اكد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف للقيادة السعودية استعداد الشعب الباكستاني بأكمله للوقوف مع المملكة ضد اي خطر يهددها، مؤكدا ان الحكومة الباكستانية متضامنة بشكل كامل مع المملكة حيال أي انتهاك لسيادة وسلامة أراضي المملكة وستواجه اي هجوم برد فعل قوي ومباشر. وقال رئيس الوزراء الباكستاني شريف في حوار مطول اجرته «عكاظ» بمقر اقامته في اسلام اباد، انه لا يمكن لباكستاني البقاء صامتا ازاء اي تهديدات ضد المملكة، مؤكدا ان امن المملكة من امن باكستان والعكس صحيح. واضاف شريف قائلا: نحن نستنكر بشدة قيام ميليشيات الحوثي بالانقلاب ضد المؤسسات الشرعية الرئاسية والحكومية اليمنية، مؤكدا دعم باكستان للقرار الاممي 2216 والتضامن مع الرئيس الشرعي هادي. وقال: نحن نثمن عاليا جهود الملك سلمان في دعم الامن والسلام في المنطقة والعالم، مؤكدا ان اسلام اباد على اتصال منتظم مع القيادة في المملكة حول ارساء الامن والاستقرار في العالم لان البلدين يعتبران حصنا للامة الاسلامية. ورفض شريف اي تدخلات في شؤون الدول الخليجية من اي جهة كانت، مشيرا الى ان باكستان تدعم جهود المملكة لمكافحة الارهاب. واضاف: لقد عانينا كثيرا من الإرهاب وفقدت باكستان أكثر من 50 ألف شخص وتحمل اقتصادنا فقدان أكثر من 100 مليار دولار امريكي، ولكن لدينا العزم الأكيد للقضاء على آفة التطرف والإرهاب. وهنا نص الحوار:
• بداية اشكركم لإعطاء «عكاظ» الفرصة للحديث عن تطورات الازمة اليمنية.. وأود أن أبدأ بتقييمكم لنتائج زيارتكم للمملكة ولقاءاتكم مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز؟
•• في الواقع كانت نتائج الزيارة أكثر من ممتازة حيث التقيت مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وناقشنا بالتفصيل أزمة اليمن وأعربت عن تضامن حكومتي التام مع المملكة ضد اي تهديدات خارجية. وكما تعلم جيدا أن باكستان والمملكة تتمتعان بعلاقات أخوية وشراكة استراتيجية، وتستند صداقتنا العميقة على العقيدة والتاريخ والثقافة الاسلامية المشتركة.ولقد اكدت للملك سلمان أن أي انتهاك للسيادة وسلامة أراضي المملكة سوف يواجه برد فعل قوي ومباشر من باكستان. ونحن سنقف دائما مع الشعب السعودي في ساعة الحاجة، لان المملكة وقفت معنا على الدوام في جميع الازمات، وان باكستان تعطي الدفاع عن المملكة والحرص على امنها واستقرارها أولوية قصوى، واؤكد لكم انه لا يمكن البقاء صامتين ازاء اي تهديدات ضد المملكة، وأقول مرة أخرى إن أي عدوان على المملكة العربية السعودية سيتم التعامل مع بقوة وفعالية.
شراكة لتعزيز الامن والسلام
• كيف تنظرون الى مستوى الشراكة الاستراتيجية مع المملكة من اجل ارساء الامن والسلام والاستقرار في الشرق الأوسط، والعالم بأسره؟
•• باكستان والمملكة تتمتعان بعلاقات أخوية وشراكة استراتيجية طويلة الامد لارساء الامن والسلام في المنطقة والعالم الاسلامي. والحكومة والشعب الباكستاني يقدرون كثيرا قيادة وشعب المملكة التي تحتضن الحرمين الشريفين، وإلى جانب العلاقات السياسية الممتازة والتي تعتبر على أعلى مستوى، لدينا مستوى عال من الاقتصادية والدفاعية والتعاون الأمني ??بين البلدين.والبلدان يتعاونان بشكل وثيق في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة، حركة عدم الانحياز، G-77، منظمة المؤتمر الإسلامي، وما إلى ذلك، ونحن نعمل معا ويدعم كل منا الآخر في القضايا ذات الاهتمام المشترك. لقد تحولت الصداقة التاريخية لدينا لشراكة استراتيجية تسهل دور البناء لدينا في صون السلم والأمن الدوليين. وباكستان والمملكة لديهما تاريخ طويل من التعاون في مجال الدفاع والأمن.
