يظل إقدام أحد الممثلين الكوميديين على الانتحار ووضع حد لحياته، من أكثر الأخبار غرابة، كما حصل ذلك قبل عام مع الفنان الأمريكي المعروف روبن وليامز (صاحب غليون بوباي آكل السبانخ) فإثارة مثل هذه الأخبار لا تنتهي عند حدود (المانشيت العريض)، بل تمتد إلى تداعيات وتفاصيل الخبر، وأكثر ما يصدمك بالفعل أن تكتشف بأن ذلك الفنان الكوميدي الذي لطالما أضحك الملايين خلف الشاشات أو من على خشبة المسرح يعاني منذ سنين حالة من الاكتئاب الشديد إلى جانب إدمانه على الكحول قبل أن تكتشف الشرطة الجريمة وتجد جثته داخل شقته وهي تتدلى من الحبل أو مسجاة على الأرض بفعل جرعة زائدة أو جرح غائر بالوريد!؟
اليوم لدينا شباب في مقتبل أعمارهم، تجدهم ينثرون الفرح أينما ذهبوا، إلى الشارع إلى البر إلى البحر، هم في سباق دائم على من ينجح ويصنع أفضل مشهد طريف ينال أكثر مشاهدة وعلامة (لايك)، ولن أبالغ إن قلت لك عزيزي القارئ بأنك تستطيع مشاهدة مقاطع عديدة من هذا النوع دون أن تفتح جهازك المحمول، فقط اختار لك مكانا تجلس فيه أو ـــ على الأقل ـــ توقف بسيارتك قليلا أمام الكورنيش وسترى العجب العجاب، ومهما بلغت من المثالية فإنك لن تملك أمامها إلا الإشادة بقدرتهم الهائلة على ابتكار الشخصيات وتجسيدها بشكل كوميدي يدفعك إلى الضحك بكل عفوية.
أغلبية الناس حين يرون مثل هذه التصرفات الشبابية الخارجة عن المألوف يعلقون عليها بترديدهم العبارة الشهيرة (الحبوب لاعبتن فيهم) ثم تطوى السالفة وينتهي المشهد هنا. لكن الخبر الأكثر غرابة في كل هذه الفورة الشبابية، لم ولن يسمعوا به، لأنه يحدث داخل الكواليس ولا يعرفه إلا المقربون، فأولئك الشباب الذين قلنا بأنهم ينثرون الفرح أينما ذهبوا، يعودون إلى بيوتهم ليمارسوا العنف والإيذاء النفسي والجسدي مع أفراد أسرهم لأتفه الأسباب أو لغرض الحصول على المال لتعديل المزاج، حياتهم فارغة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولا قيمة لوجودهم، وكل منهم مستعد للقيام بأي شيء مقابل (سقارة حشيش) أو (حبة كبتاجون)!!
لقد تلقيت في يوم واحد أكثر من ثلاثة اتصالات، أحدها يطلب المشورة لإيجاد حل لابن قريبهم المتعاطي الذي اعتاد على ضرب والدته وأخذ ما لديها، فيما الآخر مدمن يريد إخوانه إيجاد طريقة لإخراجه من السجن بعد أن قبض عليه متلبسا وهو يسرق، أما الأخير فكان مدمنا وله سوابق وأهله يستفسرون عن مدى صحة كلامه حين أخبرهم بأنه يحتاج «250» ريالا يوميا لتغطية مصروفاته داخل التوقيف !!
لن أتحدث عن الإحصاءات المتزايدة في كل سنة لعدد المدمنين في المملكة وبحث سبل حلها علميا واكلينيكيا، لأن مثل هذه الندوات لا تستهويني، ولأن أهالي المدمنين يريدون حلا فعليا يحميهم ويعيد الحميمة لقلوب أبنائهم، لهذا يجب أن يكون هناك رقم مجاني لتلقي البلاغات، يمكن لعائلة المدمن لحظة تعديه عليهم، أن يتصلوا عليه في أي وقت طلبا للنجدة والمساعدة، فهناك أرقام مجانية لتلقي بلاغات عن أمور ثانوية، فيما لا يعرف الناس رقما مجانيا يخص (أم الكبائر) التي قد ينجم عنها أكثر من جريمة، ومتى ما تم القبض على المدمن يجب أن تقيد حريته ويخضع لعلاج مكثف ولا يطلق سراحه إلا بعد أن يقلع تماما ويتخلص من كل السموم التي بجسده، هذا إذا أردنا فعلا حماية واستعادة الشباب من هذه الآفة الخطيرة بعيدا عن «الحبوب اللي لاعبتن فيهم».
