** حالة غير مسبوقة شهدها مجتمعنا، عندما تدفقت مشاعره المليئة بالحب والتقدير لأمير السياسة الخارجية سعود الفيصل، بعد أن ترجل عن منصبه، الذي قضى فيه زهرة شبابه وسنوات عمره المديد إن شاء الله، وواجه فيها ظروفا دولية متقلبة شهدها العالم إبان عمله لأربعة عقود، كانت مليئة بالحروب والتناقضات والقلاقل. لم يكن سعود الفيصل بمسؤولياته الجسام يحمل حقيبة في أي من الشؤون الداخلية على تنوعها وتشعب مسؤولياتها حتى يحصد هذا الفيض من المشاعر الجياشة. بمعنى أنه لم يكن على تعامل يومي مع الشأن الداخلي، رغم أنه يمثل الوطن، ويتحدث باسمه في المحيط الخارجي، ويدير من خلال منصبه مئات السفارات المنتشرة في كافة أقطار العالم التي تربطنا بها علاقات دبلوماسية.
حالة التقدير الشعبي النادرة هذه لسعود الفيصل الأمير الوزير، أفرزت عدة حقائق، كلها تعكس صورة الوطن الذي نزداد به فخرا على فخر مع مسيرة نهضته الشاملة المتواصلة، هذا الوطن العظيم بحكمة وحنكة قيادته، والكبير بإنجازات رجالاته، ووفاء وإخلاص ووعي وتلاحم شعبه، ومن تلك الحقائق على سبيل المثال لا الحصر، أننا شعب مثقف وواع ومتابع وعالم بمواقف بلادنا وما يدور حولنا، وهي المواقف التي كان سعود الفيصل ممثل السياسة الخارجية السعودية، يعلنها في اجتماعاته وحواراته وكلماته وتصريحاته التي تحمل دبلوماسية قوية حازمة، يغلفها الصدق والصراحة والموقف الصامد والملتزم وغير المتذبذب، من هنا جاء التقدير لهذا الرجل الذي كان يدير ملفات معقدة ومتعددة، بقوة وذكاء وحكمة، عكس فيها فكر قيادتنا التي يمثلها خير تمثيل. ومن الحقائق ما له علاقة بشخص سعود الفيصل الذي تخرج وهو في سن الثلاثة والعشرين، من الجامعة الأمريكية الأولى والأعرق على مستوى جامعات الولايات المتحدة والعالم، وهي جامعة «برنستون» التي حصل 35 من أعضاء هيئة تدريسها على جائزة نوبل، والتي كان العالم التاريخي صاحب نظرية النسبية «ألبرت آينشتاين» أحد أساتذتها قبل قرن مضى. وغير هذا التأهيل العلمي الفريد، فهو شخصية قوية حادة الذكاء، وسريعة البديهة، لا يسع من يحتك به إلا أن يحبه ويهابه في نفس الوقت، فمن تجربة شخصية عشتها وأنا عامل في الحقل الإعلامي بشقيه المرئي والمكتوب، كنت عندما أحضر لسموه مؤتمرا صحفيا أو لقاء مقتصرا على الإعلاميين المرافقين للزيارات الرسمية، أعد نفسي كالمقبل على امتحان شفهي، خشية أن أخطئ في معلومة استفسر عنها أو أطلبها من سموه، ذلك أنه ومع تواضعه وسماحته يرد بدبلوماسية لا تخلو من تصحيح المعلومة، بأسلوب يشعر فيه السائل بتواضع معلوماته، وأحيانا بتفاهة سؤاله.
سيظل سعود الفيصل الظاهرة التي نفخر بها وطنا ومواطنين.. حفظه الله ورعاه.
حالة التقدير الشعبي النادرة هذه لسعود الفيصل الأمير الوزير، أفرزت عدة حقائق، كلها تعكس صورة الوطن الذي نزداد به فخرا على فخر مع مسيرة نهضته الشاملة المتواصلة، هذا الوطن العظيم بحكمة وحنكة قيادته، والكبير بإنجازات رجالاته، ووفاء وإخلاص ووعي وتلاحم شعبه، ومن تلك الحقائق على سبيل المثال لا الحصر، أننا شعب مثقف وواع ومتابع وعالم بمواقف بلادنا وما يدور حولنا، وهي المواقف التي كان سعود الفيصل ممثل السياسة الخارجية السعودية، يعلنها في اجتماعاته وحواراته وكلماته وتصريحاته التي تحمل دبلوماسية قوية حازمة، يغلفها الصدق والصراحة والموقف الصامد والملتزم وغير المتذبذب، من هنا جاء التقدير لهذا الرجل الذي كان يدير ملفات معقدة ومتعددة، بقوة وذكاء وحكمة، عكس فيها فكر قيادتنا التي يمثلها خير تمثيل. ومن الحقائق ما له علاقة بشخص سعود الفيصل الذي تخرج وهو في سن الثلاثة والعشرين، من الجامعة الأمريكية الأولى والأعرق على مستوى جامعات الولايات المتحدة والعالم، وهي جامعة «برنستون» التي حصل 35 من أعضاء هيئة تدريسها على جائزة نوبل، والتي كان العالم التاريخي صاحب نظرية النسبية «ألبرت آينشتاين» أحد أساتذتها قبل قرن مضى. وغير هذا التأهيل العلمي الفريد، فهو شخصية قوية حادة الذكاء، وسريعة البديهة، لا يسع من يحتك به إلا أن يحبه ويهابه في نفس الوقت، فمن تجربة شخصية عشتها وأنا عامل في الحقل الإعلامي بشقيه المرئي والمكتوب، كنت عندما أحضر لسموه مؤتمرا صحفيا أو لقاء مقتصرا على الإعلاميين المرافقين للزيارات الرسمية، أعد نفسي كالمقبل على امتحان شفهي، خشية أن أخطئ في معلومة استفسر عنها أو أطلبها من سموه، ذلك أنه ومع تواضعه وسماحته يرد بدبلوماسية لا تخلو من تصحيح المعلومة، بأسلوب يشعر فيه السائل بتواضع معلوماته، وأحيانا بتفاهة سؤاله.
سيظل سعود الفيصل الظاهرة التي نفخر بها وطنا ومواطنين.. حفظه الله ورعاه.