-A +A
محمد أحمد الحساني
جاء في خبر صحفي نشر في الآونة الأخيرة أن قطار الشمال الممتد من القريات إلى الرياض، وفر ثمانين مليون لترا من الديزل وساهم في عدم استهلاك الطرق البرية التي كانت تستهلك عن طريق شاحنات نقل البضائع الفخمة ونقل القطار ما يزيد على ستة ملايين طن من الفوسفات خلال عام 2014م وتبلغ سرعته مائتي كيلومتر في الساعة وساهم الفرع الثاني للقطار المخصص الركاب في نقل «2500» راكب في الساعة الواحدة إضافة إلى ما ينقله القطار من بضائع متنوعة من الشمال إلى الشرق والعكس.
وقد سرتني هذه المعلومات وأكدت لدي أن مشروع قطار الشمال هو مشروع حضاري رابح وحسبه ما وفره من عشرات الملايين من لترات الديزل سنويا التي كانت تستهلك من قبل الشاحنات إذا ما قامت بالمهمة نفسها لذلك فإن الجدوى الاقتصادية من مشاريـع القطارات مؤكدة وفق ما جاء في الخبر من أرقام، مما يوجب التفكير الجاد في ربط أنحاء بلادنا الغالية بشبكة من القطارات تصل شمالها بجنوبها وشرقها بغربها لاسيما منطقة مكة المكرمة حيث المشاعر المقدسة وأن يكون خط قطار الحرمين الجاري تنفيذه نقطة البداية لتكملة ما كان يسمى تاريخيا بخط حديد الحجاز الذي جرت حوله العديد من الدراسات وكان المؤمل أن يبدأ الخط من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة إلى شمال المملكة ومن ثم يتصل بخط قطار في الأردن وسوريا وإلى تركيا و أوروبا، وكان وزراء المواصلات في تلك الدول يجتمعون قبل أربعين عاما اجتماعات دورية لبحث سبل إحياء الخط ولكن المشروع لم ينفذ وقيل يومها إنه لا توجد «جدوى اقتصادية» من تنفيذه مع أنه خط حيوي جدا كان من الممكن أن ينقل ملايين الحجاج والمعتمرين من مدن المملكة ومن الخارج إلى مكة الكرمة والمدينة المنورة ويغني عن استخدام عشرات الآلاف من الشاحنات التي تنقل الفواكه والبضائع من دول مثل تركيا وسوريا والأردن وبعض دول أوروبا عن طريق تركيا، ومراقبة حمولته أسهل من مراقبة حمولة كل شاحنة على حدة لاسيما مع توفر الأجهـزة الحديثة المستخدمة في المراقبة، ولعل ما ظهـر من فوائد جمة ناتجة عن إنشاء قطار الشمال المتجه نحو الشرق يؤدي إلى إعادة تنشيط مشروع خط قطار الحجاز ولو بتسمية جديدة!.


تويتر: mohammed_568