-A +A
منصور الطبيقي
مع كل ما نهبه من خيرات بلاد اليمن السعيد التي قدرت بعشرات المليارات من الدولارات، وافتقار المواطن اليمني لأبسط مقومات العيش الكريم، ضعف البنية التحتية وتخلف قطاع التعليم والصحة، وجعله اليمن مرتعا للقاعدة ومأوى للخارجين عن القانون والهاربين من أوطانهم، واستعانته بالصفويين وأذنابهم للانقلاب على الشرعية وتدمير كل ماهو جميل في (وطنه) كما طلب منهم، وتهديد جيرانه والاعتداء عليهم، تتفتق قريحة المخلوع لمبادرة جهنمية لحل حالة الحرب والدمار في اليمن بإخراج مرتزقة الحوثي والجنود المغرر بهم من العاصمة وعدن وإعادتهم إلى ثكناتهم، لا أدري كيف يفكر هذا الشخص وبأي منطق يتحدث وأي حالة فصام شديدة يعانيها وجعلته منفصلا عن الواقع وعن مسار الأحداث، فتارة يعلنها صراحة أن ليس له أي صلة بالحوثيين وأن ما قاموا به من احتلال المدن اليمنية كان قرارهم بأنفسهم، وتارة يعرض حلوله (المتذاكية) لإنهاء الصراع، كان رهانه كبيرا في إطالة أمد هذا الصراع الخطير وإدخال أطراف إقليمية في أتونه لإشعال المنطقة برمتها، لم يتخيل أن يصدر قرار تحت الفصل السابع بجهد كبير من القيادة والدبلوماسية السعودية وأشقائنا الخليجيين والعرب يحجر عليه وعلى ابنه وأعوانه ويعريهم أمام العالم ويفضح أجنداتهم ويطالبهم بالعدول عن هذه الأفعال الصبيانية والجبانة، لم يتوقع أن يكون الاتحاد في القرار السياسي والعسكري بين أرض الكنانة مصر الكبيرة وأرض الحرمين بهذا الحجم والقدرة، لم يتوقع استبسال وقوة وحزم جنودنا البواسل على الأرض ودقة واحترافية صقور الجو في السماء، لم يكن يتوقع أن يكون الصمت الروسي على قرار من مجلس الأمن يتوقع أن ينهي حالة الاقتتال في اليمن حاضرا، راهن على أعدائنا فخذلوه، أفلس وأفلس من معه بعد أن قدمت له دول الخليج مبادرة تحفظ له ولأسرته أن يعيش ما تبقى له من عمر باحترام، فأبى بضحالة تفكيره وقصر فهمه ورؤيته إلا أن يبقى خارجا على الشرعية ومواصلا لجرائمه التي ارتكبها بحق الشعب اليمني الشقيق.
أقول له عيب عليك، أي مبادرة هزلية هذه التي تروج لها ومن سيستمع لك، فالدم السعودي واليمني ليس رخيصا، أنت كنت سببا أساسيا في هذه المشكلة وهذا الصراع، وأعتقد أن ليس لك مكان في حله، فسبق السيف العذل ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين!

وينبغي على حزب المؤتمر الشعبي العام أن ينفك من سطوة هذا الرجل ونفوذه إن كان يطمح أن يكون له دور إيجابي في حاضر اليمن ومستقبله، وأن يفتش عن قيادة حكيمة تقوده وتقود البلاد إلى بـر الأمان وإلى تعزيز المصالحة الداخلية وإلى إعادة بناء اليمن تحت القيادة الشرعية وبمعاونة أشقاء اليمن والداعمين التاريخيين والصادقين معه وفي مقدمتهم درع العرب والمسلمين المملكة العربية السعودية..