-A +A
? علي الرباعي (الباحة)
كشفت دراسة حديثة عن ارتفاع أعداد حسابات المنتمين للأفكار الضالة والمنحرفة إلى ما يزيد على 50 ألف معرف مستعار بغرض تجنيد الشباب السعودي وانضوائه تحت ألوية الجماعات الإرهابية.
وجاء في الدراسة التي أعدها معهد «بروكينغ» ومولها «غوغل ايدياز» أنه بين سبتمبر وديسمبر 2014، استخدم 46 ألف حساب على تويتر من قبل أنصار داعش، وأغلب المشتركين يقيمون في مناطق تحت سيطرة التنظيم في سوريا والعراق.

ويرى عضو مجلس الشورى والباحث في استخدامات الإنترنت والتقنية الدكتور فايز الشهري، أن الإرهاب الإلكتروني لا يقل خطرا ولا ضررا عن الإرهاب التقليدي الذي عرفته المجتمعات، موضحا أنه ربما تكون خسائر الإرهاب الإلكتروني أضعاف أضعاف الإرهاب التقليدي، وفي المجمل يعد الإرهاب الإلكتروني أحد الوجوه الجديدة للإرهاب التقليدي الذي عرفته المجتمعات قديمها وحديثها وينطلق من دوافع ويستهدف غايات وبالتالي لا تختلف الأهداف في أشكال الإرهاب ولا تختلف الغايات كثيرا، مشيرا إلى أن الجديد هنا هو الأساليب العصرية والأهداف الإلكترونية التي جلبتها حضارة التقنية في عصر المعلومات، إلا أن أهداف الإرهاب الإلكتروني هي عينها أهداف الإرهاب بصوره الأخرى والمتمثلة في محاولة إحداث الضرر أو التأثير الجسيم في مقدرات الأوطان سياسية أم اقتصادية أو حتى دعائية للقضية التي ينادي بها الإرهابيون. ويؤكد الشهري أن المملكة تعرضت لموجات عاتية من الإرهاب الإلكتروني شملت حرب البيانات والدعايات واختراق شبكات خاصة وعامة وتجنيد الشباب من خلال الفيس بوك وتويتر، مبينا أن الإرهاب الإلكتروني قضية خطرة لا يمكن استثناء أحد من آثارها لا في مستوى الأفراد ولا الحكومات خاصة إذا نظرنا إلى ذلك من منظور وسائل الاتصال الإلكترونية مثل الانترنت وشبكات المعلومات والاتصال، ولفت إلى أن الشبكات الاجتماعية باتت تمثل صراعا فكريا يعكس الصراع الموجود، وخير مثال على ذلك ما يحدث في اليمن ومصر وسوريا والعراق وليبيا وتونس، مشيرا إلى أن سهولة فتح الحساب عبر المواقع المختلفة ساهمت في أن تستخدمها الأحزاب والتيارات والمتعصبون في ترويج أفكارهم ونشرها بين أفراد المجتمع، ودعا إلى تنظيم المحتوى الذي تقدمه مواقع التواصل المختلفة، مع وجود ميثاق أخلاقي يحترم المواطن ويراعي حقوق الفرد وواجباته، مشيرا إلى أن من تم تجنيدهم ينتمون إلى أكثر من 20 جنسية مختلفة، وظهر تأثيرها السلبي في نشر التطرف والإرهاب واستقطاب الشباب من الجنسين، ويرى أن الحل في الحد من خطورة مواقع التواصل يبدأ ببناء الشخصية السليمة لدى الأجيال الجديدة بحيث يمكنها التحليل والنقد، ورفع مستوى الوعي العام ودور الفرد وماذا يمكن أن يقدم لنفسه ولوطنه، وأخيرا تفعيل القوانين والأنظمة التي تكفل الحد من الآثار السلبية للمواقع، على أن يتزامن مع نظام رقابة يحافظ على الخصوصية ويحافظ على الحريات.
فيما حذرت الاختصاصية النفسية اعتدال عطيوي، الأسر من إهمال أبنائها وبناتها أمام أجهزة الكمبيوتر والدخول المفتوح للمواقع المشبوهة ومواقع التواصل دون رقابة ولا متابعة ولا توجيه، مشيرة إلى أن هناك الكثير من النظريات التي تناولت الشخصية الإرهابية بالتحليل والتي تدور غالبا مع تعددها حول هل السلوك الإرهابي مكتسب أم فطري مع ميل شديد من معظم العلماء إلى اعتباره مكتسبا وابن التغذية الموجهة المنتظمة من جماعة معينة أو مجتمع مخصوص. والشخصيات الإرهابية تتشابه كبيرا في العموم خصوصا في التغذية المحددة تدريجيا على فكر معين ثم تحويله لسلوك موجه، ووصفت شخصية الإرهابي بأنها تعاني من اضطرابات نفسية شديدة أو متوسطة ولا يظهر ذلك في سلوكهم الاعتيادي فترة طويلة، والإرهابيون شخصيات متناقضة متمسكة بقناعاتها وتميل للفوضى والتدمير واحتقار المجتمع نتيجة شعور حاد بالنقص وشيوع اللامبالاة في سلوكهم نحو النفس والآخرين حتى أقرب الناس إليهم، البلادة العاطفية تجاه الأشخاص والأحداث وحرصهم على إظهار المرض الشديد والعجز مع الميل إلى الحيل والغش والخداع وإن كانوا يحرصون بشدة على صورتهم المثالية عند الآخر، ويميل كثير منهم إلى الوحدة والصمت والعزلة والعيش وفق روتين اعتيادي لتجنب الشكوك.