الملك سلمان زعيم للأمة
• اذن كيف تنظرون إلى دور خادم الحرمين في الحفاظ على السلام في المنطقة والعالم؟
•• نحن نثمن عاليا جهود الملك سلمان في دعم الامن والسلام في المنطقة والعالم. والملك سلمان زعيم زعيم سياسي قدير يحمل رؤية للسلام والأمن والاستقرار والازدهار ليس فقط للأمة الاسلامية بل للعالم بأكمله.. ونحن نقدر جهود المملكة لتحقيق الوئام بين الأديان والتسامح الذي لا غنى عنه لتحقيق السلام والهدوء في العالم.
إعادة الأمل دعم للشرعية والأمن
• اعلنت المملكة انتهاء عاصفة الحزم وبداية عملية اعادة الامل.. كيف تنظرون الى عملية اعادة الامل ودعم الشرعية في اليمن؟
•• أولا وقبل كل شيء نحن ندين بشدة الإطاحة بالرئيس الشرعي لليمن الرئيس هادي، من قبل عناصر ميليشيات الحوثي المتمردة، ونحن نرحب بالقرار الذي اتخذ لانهاء عملية العاصفة حاسمة ونحن نؤيد ايضا الجهود لتسوية الأزمة في اليمن. ولقد أكدت لقيادة المملكة أن حكومة باكستان مستعدة للمشاركة الكاملة والمساهمة في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216 ومناقشة إمكانية توسيع التعاون بين باكستان والمملكة في التوافق مع قرار مجلس الأمن، وتعزيز تعاونها في ضوء التهديدات المتزايدة للمنطقة من الجماعات الإرهابية المختلفة. وفي الواقع ان قرار مجلس الأمن الدولي والذي يوفر إطارا لحل الأزمة في اليمن مدعوما برؤية القيادة السعودية، ونرفض بشكل كامل تمرد الحوثي ضد الشرعية.
الدفاع عن المملكة مبدأ استراتيجي
• دولة رئيس الوزراء.. هل يمكن تسليط الضوء على قرار البرلمان الباكستاني حول الازمة في اليمن.. وخطابكم الذي اعقب قرار البرلمان؟
•• في الواقع ان خطابي الذي استمعتم اليه كان واضحا جدا حيال دعم المملكة والوقوف الى جانبها بشكل كامل، كما تضمن قرار البرلمان فقرتين تتعلقان بدعم المملكة ضد اي تهديدات. وأنا أرسلت شهباز شريف مبعوثي الخاص إلى المملكة مؤخرا يرافقه مستشار بلدي للأمن القومي والشؤون الخارجية سرتاج عزيز، وساهمت هذه الزيارة في تأكيد عزمنا على تعزيز علاقاتنا والوقوف مع المملكة ضد اي تهديدات. وكما قلت سابقا، أي انتهاك لسيادة ووحدة أراضي المملكة فإن باكستان ستثير رد فعل قوي، وسنقف دائما مع الاخوة السعوديين في ساعة الحاجة وهذا مبدأ لا نقاش فيه اطلاقا.
• هل تجدون إجماعا من جميع شرائح المجتمع الباكستاني للدفاع عن المملكة اذا تعرضت لهجوم وهل 180 مليون باكستاني جاهزون للدفاع عن المملكة؟
•• ليس هناك شك في أن الشعب الباكستاني بكامله سيكون جاهزا للدفاع عن المملكة في حال وجود أي انتهاك لسيادة ووحدة أراضيها. وهذا موقف نهائي وواضح وقد أعلن هذا بشكل لا لبس فيه في القرار الذي اعتمدته جلسة مشتركة للبرلمان مؤخرا، الأمر الذي يعكس حقا حرص الشعب الباكستاني على امن واستقرار المملكة. لقد أعلنا بشكل قاطع أن 180 مليون باكستاني كلهم سيقفون دائما جنبا إلى جنب مع الاخوة السعوديين.
