العواصف الرملية، خلال الفترة ما بين يومي 1 و3 أبريل 2015، كانت كابوسا على الناقل الوطني، فقد وصلت أرقام الرحلات المجدولة في الأيام المذكورة إلى ما يقارب 1530 رحلة جوية، لم يتحرك منها في الوقت المحدد إلا 25 في المئة، وهذه النسبة تضم رحلات أعيد توجيهها إلى مطارات بديلة في دول الخليج، ما يعني أنها لم تصل إلى المحطة المقررة لها، ويمكن بالتالي تصور حجم «الربكة» الذي قد يحدثه تصرف من هذا النوع، والكوارث الطبيعة لا تتحملها الخطوط السعودية ولا هيئة الطيران المدني ورئيسها سليمان الحمدان، ورغم ذلك، فالواجب أن تكون هناك استعدادات لمواجهتها بخطط استباقية واستراتيجيات احتواء مناسبة، خصوصا وأن خبراء الأرصاد الجوية يعرفون مواعيدها على وجه التقريب، ويوجهون تحذيراتهم إلى الجهات المعنية، ومن بينها هيئة الطيران والخطوط.
الذي حدث لم يكن مريحا بطبيعة الحال، فقد سادت حالة من الضيق بين المسافرين، وتكدسوا بالمئات في مطارات المملكـة الـدولية ينتظرون التوقيتات الجديدة، وبعضهم افترش الأرض ونام في الممرات، ومن وجدوا أنفسهم في محطات لم يحجزوا عليها، لم يبلغوا بالإجراء المناسب لإعادتهم إلى وجهاتهم الأصلية، أو على الأقل استعادة قيمة التذكرة أو أن تصدر لهم تذاكر مفتوحة؛ لأن البيان الصادر عن هيئة الطيران المدني لم يوضح حالات فتح التذكرة أو التعويض عنها، والمؤسف أن الناقل الوطني ومسؤولي المطارات لم يهتموا بتقديم أبسط الخدمات المتوقعة في مثل هذه الظروف، ولم يوفروا أماكن سكن أو وجبات للمسافرين، وما تم ــ بحسب التصريحات الرسمية ــ هو توفير حافلات تنقلهم برا إلى محطاتهم الجوية.
موجات الغبار تزور كل سنة في مواسم معينة، والمسألة متكررة وإن اختلفت حدتها، والمفروض أن لا ننتظر إرباكا وتشويشا كالذي كان حتى نتصرف، أو أن تؤجل الأمور إلى أن تصل الأزمة إلى مشهد شبيه بسيول جدة ــ لا سمح الله، ولا ينبغي أن نعمل على الاحتمالات، أو فكرة يمكن تصير ويمكن ما تصير، ولعل الأنسب في استثمار خدمـات الموبايل المفعلة في الخطوط السعودية، وإرسـال تنبيهات مسببة لأصحاب الحجوزات المؤكدة، تطلب منهم عـدم التوجـه إلى المطـارات، وانتظـار تعليمات لاحقة ستصـل إليهم، ولا توجد حاجة لاجتهاد غير مبرر، ما دامت الأرصاد قد أكدت العواصف وموجات الغباء الحاد، أو أن تستنسخ تجربة وزارة التعليم الجميلة والمطلوبة، ويعطى مديرو المطارات صلاحية تعليق الملاحة الجوية وإبلاغ المسافرين بتأجيل الرحلات وعدم الحضور إلى المطار، بدون الرجوع إلى القيادات العليا أو رئيس هيئة الطيران المدني.
العرب لا يهتمون بالطقس كثيرا، رغم أن نشرات الأخبار العربية تحاول مسايرة النشرات الأوربية والأمريكية في اهتماماتها بالأمور الجوية، والمواطن في أوروبا الغربية ــ على سبيل المثال ــ يحدد برامجه ونشاطاته الأسبوعية ورحلاته ونوعية لباسه استنادا لقراءة متأنية في تقلبات الطقس، وليس في شارعه أو في أماكنه اليومية، وإنما في وجهات سفره ورحلاته البرية والبحرية، والاعتذار الديبلوماسي من هيئة الطيران المدني جانبه التوفيق نسبيا، وتكلم عن معلومات فنية لا تهم المسافرين، من نوع إعادة جدولة الرحلات وأطقم الطيارين والملاحين، وكأنه يمهد لقائمة تأخيرات وتأجيلات متوقعة أو يحاول تهيئة الرأي العام لتقبلها والخروج بأقل الخسائر عند حدوثها.
