-A +A
محمد المختار الفال
ليس غرورا ولا اختيالا على الآخرين أن يفخر السعوديون بوطنهم ويعتزوا بما حققه من نهضة تعم جميع المجالات..
وكل المواطنين الذين يتابعون ما تنقله وسائل الإعلام، شرقا وغربا، يدركون مكانة بلادهم وحكمة قيادتهم ووضوح رؤيتها وأصالة قراراتها وسياساتها التي تقوم على مبادئ راسخة، تمد يد التعاون للجميع في غير ضعف أو تخل عن القيم والمبادئ التي قامت عليها وتمضي متمسكة بها.. ومنذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ــ حفظه الله ــ مقاليد الحكم أصبحت بلادنا في بؤرة الأحداث وتحت الأضواء؛ لدورها المتميز فيما يجري بالمنطقة وما يسود العالم من تجاذبات المصالح.. الجميع يتابع القرارات المتتالية، يحلل المضامين، ويستنتج المآلات التي تقود إليها السياسة الواضحة الثابتة التي تأسست عليها هذه الدولة، ويبحث عن تفسير لالتفاف المواطنين حول القيادة لحماية هذا الوطن والدفاع عن قيمه وفضائله.

وتأتي المراسيم الملكية، فجر الأربعاء العاشر من رجب المحرم لهذا العام، لتضع بلادنا تحت الأضواء الساطعة مرة أخرى؛ لأنها تجيب على تساؤلات ظلت متداولة في مراكز الأبحاث ودهاليز السياسة ومنابر الإعلام، واختلف حول فهمها الكثيرون الذين لا يعرفون حقيقة روح هذا البلد والعلاقة التي تربط بين أهله، فكانت التساؤلات المشرعة: كيف سينتقل الحكم في المملكة من جيل أبناء المؤسس إلى جيل الأحفاد؟ وما هي معايير هذا الانتقال وآلياته؟ ومن سيتخذ الخطوات العملية لإنجاز هذه المهمة؟. فجاءت قرارات الملك سلمان لتجيب ــ عمليا ــ على الأسئلة وتضع الخطوة الأولى على طريق بناء «الدولة الرابعة».. دولة الأحفاد المؤهلين علميا وعمليا القادرين على قيادة بلادهم في خضم ما يعيشه العالم من اضطرابات وصراعات..
ويقدر العقلاء المنصفون مبادرة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى هندسة الانتقال والإشراف على تنفيذه برضا الجميع ومباركتهم. والمشهد الباهر، مساء الأربعاء الماضي، في مبايعة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، شاهد حي على حكمة القيادة والتفاف الأسرة الحاكمة حول رمزها سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.. صورة بليغة تجيب على التساؤلات وتصحح كل الاستفهامات الخاطئة وتشرح ــ لمن لا يعرف ــ طبيعة المجتمع السعودي وتقاليده والروابط التي تجمع بين أفراده.. وكان من أبلغ الصور تلك التي نقلها التلفزيون وسمو ولي العهد يقبل يد عمه صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ــ ولي العهد حتى قبل يومين. دلالة هذه الصورة لا يفهمها الكثيرون ممن لا يعرف تقاليد مجتمعنا والقيم التي تتربى عليها الأجيال ويورثها الآباء للأبناء..
وبهذه الخطوات، تنتقل بلادنا نقلة نوعية في جو من التناغم والرضا والانسجام والالتفاف حول قيادة رشيدة تريد لهذا الوطن وأهله دوام الأمن ومنافع الاستقرار وثمرة وحدة الكلمة والاعتصام بالجماعة..
وهذه المرحلة التي تبني المستقبل على يد الشباب يتوقع أن تشهد الاهتمام بالمؤسسات الضامنة للاستقرار، والدفع بالمزيد من القوى الشابة إلى مفاصل الدولة، مستفيدة من تجربة الكبار الذين يعود لهم الفضل ــ بعد الله ــ فيما نحن فيه من حال يتمناها الكثيرون.