• باكستان هي قوة إسلامية رائدة في الساحة الإسلامية، كيف يمكن لإسلام آباد والرياض العمل معا لإيجاد حل لقضايا الأمة الإسلامية في المنطقة؟
•• نحن نحاول أن نلعب دورا لوضع حد للأزمة التي يشهدها العالم الإسلامي في أقرب وقت ممكن، ونحن على اتصال منتظم مع القيادة في المملكة حول ارساء الامن والاستقرار في العالم لان البلدين يعتبران حصنا الامة الاسلامية ونحن نعمل بشكل وثيق مع الرياض في هذ الاطار.
نرفض أي تدخلات في الخليج
• لقد أدى تدخل بعض الدول في شؤون دول مجلس التعاون إلى تصعيد التوتر في المنطقة، ما هو الدور الذي يمكن أن تضطلع به بلدكم في هذا الصدد؟
•• نحن نعتقد بل نؤمن بقوة بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، الذي يعلن مبادئ العلاقات بين الدول، بما في ذلك عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ونرفض اي تدخلات في الشأن الخليجي.
قواتنا ستواجه أي تهديدات
• مع التحديات الجسيمة التي تواجهها حكومتكم، ما هي أولوياتكم في الفترة المقبلة؟
•• أنا واثق رغم كل التحديات التي تواجه باكستان، من النجاح، فلدينا برنامج قوي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في، وكذلك لضمان أمن الطاقة في البلاد، ونحن ندرك تماما التحديات الأمنية الداخلية والخارجية، وقوات الدفاع والأمن الباكستاني مستعدة جيدا وعلى استعداد لمواجهة أي تهديد للأمن والسلام والاستقرار في باكستان.
• هل استراتيجية الحكومة للتعامل مع أزمة الطاقة، أنه كان واحدا من الوعود الرئيسية التي قدمتموها للشعب الباكستاني في مرحلة الانتخابات؟
•• نحن نعمل بكل ما نملك لانهاء الازمة والقضاء على العجز في الطاقة الموجود، والذي أثر على التنمية وحياة الناس الاقتصادية. وهناك عدد من المشاريع الضخمة قيد الإعداد لتعزيز إمكانات توليد الطاقة الموجودة. ولقد وقع الرئيس الصيني خلال زيارته لاسلام اباد العديد من الاتفاقيات التي تصب لمصلحة انهاء ازمة الطاقة.
ونحن نعمل أيضا مع أصدقائنا لاستيراد الغاز والكهرباء لضمان أمن الطاقة وهناك مشاريع كبرى مثل CASA-1000، من شأنها أن توفر الكهرباء 1000 ميجاوات من طاجيكستان عبر افغانستان. ونحن نعمل أيضا على عدد من مشاريع خطوط أنابيب الغاز، ولدينا خطط لاستيراد الغاز الطبيعي المسال.
• كيف تقيمون الوضع السياسي والأمني في باكستان؟
•• لدينا تاريخ متقلب من الديمقراطية، وقد أثبت شعب باكستان مرارا وجود إلارادة القوية نحو الاستقرار ودعم الديمقراطية.
لقد عانينا كثيرا من الإرهاب وفقدت باكستان أكثر من 50 ألف شخص وتحمل اقتصادنا فقدان أكثر من 100 مليار دولار امريكي، ولكن لدينا العزم الأكيد للقضاء على آفة التطرف والإرهاب، ولن ننسى العمل الإرهابي ضد الأطفال الأبرياء في بيشاور وهو الامر الذي عكس عزم باكستان على محاربة الإرهاب بكل الوسائل الممكنة، ونحن ننفذ خطة عمل وطنية لمعالجة هذه المسألة على نحو فعال.
