-A +A
محمد المختار الفال
هذه دعوة إلى حفلة مختلفة، أشبه ما تكون بالجنازة لأنها تكرم من لا يستحق التكريم، وتحتفي بالفشل والعاجزين، ورغم ذلك فإن هدفها نبيل ومقصدها شريف، إذ تهدف إلى «تخريج» الكسالى من مسار التنمية حتى لا يعطلوا قافلتها..
وإذا وجد من يؤيد فكرة هذا الحفل ويرى وجاهة السبب ودواعي إقامته ووضع مواصفات ومؤهلات المدعوين فمن المتوقع أن تكون غالبيتهم من موظفي القطاع الحكومي الذين عجزوا عن الوفاء بالتزامات الوظيفة التي يشغلونها..

وفكرة الحفل بسيطة، وهي ليست من بنات أو أولاد أفكاري فقد «لطشتها»، كما يفعل كثير من كتاب الصحف ومعلقي القنوات الفضائية في زمن وفرة الألقاب، الفكرة «اقتبستها»، حتى لا تقولوا سرقتها، وإن كان هذا الأمر هينا فكم من دكتور سطا على بحث مغمور فنال به التكريم.. وكم من عالم «اقتبس» فصولا من عمل غيره ليضخم بها صفحات كتبه المشهورة.. طالت السالفة، الفكرة - باختصار - أخذتها من تغريدة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يشير فيها إلى اقتراب موعده مع موظفي حكومة دبي لمعرفة ماذا أنجزوا في مشروع الحكومة «الذكية». وذكر المعنيين بأن الموعد لم يبق عليه إلا شهر واحد وأن الذين لم ينجزوا وعدهم سيقام لهم حفل وداع يغادرون بعده مناصبهم ليفسحوا المجال لمن يستطيع أن يفي بما أسند إليه من مسؤولية وأهداف، أي أننا سنقرأ تغريدة أخرى تودع من لم يستطع مواكبة إيقاع وسرعة التنمية في دبي.
التغريدة أوحت لي بإمكانية استغلال الفكرة - وأنا متأكد أن الشيخ محمد لن يحرمنا ثمرات استخدامها - لتأسيس جمعية «المشاريع المتعثرة»، وهو مشروع قابل للتطوير والنمو ليكون رابطة لرؤساء ومديري الأجهزة الحكومية الخدمية التي تتعثر فيها المشاريع لأكثر من ستة أشهر. وستكون هذه الرابطة مفتوحة «للمؤهلين» والتسجيل فيها مجانا ولا تتطلب الكثير من الأوراق والأختام، وسيكون من تقاليد الرابطة إقامة حفل استقبال للقادم، بعد أن يكون قد شرف حفل الوداع الذي أقامه زملاء المهنة القدامى، وستقوم الرابطة بتقديم درع «التهاون» للعضو الجديد ليزين به صالون استقبال زملاء السهر.. ومن المتوقع أن تفتح هذه الرابطة فروعا كثيرة في المملكة بسبب أخطاء المقاولين وتساهل مراقبي استلام المشاريع.. وهذا معناه أن الرابطة ستحتاج إلى نواد اجتماعية ورياضية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من حملة درع «التهاون»...
الفكرة ستغضب البعض وسيتهم من عرضها بأنه لا يرى إلا الجزء الفارغ من الكأس، لكنها ستفرح البعض لأنهم بعد «التنبلة» سيجدون من يسهر معهم..