الشيخ عادل الكلباني سجل تحفظا على تعطل حركة الطيران في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، وقال بأن غبار يوم واحد تسبب في إرباك الطيران لثلاثة أيام، وكأنها توابع الزلزال، وفي رأي الكلباني، فإن موجة ثانية من الغبار ربما شلت تحركات الناقل الوطني لأشهر قد تمتد إلى رمضان، وأعتقد أن سيطرة الخطوط السعودية على السوق مكنتها من فرض خياراتها الصعبة على المسافرين والمطارات، ولا أتصور أن الحال ستتغير قبل دخول منافسين مرخصين من الوزن التقيل، وتحديدا خطوط «المها» القطرية وطيران الخليج.
الذي حدث لم يكن مريحا بطبيعة الحال، فقد سادت حالة من الضيق بين المسافرين، وتكدسوا بالمئات في مطارات المملكـة الـدولية ينتظرون التوقيتات الجديدة، وبعضهم افترش الأرض ونام في الممرات، ومن وجدوا أنفسهم في محطات لم يحجزوا عليها، لم يبلغوا بالإجراء المناسب لإعادتهم إلى وجهاتهم الأصلية، أو على الأقل استعادة قيمة التذكرة أو أن تصدر لهم تذاكر مفتوحة؛ لأن البيان الصادر عن هيئة الطيران المدني لم يوضح حالات فتح التذكرة أو التعويض عنها، والمؤسف أن الناقل الوطني ومسؤولي المطارات لم يهتموا بتقديم أبسط الخدمات المتوقعة في مثل هذه الظروف، ولم يوفروا أماكن سكن أو وجبات للمسافرين، وما تم ــ بحسب التصريحات الرسمية ــ هو توفير حافلات تنقلهم برا إلى محطاتهم الجوية.
موجات الغبار تزور كل سنة في مواسم معينة، والمسألة متكررة وإن اختلفت حدتها، والمفروض أن لا ننتظر إرباكا وتشويشا كالذي كان حتى نتصرف، أو أن تؤجل الأمور إلى أن تصل الأزمة إلى مشهد شبيه بسيول جدة ــ لا سمح الله، ولا ينبغي أن نعمل على الاحتمالات، أو فكرة يمكن تصير ويمكن ما تصير، ولعل الأنسب في استثمار خدمـات الموبايل المفعلة في الخطوط السعودية، وإرسـال تنبيهات مسببة لأصحاب الحجوزات المؤكدة، تطلب منهم عـدم التوجـه إلى المطـارات، وانتظـار تعليمات لاحقة ستصـل إليهم، ولا توجد حاجة لاجتهاد غير مبرر، ما دامت الأرصاد قد أكدت العواصف وموجات الغباء الحاد، أو أن تستنسخ تجربة وزارة التعليم الجميلة والمطلوبة، ويعطى مديرو المطارات صلاحية تعليق الملاحة الجوية وإبلاغ المسافرين بتأجيل الرحلات وعدم الحضور إلى المطار، بدون الرجوع إلى القيادات العليا أو رئيس هيئة الطيران المدني.
العرب لا يهتمون بالطقس كثيرا، رغم أن نشرات الأخبار العربية تحاول مسايرة النشرات الأوربية والأمريكية في اهتماماتها بالأمور الجوية، والمواطن في أوروبا الغربية ــ على سبيل المثال ــ يحدد برامجه ونشاطاته الأسبوعية ورحلاته ونوعية لباسه استنادا لقراءة متأنية في تقلبات الطقس، وليس في شارعه أو في أماكنه اليومية، وإنما في وجهات سفره ورحلاته البرية والبحرية، والاعتذار الديبلوماسي من هيئة الطيران المدني جانبه التوفيق نسبيا، وتكلم عن معلومات فنية لا تهم المسافرين، من نوع إعادة جدولة الرحلات وأطقم الطيارين والملاحين، وكأنه يمهد لقائمة تأخيرات وتأجيلات متوقعة أو يحاول تهيئة الرأي العام لتقبلها والخروج بأقل الخسائر عند حدوثها.
الشيخ عادل الكلباني سجل تحفظا على تعطل حركة الطيران في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، وقال بأن غبار يوم واحد تسبب في إرباك الطيران لثلاثة أيام، وكأنها توابع الزلزال، وفي رأي الكلباني، فإن موجة ثانية من الغبار ربما شلت تحركات الناقل الوطني لأشهر قد تمتد إلى رمضان، وأعتقد أن سيطرة الخطوط السعودية على السوق مكنتها من فرض خياراتها الصعبة على المسافرين والمطارات، ولا أتصور أن الحال ستتغير قبل دخول منافسين مرخصين من الوزن التقيل، وتحديدا خطوط «المها» القطرية وطيران الخليج.