• هل أنتم راضون عن العمليات العسكرية للجيش ضد طالبان؟
•• نعم.. نحن مصممون على استئصال الإرهاب من باكستان، وعملية ضرب العضب ضد الارهابيين تجري بنجاح على شمال وزيرستان وتمكن الجيش من انهاء 90 % من البنية التحتية للإرهاب. وسوف تستمر هذه العملية حتى يتم القبض على جميع الإرهابيين من المنطقة أو قتلهم. نحن نتعاون أيضا مع أصدقائنا في المنطقة للتصدي لخطر الإرهاب.
• تاريخيا لم تكمل أي حكومة فترتها في باكستان.. هل ستكمل حكومتكم فترتها المتبقية؟
•• كما تعلمون، أنا زعيم حزب سياسي ديمقراطي واؤمن بشكل راسخ بالمثل الديمقراطية. لقد عملنا مع حكومة حزب الشعب الباكستاني، ولأول مرة في تاريخ باكستان تمكنت حكومة حزب الشعب من الحكم لمدة خمس سنوات قبل ان تخسر الانتخابات في مايو عام 2013. ونحن واثقون من أن القوى الديمقراطية ستعمل معنا لرعاية المثل الديمقراطية في باكستان لجعلها شجرة كاملة النمو والازدهار لان الشعب يريد أن يعيش في سلام والتمتع بثمار التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وأنا واثق من أن الحكومة الديمقراطية والتي لديها أغلبية الثلثين في البرلمان، بدعم من شعب باكستان وحلفاء في البرلمان، سوف تكمل مدة خمس سنوات بنجاح.
• فيما يتعلق بالعلاقات مع الهند، كيف تنظرون إلى نطاق هذه العلاقة في المستقبل؟
•• نحن نؤمن بأن السلام والأمن والاستقرار في المنطقة أمر ضروري للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في البلاد والمنطقة. ونحن نبذل جهودا جادة لعلاقات ودية مع الجميع، وخصوصا مع جيراننا. أخذت قرارا استثنائيا لحضور حفل تنصيب رئيس الوزراء مودي وكنت أريد بصدق أن تسير عملية الصداقة مع الهند إلى الأمام من حيث توقفت خلال الحكومة. ومع ذلك، لم يكن هناك رغبة من الهند في علاقات حسن الجوار. لقد زار امين عام الخارجية الهندية مؤخرا باكستان كجزء من جولته في دول جنوب آسيا. ومع ذلك، لم تظهر اي علامة على رغبة الهند استئناف الحوار معنا. ونحن على استعداد للتعاون مع الهند في حوار بناء لتسوية تفاوضية لجميع القضايا، بما في ذلك قضية جامو وكشمير.
• قضية كشمير هي السبب الرئيسي لتصعيد التوتر بين البلدين، كيف يمكن حلها؟
•• بالطبع، جامو وكشمير هي القضية الأساسية بين باكستان والهند، وتستند سياستنا على المبادئ التي ينبغي أن تحل هذه القضية على أساس قرارات وتطلعات شعب كشمير للأمم المتحدة ذات الصلة. وهذا أمر ضروري لتطبيع العلاقات بين الهند وباكستان.
• هل عودة عمران خان إلى البرلمان، إشارة إلى أن ثقافة الاعتصام التي اعتمدها قد انتهت؟
•• عملية الاعتصام كانت محاولة غير مجدية لإفشال الديمقراطية في باكستان من قبل حزب سياسي ومجموعة من المتطرفين، وشعب وبرلمان باكستان رفض الهجمة الشرسة على الديمقراطية الوليدة في البلاد. ويسعدني أن الحزب السياسي الذي شارك في الجهود الرامية إلى تخريب العملية الديمقراطية والحكومة، قد أدرك الخطأ وانضم للعملية البرلمانية. لقد أدركوا أن سياسة التحريض في الشوارع رفضت مرارا وتكرارا من قبل الشعب. ومن مسؤوليتنا الجماعية الحفاظ على الديمقراطية وتدعيم المؤسسات البرلمانية، وهذا هو الحل الوحيد لمواجهة التحديات.