-A +A
? منصور الشهري (الرياض)

أكد المتحدث باسم قوات التحالف المستشار في مكتب سمو وزير الدفاع العميد ركن أحمد بن حسن عسيري، أن الضربات الجوية لقوات التحالف خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، بلغت 100 طلعة جوية كانت مركزة ومحددة باستهداف مواقع وتحركات الميليشيات الحوثية في عدد من مدن الجمهورية اليمنية.

وأوضح خلال الإيجاز الصحفي الذي عقد مساء أمس بقاعدة الرياض الجوية، أن الميليشيات الحوثية أصبحت من فترة في وضع دفاعي فقط ولم تعد تمارس عمليات عسكرية منظمة وعملها الآن تخريبي، مستهدفين بذلك المواطنين اليمنيين والأماكن العامة، مؤكدا أن نتائج عمل العمليات الجوية لقوات التحالف يتصاعد وفي علاقة طردية إيجابية بين عملها ونتائجها، مشيرا إلى استمرار عمليات الضربات الجوية لقوات التحالف حتى تحقق نتائجها كاملة.

وأوضح العميد عسيري، أن أهداف العمليات الجوية محددة ومنتقاة للوصول بحالة الميليشيات الحوثية وأعوانهم إلى مرحلة الجمود التام، وإنهاء خيارات العمل لديهم، والعمل الآن يتم على محاور متوازية ومتوازنة من خلال استهداف التجمعات الحوثية الثابتة، وعدم السماح لهم بإعادة التنظيم مرة أخرى.

وأشار إلى أنه تم التنسيق مع اللجان الشعبية اليمنية أمس الأول «الخميس» في مدينة «زنجبار» الرافد الأساسي باتجاه «عدن» في تنفيذ عملية ضد مجموعات كبيرة من الميليشيات الحوثية وأعوانهم المتواجدين في المدينة، مؤكدا أنها كانت دقيقة وذات تأثير كبير على الأرض مما سمح للجان الشعبية والعناصر القبلية الموالية للشرعية بإحراز التفوق والتقدم والقضاء عليهم.

ولفت إلى أن العمليات مازالت متواصلة على مدينة «صعدة»، والحدود الجنوبية للمملكة، والمعلومات الاستخباراتية الواردة لمركز عمليات قوات التحالف أوضحت أن هناك تحركات للميليشيات الحوثية والداعمين لهم لإجراء أعمال على الحدود الجنوبية، والضربات الجوية استهدفت أماكن تجمعاتهم والحد من انتشارهم، بالإضافة إلى مواقع تخزين الذخيرة والوقود، والقضاء على أي عمل يمكن أن يهدد الحدود الجنوبية.

وبين العميد عسيري أن الضربات استهدفت كذلك أمس الأول «الخميس»، مدن «باقم، البقع، وصعدة» بشكل مركز، مفيدا أن هناك عمليات تنفذ حاليا على مدينة «تعز» لدعم الألوية العائدة لدعم الشرعية ضد أي تواجد للميليشيا الحوثية.

وأفاد أن العمليات استهدفت مواقع أخرى للميلشيات الحوثية في تعز، مؤكدا استمرار الضربات الجوية على مدينتي عمران وصنعاء، باستهداف مخازن الذخيرة والوحدات والآليات العسكرية التي يتم تحريكها، مبينا أن العمليات استهدفت أمس الجمعة مدينة البيضاء لدعم المقاومة الشرعية والموالين لها على الأرض، فيما طالت العمليات مطار عدن، محذرا من إيواء العناصر الحوثية أو مساعدتها من قبل المتعاطفين معهم، لأنهم سيكونون أهدافا لقوات التحالف.

وفي ما يخص العمليات الإغاثية وإجلاء الرعايا كرر المتحدث باسم قوات التحالف على الجهات الإغاثية والدول التي تريد إجلاء رعاياها من اليمن إلى ضرورة التنسيق مع الجهات المسؤولة التي سبق الإعلان عنها في وقت سابق، حتى تتم عمليات الإغاثة أو الإجلاء بشكل سليم وصحيح، وضمان سلامتهم ووصول المساعدات إلى المستفيدين منها، مشيرا إلى أن قوات التحالف أجبرت إحدى الطائرات المدنية غير مصرح لها على مغادرة الأجواء اليمنية والهبوط في مطار جيزان، حيث يتم التحقيق مع قائدها.

