-A +A
? عبد القادر فارس (غزة)
شدد مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية الدكتور محمود الهباش في حديثه لــ «عكاظ» على أن القيادة الفلسطينية والشعب يرفضون أية مشاريـع مشبوهة لإقامة دويلة في غزة، مؤكدا على ضرورة إنهاء الانقسام وإفساح المجال لحكومة الوفاق الوطني في غزة، ودعا الأشقاء في العالم العربي والأمة الإسلامية لزيارة القدس لدعم صمود أهلها، مؤكدا أن الفلسطينيين مصممون على مقاضاة إسرائيل بشأن جرائمها أمام محكمة الجنايات الدولية قريبا..


• لازالت الأوضاع الداخلية على حالها من واقع الانقسام، والمناكفات السياسية، وعرقلة عمل حكومة الوفاق.. كيف ترون المخرج لذلك؟
•• جوهر القضية هو هل تريد حماس إنهاء الانقسام أم لا .. الواضح أن حماس لا تريد إنهاء الانقسام، وهي تبحث عن ذرائع وحجج لإبقاء الانقسام. هناك حكومة واحدة وعليها أن تضطلع بمسؤولياتها في غزة، وكل من يضع العراقيل أمام الحكومة يعزز وجود الانقسام ويساعد على بقائه، حماس مع الأسف يبدو أن لها أجندة مختلفة ومرتبطة باعتبارات غير فلسطينية وهي تصر على إبقاء الانقسام تحت ذرائع وحجج واهية، والمخرج بتسليم حكومة الوفاق مهامها حتى يتسنى حل مشكلات القطاع وإعادة الإعمار وفتح المعابر، وإنهاء هذا الوضع الشاذ منذ انقلاب حماس على الشرعية الفلسطينية قبل 8 سنوات.
• تناولت الأنباء مؤخرا الحديث عن إقامة دويلة أو إدارة ذاتية في غزة .. ما هو موقفكم من مثل هذه المشاريـع ؟
•• نحن في السلطة والمنظمة بكل فصائلها، والشعب الفلسطيني نرفض أي حديث عن دويلة أو دولة في غزة، ونقول إنه لا دولة في غزة ولا دولة فلسطينية بدون غزة، نحن نصر على أن يشمل الحل كل الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967. دولة فلسطين هي قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية كاملة غير منقوصة، وأي حديث عن إقامة كيان أو إدارة محلية، أو دولة مؤقتة، في غزة يمثل طعنا للقضية الفلسطينية في الظهـر وتخريبا للمشروع الوطني وخدمة مجانية تقدم للاحتلال الإسرائيلي الذي يريد أن يصفي القضية الفلسطينية.
• بعد انضمام فلسطين لمحكمة الجنايات من المقرر أن تقدم طلبات لمقاضاة إسرائيل عن جرائمها، إلى أين وصلت الأمور بهذا الشأن ؟
•• هناك لجنة مشكلة من قيادات فلسطينية ومختصين قانونيين لتدرس كل الملفات وسترفع توصياتها إلى القيادة لتقرر فيما بعد من أين وكيف تبدأ وماذا عليها أن تفعل.. ولكن بشكل عام القرار متخذ وأصبحنا الآن عضوا كاملا في محكمة الجنايات، ولكن الأمر مرتبط بإجراءات لوجستية وقانونية. أما القضايا التي سيتم نقلها للمحكمة لمقاضاة إسرائيل عليها فستكون قضية الاستيطان باعتباره جريمة واحتلالا لأراضٍ فلسطينية، ثم جرائم الحرب التي ارتكبت في العدوان على غزة الصيف الماضي، واستهداف المدنيين وقضية آلاف الأسرى في سجون الاحتلال.
• يتعرض مخيم اليرموك لانتقام الجماعات الإرهابية، كيف يمكن معالجة أوضاع المخيم وما يتعرض له ؟
•• من اليوم الأول كان موقفنا يتمثل في عدم الانجرار إلى مستنقع الخلافات العربية الداخلية، فنحن نقف على الحياد في القضايا الداخلية، وهناك جهات غير فلسطينية للأسف تحاول جر مخيم اليرموك إلى دوامة الصراع، والموقف الرسمي والشعبي الفلسطيني هو الرفض الكامل لهذا الإجراء ولم يتغير أي شيء على أرض الواقع حتى اللحظة، فقرار القيادة ألا ننجر إلى الصراعات العربية، وننأى بأنفسنا عن هذه الخلافات، لدينا قضية وطنية أولى ندافع عنها وهي قضية فلسطين وحق هؤلاء اللاجئين في مخيمات الشتات.
• هناك خلافات في الرأي بشأن زيارة القدس في ظل الاحتلال، فما هو موقفكم من ذلك؟
•• مجمع الفقه الإسلامي الدولي الذي اجتمع في الكويت مؤخرا حسم هذا الجدل، وأكد بأن زيارة القدس فضيلة دينية لا خلاف عليها، ومن الناحية السياسية الأمر راجع إلى تقدير المختصين وأولي الأمر في الدول العربية والإسلامية، ونحن كفلسطينيين نقدر أن زيارة القدس مصلحة فلسطينية سياسية كبيرة لأنها تعزز الهوية العربية والإسلامية للقدس..