتحميله مسؤولية الأزمة المتفاقمة مع الإدارة الأمريكية إلى جانب مظاهر الفساد التي أحاطت به.
وبعد أن استنفدت واشنطن الراعي الرسمي لعملية السلام جميع الأوراق لتحقيق اختراق تستأنف من خلاله العملية المعلقة بسبب التعنت الإسرائيلي هل تدعم الإدراة الأمريكية اللجوء إلى الأمم المتحدة لفرض تسوية سلام نهائية، عقب الإشارات السلبية في موقف نتنياهو من الدولة الفلسطينية ووعده بمواصلة بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة، خاصة أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية قد أفرزت مسارا تصادميا بين واشنطن وتل أبيب بسبب الملفات الشائكة بين الطرفين؟.

فهل تغير الإدارة الأمريكية من نهجها بتعليق استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لحماية الصديق المتعجرف (إسرائيل) من قرارات غير مواتية مثل إقامة دولة فلسطينية، أم أن نتياهو وبعد أن تحقق له ما أراد من تصريحاته الدعائية وحقق المكاسب الانتخابية التي كان يطمح لها سيعود إلى المناورة وتغيير نهجه السياسي وسيسعى إلى خفض حدة التوتر مع واشنطن.