-A +A
? أشواق الطويرقي (مكة المكرمة)
وصف عدد من الاختصاصيين روشتة علاج للحد من تفشي ظاهرة الطلاق في المجتمع، مشددين على أهمية تكثيف التوعية بين الشباب قبل الزواج بفهم متطلبات الحياة الأسرية والاستعداد النفسي لها ومعرفة نفسية شريك الحياة وطرق الحوار معه وإدارة ميزانية الأسرة، مطالبين المجلس الأعلى للقضاء عدم الاستعجال في إصدار صكوك الطلاق ومحاولة احتواء الخلافات الزوجية ودعم مكاتب الصلح بالخبرات الكافية، مرجعين تفشي الطلاق لأسباب عدة منها صغر السن، والاستعجال في قرار الزواج وسوء الاختيار، غلاء المعيشة.
وذكر المحامي الدكتور يوسف الجبر أن الطلاق إجراء استثنائي يكون حلًا مشروعًا في حالات تعثر الحياة الزوجية وقناعة الطرفين بلزوم التغيير واستحالة الحلول الأخرى، ولكن التوسع في ممارسة هذا الحق والتلويح به عند حدوث أي خلاف خطأ كبير يقع فيه الزوجان.

وقال: «والزواج لم ينعقد بإجراءات طويلة لينتهي أثره بسرعة، فالأصل في العلاقة الزوجية الاستمرار والاستقرار. وهي نواة المجتمع الناجح والسعيد»، منتقدا تساهل الكثيرين في احترام هذه العلاقة وأصبحت البيوت تهدم لأتفه الأسباب.
وبين أن من أسباب الطلاق الاستعجال في الارتباط الزوجي قبل النضج العقلي وفهم متطلبات الحياة الزوجية، منتقدا تذمر بعض الشباب من بيئة الزواج، والحنين إلى حياة اللا مسؤولية قبل الزواج، موضحا أن من أسباب الطلاق عدم تنظيم وإدارة الحياة الزوجية بشكل صحيح، وغلبة الانفعالات غير المبررة عند اختلاف وجهات النظر، ولذلك نشأ ما يسمى بالزواج الصامت أو الهروب من البيوت واللجوء لبيئة الأصدقاء وترك الزوجات في مواجهة مسؤولية البيوت لوحدها.
ونادى الجبر بتوعية الشباب قبل الزواج بفهم متطلبات الحياة الزوجية والاستعداد النفسي لها ومعرفة نفسية شريك الحياة وطرق الحوار معه وحل المشكلات ووسائل استقرار العلاقة الزوجية وإدارة ميزانية الأسرة، متمنيا من المجلس الأعلى للقضاء عدم الاستعجال في إصدار صكوك الطلاق ومحاولة احتواء الخلافات الزوجية ودعم مكاتب الصلح بالخبرات الكافية.
فيما يرى الداعية الدكتور احمد البوعلي أن نسب الطلاق في المملكة مخيفة جدا وبتزايد مستمر ارتفعت عن السنوات الأخيرة بنسبة 20 %، موضحا أن الدراسات تشير إلى وقوع نحو 33 حالة طلاق يوميا، وتختلف النسب من منطقة إلى أخرى.
وذكر البوعلي أنه اتضح لفريق البحث أن 83 % من المطلقين والمطلقات تكرر معهم الطلاق أكثر من مرتين، وغالبيتهم في عمر 35 عاما فأقل، كما أظهرت النتائج أن 66 % من أسباب الطلاق هي خلافات بسبب عدم التوافق العاطفي، وأن أكثر من 50 % من حالات الطلاق ارتبط فيها الزوجان لأقل من خمس سنوات، ومن أبرز الأسباب الظلم والجمود وخاصة من الرجال
ونوه الكاتب والباحث الاجتماعي عباس المعيوف بأن ظاهرة الطلاق في المجتمع السعودي شكلت مؤشرا خطيراً على الصعيد الأسري والاجتماعي وإذا لم يعالج بالطرق الثقافية والتربوية فستكون العواقب وخيمة، من أهم السلبيات وراء الطلاق التفكك الأسري والضياع والتشتت وغياب المسؤولية. ومن الحلول التي تساهم في الحد من هذه الظاهرة هي تقديم دورات للزوجين قبل وبعد الزواج في ضرورة الحفاظ على كيان الأسرة من الانهيار، قيام الدولة بتخصيص محاكم خاصة للنظر في ارتفاع حالات الطلاق وما هي الأسباب وراء ذلك.