اليوم لدينا شباب في مقتبل أعمارهم، تجدهم ينثرون الفرح أينما ذهبوا، إلى الشارع إلى البر إلى البحر، هم في سباق دائم على من ينجح ويصنع أفضل مشهد طريف ينال أكثر مشاهدة وعلامة (لايك)، ولن أبالغ إن قلت لك عزيزي القارئ بأنك تستطيع مشاهدة مقاطع عديدة من هذا النوع دون أن تفتح جهازك المحمول، فقط اختار لك مكانا تجلس فيه أو ـــ على الأقل ـــ توقف بسيارتك قليلا أمام الكورنيش وسترى العجب العجاب، ومهما بلغت من المثالية فإنك لن تملك أمامها إلا الإشادة بقدرتهم الهائلة على ابتكار الشخصيات وتجسيدها بشكل كوميدي يدفعك إلى الضحك بكل عفوية.
أغلبية الناس حين يرون مثل هذه التصرفات الشبابية الخارجة عن المألوف يعلقون عليها بترديدهم العبارة الشهيرة (الحبوب لاعبتن فيهم) ثم تطوى السالفة وينتهي المشهد هنا. لكن الخبر الأكثر غرابة في كل هذه الفورة الشبابية، لم ولن يسمعوا به، لأنه يحدث داخل الكواليس ولا يعرفه إلا المقربون، فأولئك الشباب الذين قلنا بأنهم ينثرون الفرح أينما ذهبوا، يعودون إلى بيوتهم ليمارسوا العنف والإيذاء النفسي والجسدي مع أفراد أسرهم لأتفه الأسباب أو لغرض الحصول على المال لتعديل المزاج، حياتهم فارغة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولا قيمة لوجودهم، وكل منهم مستعد للقيام بأي شيء مقابل (سقارة حشيش) أو (حبة كبتاجون)!!
لقد تلقيت في يوم واحد أكثر من ثلاثة اتصالات، أحدها يطلب المشورة لإيجاد حل لابن قريبهم المتعاطي الذي اعتاد على ضرب والدته وأخذ ما لديها، فيما الآخر مدمن يريد إخوانه إيجاد طريقة لإخراجه من السجن بعد أن قبض عليه متلبسا وهو يسرق، أما الأخير فكان مدمنا وله سوابق وأهله يستفسرون عن مدى صحة كلامه حين أخبرهم بأنه يحتاج «250» ريالا يوميا لتغطية مصروفاته داخل التوقيف !!
لن أتحدث عن الإحصاءات المتزايدة في كل سنة لعدد المدمنين في المملكة وبحث سبل حلها علميا واكلينيكيا، لأن مثل هذه الندوات لا تستهويني، ولأن أهالي المدمنين يريدون حلا فعليا يحميهم ويعيد الحميمة لقلوب أبنائهم، لهذا يجب أن يكون هناك رقم مجاني لتلقي البلاغات، يمكن لعائلة المدمن لحظة تعديه عليهم، أن يتصلوا عليه في أي وقت طلبا للنجدة والمساعدة، فهناك أرقام مجانية لتلقي بلاغات عن أمور ثانوية، فيما لا يعرف الناس رقما مجانيا يخص (أم الكبائر) التي قد ينجم عنها أكثر من جريمة، ومتى ما تم القبض على المدمن يجب أن تقيد حريته ويخضع لعلاج مكثف ولا يطلق سراحه إلا بعد أن يقلع تماما ويتخلص من كل السموم التي بجسده، هذا إذا أردنا فعلا حماية واستعادة الشباب من هذه الآفة الخطيرة بعيدا عن «الحبوب اللي لاعبتن فيهم».