ولفت النظر إلى أن العمليات البحرية مستمرة في عملها من خلال مراقبة المجال البحري المتاخم لليمن، ومراقبة السفن التي تمر به واستقصاء المعلومات عنها، وتقديم المساعدة للسفن الإغاثية بالتنسيق مع الجهات المسؤولة بالتعاون مع اللجان الشعبية الموالية للشرعية لإيصال مساعداتها للمستحقين لها، مؤكدا أن المجال الجوي والبحري مراقب من قبل قوات التحالف طوال الوقت.

بعد ذلك أجاب العميد أحمد عسيري عن أسئلة الصحفيين، مبينا أن إعلان حرس الحدود عن إلقاء القبض على 110 متسللين يأتي في إطار العمليات الأمنية التي تقوم بها قوات حرس الحدود من حيث إلقاء القبض على الأشخاص غير المسلحين، لافتا النظر إلى أن الأعداد التي ذكرت تحتوي جنسيات في الغالب آتية من منطقة القرن الإفريقي كانوا يتواجدون في اليمن وبالذات في شمال اليمن تحت إجراء العمليات التي تتم وليس أمامهم إلا التسلل وهم أشخاص عزل ليس لهم سلاح ويعاملون معاملة المتسللين.

وأكد أن معظم قبائل اليمن تعي مسؤولياتها ودعمها للشرعية والأمن والاستقرار في اليمن الذي يعد مطلبا للجميع من المسؤولين أو شيوخ القبائل، مبيناً أن هناك فئة بسيطة من هؤلاء الشيوخ يقومون بتصرفات فردية إما لمكاسب مادية أو عدم فهم للموقف وهذا غير مقبول، منوهاً بأن هناك تواصلا يتم من قبل الحكومة اليمنية مع هؤلاء الشيوخ وعندما يصبح الوضع غير إيجابي سيكونون أحد الأهداف لأنه لن يسمح بأن تكون هناك مستودعات ذخيرة وقاعدة خلفية لتمويل المليشيات الحوثية بأي شكل من الأشكال، مناشداً شيوخ القبائل والقادة العسكريين وجميع طوائف ومكونات المجتمع اليمني الالتفاف حول الشرعية والتخلي عن المليشيات الحوثية المتمردة.

وبين العميد عسيري أن ما ذكره نائب الرئيس اليمني يوم أمس الأول عندما أكد على أن الجيش اليمني وما يتعرض له من خلال الفترة الماضية من انشقاقات وولاءات شخصية كان بفعل فاعل والجميع يعرف بأن الرئيس المخلوع كان له الدور الكبير في ذلك، مفيدا أن الرسالة التي نقلت لهم من خلال المؤتمر الصحفي ووسائل التواصل التي تتم من قبل الحكومة اليمنية مع قادة الألوية والتأكيد لهم أن الوضع الآن لم يعد كما سبق وأنه يجب عليهم أن يعوا الوضع الراهن ويعوا الرسالة أنه لن يعود الوضع كما كان قبل عاصفة الحزم، وبالتالي نؤكد لهم أن ما يحدث الآن أصبح عبثا وأن استمرار العمليات العسكرية وقتل المواطن اليمني نوع من العبث، وأن عمليات التحالف سوف تطالهم إذا استمروا في ذلك، مؤكدا لهم أن الوقت الآن متاح لهم للعودة لدعم الشرعية ولملمة جروح اليمن والالتفاف حول الشرعية والحكومة حتى يتجاوز اليمن هذا الوقت الصعب وأن لا يزيدوا في دعم المليشيات الحوثية التي يعرف الجميع أنها تنفذ أجندة خارجية لمصالح خارجية لا تصب في مصلحة المواطن اليمني.

وأكد المتحدث باسم قوات التحالف أنه ليس هناك حاجة لأي هدنة إنسانية لأنه لم يرفض أي طلب لأي منظمة للذهاب إلى اليمن بعد التنسيق مع قوات التحالف ، وأن كل طلب يحصل على إجابة سريعة، مطالبا البلدان والمنظمات غير الحكومية أن تقدم المعلومات وتحترم الوقت الذي يحدد لها وأن لا تأتي دون أي تصريح للنزول في أي مطار كان من أجل تجنب أي سوء فهم أو أخطاء قد ترتكب، مؤكدا على أن المليشيات وحلفاءها ترفض بطبيعة الحال تنفيذ قرار 2216 فيما يتعلق بوقف الأعمال الحربية والتقيد بالقانون الدولي وإنهاء القتال حتى يتم تقديم الإغاثة لجميع المواطنين اليمنيين ليس لفترة وجيزة فقط بل يوقف القتال حتى تقدم الإغاثة للشعب اليمني كله.